موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ١٥ مارس / آذار ٢٠١٧
مارسيل جوينات: عوامل خارجية تهدد قبول الاخر في الأردن

عمان - السوسنة :

<p dir="RTL">قالت الناشطة في مجال حوار الاديان مارسيل جوينات أن: &quot;قبول الاخر بين الاردنيين عائد للعلاقات المتميزة الطويلة، والمتجذرة بين غالبية المواطنين&quot;، مشيرة الى أن هذه العلاقة مع الآخر أصبحت تواجه تهديداً من خارج الحدود ومن داخلها، وعلينا إثارة الانتباه لمعانيها وايجابياتها ومقارنتها بما عليه في العديد من الدول العربية.</p><p dir="RTL">وأضافت في حوار مع السوسنة ان الانفتاح على الاخر في المملكة يعتبر نموذجاً راقياً وسامياً الى أقصى الحدود، وعائد، كذلك، للحكم الأردني وسياساته وبعد نظره الذي يشهد له العالم. واشارت الى انه لم يعد تكفي الدعوات لاستمرار وترسيخ هذه العلاقة بالكتابات الانشائية أو الدعوات الصالحة هنا وهناك بل العمل على الايمان الفاعل الحي بين الناس ولا يتأتى هذا الا بتوجيه مؤسسات المجتمع المدني والدولة وأحزابها ونقاباتها بالتركيز في نشاطات عملية لترسيخ مفهوم الاخر، وبأن البديل هو إنقسام الناس الى مجاميع تسود بينها الكراهية.</p><p dir="RTL">وتابعت إن نظامنا السياسي الذي ثبت بانه أفضل نظام لنا على مدى عقود وعقود مدعو للعمل على ترسيخ الانفتاح والتقبل للآخر بإزالة ما يمكن أن يعتبر تمييزاً بين الناس إن كان دينياً أو مذهبياً او اختلافات منابت وأصول في الاستمرار بالاصلاحات الدستورية لواقعنا الوطني أمام الواقع الاقليمي وتلاحق المتغيرات في العالم، سواء كانت هذه الاصلاحات رد فعل أو خطوات الى الامام في تعميق الشعور بالآخر كسبيل من السبل الاساسية لترسيخ حال الامن والامان على البلد والمجتمع والنظام كما يجب الرد على مقولات التفرقة والتمييز التي تصدر عن العديد من الاشخاص والمنظمات رداً من كافة النواحي الانسانية والحضارية والاخلاقية والدينية ردوداً من المفكرين الحداثيين منطقياً وعقلياً وعملياً.</p><p dir="RTL">وتاليا نص الحوار:</p><p dir="RTL"><strong>كيف تقيمي تجربة التعايش الديني في الاردن وهل تعرضت الى الاهتزاز؟</strong></p><p dir="RTL">تراوحت تجربة التعايش الديني في الأردن، منذ نشأته قبل حوالي المئة عام، بين التطبيق الكامل لها بين العرب الأردنيين المسيحيين والمسلمين تطبيقاً فعلياً، إهتداءً بمقولة مفجر الثورة العربية الكبرى الحسين بن علي: &quot;لهم ما لنا وعليهم ما علينا&quot;.</p><p dir="RTL">والفضل أيضاً في هذا الود عائد للعلاقات المتميزة الطويلة بين الأردنيين، وهي فعلاً متجذرة بين غالبية المواطنين، بل إنها تعتبر نموذجاً راقياً وسامياً الى أقصى الحدود في بعض مناطق المملكة، وعائد، كذلك، للحكم الأردني وسياساته وبعد نظره الذي يشهد له العالم غير أن الأمور لم تكن تخلو من امتدادات للتطرف الديني القادم من خارج&nbsp; وعبر الحدود الذي يتجسد في&nbsp; أفراد آمنوا بهذا التطرف إما عن قناعة أو لظروف اقتصادية ومادية وجهلاً بالهدف الرئيسي للأديان في العالم أجمع. تمثل ذلك، حتى الان، بمواجهات مسلحة مع &quot;بضعة&quot; متطرفين لم يجدوا أي تعاطف معهم أو دعماً ملموساً. مع ملاحظة أن هذا الذي جرى في الأردن يعتبر أقرب ما يكون الى الصفر مقارنه بالدمار الحاصل في مجموعة من الأقطار العربية والتي لا تبدو لها نهاية حتى في المستقبل القريب.