موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١١ يوليو / تموز ٢٠١٧
ما هو المطلوب من المسيحيين ما بعد داعش؟.. البطريرك ساكو يجيب

البطريرك لويس روفائيل ساكو :

دعا البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو العراقيين عمومًا، والمسيحيين بصفة خاصة، إلى مراجعة الذات والوضع وتقييمه وتعلم الدرس واكتساب وعي جديد، وذلك بعد الإعلان رسميًا عن تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.

وقال: ’بالرغم من تحرير الموصل بجهود وتضحيات القوات المسلحة العراقية والبيشمركة والحشد الشعبي، لا يزال هناك طريق طويل ومضني للقضاء على داعش وبناء السلام والأمان وما دمر‘، ’فعلى المسيحيين التحرك سريعًا من أجل العودة الى أراضيهم ومسكها قبل أن يستولي عليها آخرون‘.

وأضاف غبطته: ’يجب على المسيحيين أن يتشبثوا بشكل فاعل بأرض أبائهم وأجدادهم وبهويتهم وتاريخهم وتراثهم. هم أصل البلاد وحضاراتها القديمة. وينتمون الى أقدم كنيسة مسيحية في العالم. هذا ينبغي أن يعيش فيهم‘، مشيرًا إلى أن هذه اللحظة هي ’تاريخية واختبار على المحك لتجديد التزامهم عقلانيًا وأخلاقيًا بترسيخ وجودهم واسترجاع ممتلكاتهم والمطالبة بالتعويض عما خسروه، والحصول على نصيبهم العادل من المساعدات وتأمين الحماية لهم بالتعاون مع الحكومة المركزية وحكومة إقليم كوردستان والمجتمع الدولي‘.

وفيما يلي ثلاثة نقاط أوردها البطريرك ساكو في هذا الشأن:

1. تسخير الجهود لإعادة بناء البيوت واصلاح البنى التحتية من اجل تسهيل رجعة النازحين الى بيوتهم بسلام، والابتعاد عن المواضيع التي قد تربك جهود الاعمار والعودة وخصوصا ان هذه المنطقة عانت من الاهمال على مر التأريخ.

2. تشكيل فريق صغير فعّال من 7-10 من اشخاص حكماء ومقتدرين وشبعانين وسياسيين متزنين ومخلصين ليكونوا ناطقين باسم المسيحيين ويتحملوا المسؤولية بروح الفريق الواحد، ويتصلوا بالمعنيين في الداخل والخارج. فالجوامع المشتركة بينهم لا تزال حية وتتطلب التنازل عن المصالح، والتكاتف والتعاون. والتخلص من العقد، والمشاركة البنّاءة والفاعلة مع المسلمين والاخرين في الحياة العامة. صحيح ان عددهم قد تراجع، لكن حضورهم واداؤهم لا ينبغي ان يتراجعا.

3. فتح مكتب اعلام مركزي واسع الرؤية لإيصال صوتهم ومعاناتهم وتطلعاتهم بشكل مهني سليم سعيا للخروج من تعقيدات الواقع الحالي وتحويل اختلافاتهم التي تكبلهم الى الوحدة البناءة والتلاحم والتضامن والمشاركة الفاعلة لتعزيز وجودهم من جهة وإشاعة ثقافة الانفتاح واللقاء وبناء السلام والاستقرار والعيش الكريم لهم ولمواطنيهم من جهة ثانية.

وأكد أن ’الكنيسة ليست بديلاً للسياسيين المخلصين ولا موازية لهم، إنما هي جزء من الوطن والشعب وتسعى لتقول كلمة حق في الشأن العام، خصوصًا في مجال بناء السلام وتحقيق العدالة وتأمين حياة كريمة للجميع بغض النظر عن انتماءاتهم، وتبقى تحب الناس وكل الناس وتتفانى في خدمتهم على مثال المسيح مؤسسها‘.

وختم البطريرك ساكو بالقول: ’أسأل الله أن يحمي العراقيين جميعًا، وأن يمكّن المهجرين من العودة والعيش بسلام مع جيرانهم مسلمين وايزيدين وتركمان وشبك، في مسيرة مشتركة من أجل بناء الثقة، وخلق واقع جديد أفضل مبني على خبرتنا التاريخية في العيش المشترك‘.