موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١٥ أغسطس / آب ٢٠١٣
مبادرة القيادات الدينية في أمريكا من أجل السلام في الشرق الاوسط

الأب رفعــت بدر - نيويورك :

قبل عشرة أعوام بالتمام، تم في الولايات المتحدة الأمريكية تأسيس ما يُطلق عليه حتى يومنا هذا "مبادرة القيادات الدينية الوطنية من أجل السلام في الشرق الأوسط" National Interreligious Leadership Initiative for Peace in the Middle East وهدفت وقتها الى دفع الولايات المتحدة الى المضي قدماً وجدياً في خارطة الطريق لخلق اتفاقية سلام فلسطينية وإسرائيلية.

اشترك في تأسيس المبادرة اثنتان وثلاثون شخصية دينية قيادية من الديانات المسيحية والإسلامية واليهودية، بواقع ثمانية أعضاء من كل ديانة، وبرئاسة الكاردينال ثيودور ماكاريك، رئيس أساقفة واشنطن السابق الذي يحلّ في كلّ عام ضيفاً عزيزاً على الاردن.

لم يحلّ السلام الى اليوم، الا ان جهود المبادرة ما زالت قائمة وحثيثة، وكان آخرها رسالة سلطت وسائل الاعلام هنا في أمريكا الضوء عليها، وقد وجّهها أعضاء المبادرة، في نهاية تموز المنصرم، الى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وشدّدوا فيها على دعمهم الكبير للدبلوماسية الأمريكية الخارجية في تصميمها الجديد على اعطاء قضية السلام الاسرائيلي الفلسطيني أولوية في سياسة أمريكا، فيما أكدوا على انّ حل الدولتين هو الأساس، وكلما ضاع الوقت، كما تقول الرسالة، أصبح السلام أكثر ضياعا كذلك.

وأثنى اعضاء المبادرة على ما جاء على لسان السيد كيري من قرب التوصل الى صيغة نهائية للحل بعد العودة الى طاولة المفاوضات. وقالوا بأنّ السلام لم يتحقق بالرغم من جهود كثيرة سابقة، الا انّ هذه قد قادت بدون شك الى وضع "مفاتيح" للحل مقبولة من الطرفين.

المهم في رسالة رؤساء الأديان أنّها لا تقدّم مبادرة سلام وحلولاً جديدة الا انّها تعبّر عن التزام رؤساء الديانات الثلاثة -بما فيها طبعاً من تنوّع داخل كل ديانة- لتحريك الرأي العام في امريكا والعالم بشكل واسع يدعم تصميم القيادة الأمريكية الجديد نحو السلام، وذكروا طبعاً بأنّ دورهم ليس سياسيا بل هو في الصلاة الداعمة للجهود على أرض الواقع من الكنائس والمساجد والمجامع اليهودية، وكذلك عبر عمل المؤسسات الاجتماعية التابعة لها، أو التي تتوافق مع ما تدعو اليه المبادرة.

وختم الموقعون رسالتهم بالقول: "انّ درب السلام شائك وصعب، الا انّنا نؤمن ايماناً قاطعاً بأنّ السلام ما زال ممكنا".

وبعد، تحتفل مبادرة رؤساء الأديان من أجل السلام في الشرق الأوسط، بمرور عقد من الزمن على تأسيسها، وجميل أن نسمع بأنّها لم تفقد الأمل باحلال السلام. لقد تعثرت، عبر العشر سنوات الماضية، مسيرة السلام في الشرق وتشعبت، وبخاصة بعد ما سمّي بثورات الربيع العربي الدموية وقبلها في حروب الخليج، وما زلنا غير قادرين على حصر أعداد الضحايا الذين سقطوا عبر العقد الماضي، ولا ملايين النازحين عن أراضيهم وأوطانهم بحثا عن أمن وخبز. ولا يسعنا هنا الا ان نشجع كل مبادرة تشعل شمعة بدل أن تكتفي بلعن الظلام، فتبقي شعلة الأمل متوهجة. وكذلك نؤكد على ما ترتكز إليه المبادرة بشكل كبير في أنّ القيادات الدينية، في أي ديانة كانت، عليها واجب ومسؤولية في أن تكون داعية الى السلام في كل زمان ومكان، عبر الصلاة والعمل الاجتماعي الذي من شأنه خدمة حياة الناس وكرامتهم، ومن غير المقبول، على أي رجل دين، أن يتحوّل الى داعية حرب ودمار.

Abouna.org@gmail.com