</p><p dir="RTL">وليس غريباً أن يبرز أيضاً أفراد على مواقع التواصل الاجتماعية في الانترنت هم أقرب، لأن يكونوا عدميين يشتمون كما يحلو لهم، ولا يكون لهم اثر بين ملايين الناس.</p><p dir="RTL">ثم إنه وبعد هذه السنوات الست الدامية منذ إنطلاق ما يسمى بالربيع العربي، تأتي حادثة إغتيال ناهض حتر كحادثة فردية الى أقصى الحدود، حتى ولو لم تكن مستغربه، من واحد فقط بين كل الأردنيين وهي هزت المجتمع الأردني مسيحيين ومسلمين، كما هز استشهاد معاذ الكساسبة العربي الأردني المسلم المجتمع الأردني بأسره مسلمين ومسيحيين.</p><p dir="RTL">ولا بد أن ننوه بأخلاقيات المجتمع الأردني بعشائره وقبائله، مدنييه وفلاحيه وكافة طبقاته وكذلك، بالذات، سياسات الحكم وأجهزته الأمنية وقواته المسلحة وعاداته وتقاليده الاخلاقية فجميعها هي الخلاصة التي تحمي الأردن والأردنيين من التعصب بكل أشكاله، ويساهم في تكريس الانفتاح على الاخر والأمان بين مواطني المملكة. فالتذمر لدى العربي الاردني المسيحي هو معنوي غير ذات تأثير، ما دامت عناصر السلطة تسعى لكل ما هو إيجابي يشمل كل مكونات المجتمع.</p><p dir="RTL"><strong>هل تعتقدي ان مسيحيي الاردن حاصلين على حقوقهم كافة ام هناك تمييزاً سواء في القانون او الدستور او حتى في شغل الوظائف العليا؟</strong></p><p dir="RTL">القانون والدستور الأردني لا يميزان بين أبناء الوطن المسيحي والمسلم بل حتى وغيرهم، إن وجدوا، وغيرها وبدون أي نص تمييزي واضح. لكن ما يحصل هو من يطبق القانون، أي الذي يحمل بيده السلطة فنجد ان هناك حالات فردية يشعر فيها المسيحي بالتفرقة بالمعاملة وغير أنها دائما إيجابية لكن اغلبه سلبية، ومثال على ذلك في نظام ديوان الخدمة المدنية المادة 107 التي تمنح الموظف إجازة لأداء فريضة الحج لمدة لا تزيد عن 21 يوما طيلة مدة عمله إلا أنها لا تمنح إلا للموظف المسلم مع العلم أن الموظف المسيحي يسثنى من هذا الحق. وبما يخص شغل الوظائف العليا كلنا على علم ومعرفة أن هناك بعض الوظائف لم يشغلها مسيحي أردني منذ تأسيس المملكة وفي اعتقادي انه قد حان الوقت لفك الاحتكار.</p><p dir="RTL"><strong>هل تعتقدي ان المراكز الكثيرة التي بدأت تطفو على الساحة الاردنية خلال السنوات الماضية ساهمت في الانفتاح على الاخر وتقبله ام انها انشئت بهدف كسب التمويل الخارجي فقط ولم تحقق شيئا؟</strong></p><p dir="RTL">في اعتقادي أن الساحة الأردنية بحاجة الى مثل هذه المراكز التي تعمل على تقبل الاخر والانفتاح على الأخر وليس مجرد التعايش مع الأخر فكلمة&nbsp; التعايش تعني أن هناك من هو أقل من الأخر المختلف معه، دينياً بالذات كمنزلة، لكي أتعايش معه، وهذا ما يجب مواجهته&nbsp; كلنا ابناء الوطن الواحد، نحب وطننا ونخاف عليه ونحميه كل مكونات الشعب الواحد بدمنا. لذا هذه المراكز قد تكون انشئت لهدفين للكسب المادي اي الحصول على التمويل الخارجي للاستفادة المادية الشخصية او يكون&nbsp; من اجل الايمان بوجوب الانفتاح على الاخر والتعرف عليه بعقد ندوات ونشاطات ومؤتمرات مما ينعكس على مصلحة المجتمع المحلي وخاصة اننا نعيش ونحيا في عالم مفتوح وليس من السوي ان نبقي منغلقين على ذاتنا&nbsp; وعلى هذه المراكز ايضاً مسؤولية تجاه الشباب الذين هم هدف سهل نوعاً ما&nbsp; أمام الجماعات المتطرفة وذلك بتوعيتهم بأهمية الاخر في حياتهم ومجتمعتهم وفي العالم.