موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٧
ماذا حصل في مثل هذا اليوم، قبل ١٠٠ عام؟‎

عمان - أبونا :

<p dir="RTL">كان ذلك يوم السبت 13 تشرين الأول عام 1918، في منطقة&nbsp;<span dir="LTR">cova da Iria بالبرتغال</span>، وفيه عيد العذراء سيدة الأوجاع. خصصت الكنيسة شهر تشرين الأول لإكرام السيدة العذراء سلطانة الوردية المقدسة، ولإبراز أهمية السبحة الوردية وفاعليتها الروحية. وصلاة السبحة الوردية هي التي نالت الإنتصار في معركة <span dir="LTR">Lepante</span> سنة 1571.</p><p dir="RTL">جاء الحجاج من كل نواحي البرتغال. وقُدّر عددهم من سبعين إلى مائة ألف شخص. وكان بينهم أيضًا متطفلون ومُلحدون. كانوا يتلون السبحة الوردية ويرتّلون التراتيل الروحيّة. توجّه معظمهم إلى المكان سيرًا على الأقدام. وللمرّة الأولى كان الجو باردًا وماطرًا. ولم يكترث الناس للوحل. فكانوا يركعون ويتلون السبحة الورديّة بتقوى وخشوع. وكأنّ مريم العذراء أرادت بهذا الطقس الماطر أن تمتحن إيمانهم. وكان الأطفال محاطين بذويهم. وبدافع قوّة داخليّة أمرت لوسيّا الناس بأن يُغلقوا مظلاتهم لكي يتلو السبحة الورديّة. وفجأة، تلاشت الغيوم، وظهرت السماء زاهية.</p><p dir="RTL">وكانت الساعة الثانية عشرة ظهرًا. قالت لوسيّا: &quot;هذا هو البرق، إنها قادمة&quot;. كان الأطفال الثلاثة (لوسيّا، وفرانشيسكو وجاشينتا) يشاهدون العذراء. ورأى الجميع غمامة صغيرة، بيضاء، بلون الفضّة، تتكوّن ثم ترتفع، ثم تذوب. وضعت العذراء رجليها على إكليل من الزهور أعدّته لوسيّا وجاشينتا في <span dir="LTR">Valinhos</span>. سألتها لوسيّا:</p><p dir="RTL">- من أنتِ أيتها السيدة، وماذ تريدين مني؟</p><p dir="RTL"><strong>- أنا سيدة الوردية. جئت لكي أحثّ المؤمنين على تغيير حياتهم، وأن يتابعوا تلاوة السبحة الورديّة يوميًا. أريد هنا كنيسة لإكرامي. فإذا تاب الناس عن خطاياهم فإن الحرب سوف تنتهي قريبًا، وسيعود الجنود إلى بيوتهم.</strong></p><p dir="RTL">- عندي أشياء كثيرة أطلبها منكِ...</p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;"><strong>أعجوبة الشمس</strong></span></p><p dir="RTL">دامت الأعجوبة عشر دقائق.</p><p dir="RTL">1) <strong>المرحلة الأولى من الأعجوبة</strong>: فجأة أخذت الشمس ترتجّ وتتحرّك، وتدور حول ذاتها بسرعة رهيبة مثل عَجَل النار. وكانت تُرسل أشعة مختلفة: صفراء وخضراء وبنفسجيّة وزرقاء، لمدة دقيقتين أو ثلاث. ثم توقّفت لمدة دقيقة. وفي هذه الأثناء كان الأطفال يشاهدون العائلة المقدسة. ثم لوسيّا وحدها رأت إلى يمين العائلة المقدسة سيّدة الورديّة، وإلى يسارها القديس يوسف والطفل يسوع الذي رسم إشارة الصليب وبارك العالم. ثم أيضًا سيدتنا مريم العذراء باركت الشعب. وبعدها رأت لوسيّا سيدة الأوجاع وسيدنا يسوع المسيح، وأخيرًا سيدة الكرمل.</p><p dir="RTL">2) <strong>المرحلة الثانية</strong>: عادت الشمس إلى الحركة وأصبحت لامعة. وأخذت ترقص سريعًا جدًّا، ثم توقفّت.</p><p dir="RTL">3) <strong>المرحلة الثالثة</strong>: قامت الشمس بالحركات ذاتها، وأصبحت أكثر لمعانًا. وكان الجمهور يعاين كل حركاتها. وفجأة أصبحت الشمس حمراء بلون الدّم وانفصلت عن الجَلَد، وأخذت تتدحرج شمالاً ويمينًا نحو الأرض. وكانت تُرسل حرارة تتزايد بكثافة، وبدت وكأنها سوف تسحق الأرض وما عليها. ذُعر الشعب، وفكّر الكثيرون أنها نهاية العالم. فأخذوا يصيحون: &quot;الأعجوبة، الأعجوبة.. إني أؤمن بك يا رب.. السلام عليك يا مريم، يا ممتلئة نعمة.. الرّحمة يا إلهي..&quot;. وركع الكثيرون في الوحل يتلون فعل الندامة. ثم توقفت الشمس عن الإنحدار، وأخذت ترتفع باعوجاج ثم استقرّت في مكانها، وعادت إلى لمعانها المعتاد. وزال الخوف عن الجمهور وحلّ مكانه الفرح والسلام. فرتّل الشعب فعل الإيمان. وصاح أحد المتقدمين في السّن: &quot;أيتها العذراء القديسة، أيتها العذراء المباركة، يا سيّدة الوردية أنقذي البرتغال&quot;. وكانت الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر. جميع الحضور شاهدوا الأعجوبة، وكذلك سكان القرى المجاورة، كما ذكرت الصحف التي أوردت الخبر على صفحاتها. وبعدها، حمل كاتب العدل السيد <span dir="LTR">Carlo Mendes</span> لوسيّا على كتفيه وأخذ يصيح: &quot;توبوا. تريد العذراء أن تتوبوا. إذا تبتم سوف تنتهي الحرب&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>إن أعجوبة الشمس التي رآها أكثر من سبعين ألف مشاهد تؤكد أن مريم العذراء هي حقًا سلطانة السماء والأرض القديرة، والمستجابة عند الله. وبواسطة مريم يغدق الله حبّه على البشرية بدون حساب.</strong></p>