موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأربعاء، ٢٠ ابريل / نيسان ٢٠١٦
ماذا بعد اللقاء مع الرئيس الفرنسي؟

عمّان - وائل سليمان :

<p dir="RTL"><span style="color:#006699;">إثر لقاء جمعه مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في عمان؛ في مفوضية الأمم المتحدة التي يراجع فيه مئات الألوف من اللاجئين وبالأخص من سوريا والعراق، وبحضور ممثلين عن المنظمات الرسمية والأهلية والكنسية، خرج مدير الكاريتاس الأردنية وائل سليمان بانطباعات كئيبة على الوضع في الشرق الأوسط؛ مفكراً كيف تحولت المنطقة التي صدرت الحضارات والأديان إلى زيارات ووعود من هنا وهناك، معرباً عن تقديره لأي شخص يزور هذا الوطن العزيز. ولكن الأمل الأكبر هو في جني ثمار لأي زيارة من جهة، ومن جهة أخرى أن يعود الشرق كما كان بتعدديته وجماله واحترام انسانه.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#006699;">نترككم مع أفكار سليمان:</span></p><p dir="RTL">تحولت أوطاننا العربية بلمح البصر من أصحاب تاريخ وحضارة وثقافة وتنوع وغنى وجمال طبيعة ساحر وخيرات وأنهار وبحار وصحراء ولغات وكنائس وجوامع وبيوت قديسين وعظماء! تحولت إلى رماد ودمار وموت ودم وعنف وذكريات! في لقاء يوم أمس مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند شعرت بحزن شديد لأن تاريخ الإنسانية بدأ من أراضينا المقدسة صاحبة الأمجاد والبطولات والاختراعات والكتاب والأشعار والموسيقى وصحن الطعام إلى أوطان يتعاطف معها الغرباء ويرمون الفتات ويغسلون أيديهم برآءة من تلك الأحداث!.</p><p dir="RTL">تحولنا إلى صحراء تلو صحراء، حياة خالية من الحياة! تحولنا إلى خيام ومهجرين ونازحين ولاجئين! تحولنا إلى قصة حزينة تروى في قصص الأطفال في الغرب! تحولنا إلى شعوب ننتظر هبة ومساعدة لنأكل ونشرب ونلبس ونذهب الى المدرسة. في هذا الوقت نذهب يومياً إلى المطارات لنودع التاريخ وقصة الأجداد والآباء وننسى الدار والجار والخير العام! شعوب عربية خفيفة مثل ذلك الرماد تحملنا الرياح لنسكن من أقصاها إلى أقصاها بدون قرار بل بالإجبار.</p><p dir="RTL">يأتي من يزورنا وننتظر من سيزورنا لنسمع ذات الكلمات؛ تشجعوا نحن معكم ولن نتخلى عنكم وسنستمر في مساعدتكم لكي تطعموا الجياع وتكسو العريان وتأووا الناس! نحن معكم ونصلي من أجلكم ويمكن أن نأخذ جزءاً منكم!. تحررنا في الماضي من الاستعمار وبقينا شامخي الرأس لسنوات طوال واليوم بأيدينا تحولنا إلى عبيد من جَديد! استعمار المال والهبات! استعمار من يدفع يأمر <span dir="LTR">chi paga comanda</span>!.</p><p dir="RTL">أيتها الشعوب العربية... يا صاحبة تاريخ الإنسانية... أيتها الشعوب المقدسة والغنية والمباركة.... يا أجمل لوحة فسيفساء في العالم... انهضي ولملمي ذاتك وضمدي جراحك وأصرخي مجدداً لا للموت ونعم للحياة! نعم للسلام ولا للحرب! نعم للحب ولا للكراهية! نعم للمشاركة بالخيرات ولا للأنانية! نعم لنبني الجسور ولا لهدم المباني! نعم للمستقبل ولا للحاضر! نعم نحن نستطيع إذا أردنا! فلم لا نبدأ حتى نعيد الكرامة والعزة والتاريخ ونردد مع درويش بأنه لا زال على الأرض ما يستحق الحياة.</p>