</p><p dir="RTL">ولو أرادنا الله ان نكون كلنا من مجتمع واحد ودين واحد لما أنزل الأية الكريمة الحجرات 13 :(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا&nbsp; إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ&nbsp; إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) غير أن ما يؤخذ على هذه المراكز عدم فاعليتها في التأثير على الناس ولا حتى عملياً على أعضائها إن ما يجب أن يكون عليه الهدف الرئيسي لها هو العمل بين الناس للتأثير على أكبر عدد ممكن للايمان وللعمل بالمبادئ السامية التي تدعو لها وليس مجرد عقد ندوات ومؤتمرات ليس لها أية نتيجة في جعل الناس يؤمنون بما تدعو إليه أن يعملوا على نشر واقناع المواطنين بها.</p><p dir="RTL">ومن يرى ان هذه المراكز لها دور سلبي عليه ان يثبت ذلك فالنتائج والمخرجات لمثل هذه المراكز هي ما تحدد هل هي سلبية على مجتمعتنا أم لا، وخاصة أن هناك بعض الشائعات التي تدور في مجتمعتنا بان التمويل الخارجي يعمل على هدم الثقافة العربية الأصيلة وهدم الحياة الاجتماعية الاسرية. وكذلك فإن على&nbsp; من يتداول ويتبني هذه النظرة السلبية تجاه هذه المراكز ان يجد البديل عنها.</p><p dir="RTL"><strong>لتعميق التعايش ماذا تعتقدي علينا ان نفعل هنا في الاردن وما الذي ينقصنا؟</strong></p><p dir="RTL">الإنفتاح على الآخر وتقبل الآخر موجود ومستمر منذ تأسيس المملكة قبل حوالي القرن، لذا لم يعد يكفي أن نفتخر بتقبل الاخر الموجود منذ عقود، لأن هذه العلاقة مع الآخر أصبحت تواجه تهديداً من خارج الحدود ومن داخلها، وعلينا إثارة الانتباه لمعانيها وايجابياتها ومقارنتها بما عليه في العديد من الدول العربية. ولم يعد تكفي الدعوات لاستمرار وترسيخ هذه العلاقة بالكتابات الانشائية أو الدعوات الصالحة هنا وهناك بل العمل على الايمان الفاعل الحي بين الناس ولا يتأتى هذا الا بتوجيه مؤسسات المجتمع المدني والدولة وأحزابها ونقاباتها بالتركيز في نشاطات عملية لترسيخ مفهوم الاخر، وبأن البديل هو إنقسام الناس الى مجاميع تسود بينها الكراهية.</p><p dir="RTL"><strong>هل تؤيدي عقد البرامج الدولية لحوار الاديان وكيف كانت تجربتك في برامج كايسيد؟</strong></p><p dir="RTL">بالتأكيد أؤيد عقدها وإلا ما كنت قد شاركت فيها فبمركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان وتنوع الثقافات. أستطيع أن اتكلم عن نتيجة مشاركتي وتجربتي بأنها غيرت في تفكيري ونظرتي الى الاخر في الكثير من الاحكام المسبقة التي كانت في ذهني، فنحن في أحوج ما يكون لحوار الاديان في ظل هذه الظروف التي نمر بها والتعرف على الاخر والانفتاح على العالم الخارجي وعلينا الاعتراف بأن هناك تقارب بين الاديان السماوية مع العلم علينا الاعتراف ايضاً انه ليس من السهل المشاركة في مثل هذه اللقاءات، فالبعض يجد انها تؤثر على تربيتنا التي نشأنا عليها وعلى المجتمع الذي ننتمي اليه لكن من خلال خبرتي المتواضعة استطيع الجزم إن مثل هذه اللقاءات تجيب المشارك على الكثير من التساؤلات التي كانت تدور في ذهنه ولا تستطيع الافصاح عنها خوفاً من العائلة او المجتمع وبالعكس تجعل مداركه اوسع والنتيجة تكون معرفية وتوعوية وذلك بالتعرف على المذهب او الطائفة او ديانة اخرى وهذا ليس بكفر او جرم ويكسب ايضاً التوعية التي تدخل في نفسه في مثل هذه اللقاءات.</p><p dir="RTL">واريد التاكيد على ان مثل هذه المشاركات تعزز المواطنة العربية والانتماء الديني عندما اتعرف على العديد من المشاركين من مختلف الدول العربية واجد نفسي مسؤول امامهم وامام نفسي في المحافظة على الهوية العربية المشرفة ومسؤول على أظهار محاسن الديانة او الطائفة التي انتمي اليها عندها اشعر بهويتي الشخصية. وبما انني شاركت في برنامج الزمالة العربية كايسيد لعام 2017 والذي عقد اول تدريب له في عمان قبل اسابيع قليلة وكان المشاركون من 12 دولة عربية لم اجد نفسي غريبة عنهم، مع العلم ان من بين المشاركين كان اليزيدي والشيعي والسني وكان مشاركين من الازهر الشريف والدرزي والمسيحي الارثوذكسي والقبطي... هذا التنوع في مثل هذه اللقاءات والبرامج يغذي الروح والقلب والعقل.</p><p dir="RTL"><strong>ما دور القادة الدينيين في الحوار بين اتباع الاديان والتنوع الثقافي مع بروز بعض قيادات دينية تقصي الاخر؟ وبما انك متطوعه بالمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام ما هي ردات الفعل تجاه هذه الارهاصات واين هو من الحوار بين الاديان؟</strong></p><p dir="RTL">يجب أن يكون القادة الدينيّين أنفسهم، قبل كل شيء، على قناعة وإيمان بإيجابيّة النتائج التي تتولّد من هذه الحوارات وأن يعملوا على الدعوة لها بين الناس وخاصة الشباب والذين هم الغالبية في مجتمعنا والقادة الدينيين عليهم مسؤولية تجاه المجتمع والشباب بالاخص فهم قدوة لنا كما عليهم مسؤولية في كيفية ايصال الرسائل الدينية والحياتية، فلا يحق لرجل الدين شتم الاخر اذا كان من مذهب او طائفة او ديانة اخرى، من منحه الحق في ذلك عندما يعمل القائد الديني بشتم الاخر؟، اعرف انه&nbsp; ليس بقائد ديني فهو ناقص عقل ودين فالله سبحانه وتعالى لم يمنحه هذه السلطة لإطلاق الاحكام على الآخر.</p><p dir="RTL">كما ان على القادة الدينيين التركيز على عقد ندوات ومؤتمرات بهدف التوعية بأهمية الاخر وليس الانتقاص من الاخر.</p><p dir="RTL">واما المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام لا يعمل على محاسبة من يقوم بهذه الارهاصات، فهناك جهات مختصة هي من تحاسب ومسؤولة عن ما يصدر من بعض القادة الدينيين تجاه الآخر ولكن احياناً وحسب الحالة&nbsp; ينشر المركز بيانا حول مسألة ما.</p><p dir="RTL">كما ان المركز حاضر في اغلب اللقاءات والمؤتمرات وبين ابناء المجتمع التي تعنى بالحوار ان كان على المستوى المحلي او الاقليمي او العالمي ويعمل المركز على ترشيح العديد من الشباب للمشاركة في مثل هذه اللقاءات ويحرص على نقل تجاربهم الى كافة فئات المجتمع، وكذلك مدير المركز الاب رفعت بدر دائما متواجد ويشارك، فقبل ايام قليلة شارك في مصر بمؤتمر &quot;الحوار مع الازهر&quot; وكذلك مؤتمر الازهر الدولي &quot;الحرية والمواطنة... التنوع والتكامل&quot; وهذه الايام الاب رفعت بدر في واشنطن يشارك بمؤتمر دولي بعنوان &quot;دور رجال الدين في منطقة الشرق الاوسط&quot; في مكافحة التطرف.</p><p dir="RTL">وفي ختام الحوار نشير الى ان الجوينات، ناشطة أيضاً في شؤون المرأة، وباحثة في الشؤون السياسية والاجتماعية، ومدربة في الشؤون الشبابية والحياتية وحوار الاديان، حاصلة على بكالوريوس ادارة الاعمال من جامعة فيلادلفيا، وماجستير إعلام من جامعة اليرموك، ومرشحة لنيل درجة الدكتوراة تخصص إعلام من الجامعة اللبنانية الحكومية.</p>