موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٠ يونيو / حزيران ٢٠١٨
مؤتمر يتناول دور المؤسسات في تعزيز الفهم المتبادل والتماسك الاجتماعي

بيروت - وكالات :

أطلق منتدى "التنمية والثقافة والحوار"، بالشراكة مع جمعية "الأمل العراقية" ومنظمة "الدان ميشن" الدنماركية وبدعم من الاتحاد الأوروبي، المؤتمر الإقليمي "التفاهم بين الأديان والعيش المشترك"، خلال الفترة الممتدة بين 20 و22 حزيران في بيروت.

ويهدف المؤتمر إلى إلقاء الضوء على الدور الفاعل والاستباقي للمؤسسات التعليمية التربوية والدينية والمجتمع المدني في تعزيز الفهم المتبادل والتماسك الاجتماعي انطلاقًا من الاحترام والمساواة في المواطنة والعيش المشترك ومواجهة التطرف، سعيًا لبلورة رؤية مشتركة تترجم في وثيقة أو مدونة تكرس "الاحترام المتبادل والتفاهم بين أهل الأديان" وتمهد لتعاون مستقبلي بين مختلف الهيئات المشاركة في إطار مبادرات مجتمعية محلية.

واعتبرت النائبة بهية الحريري "أن الشراكة الانسانية في بيروت هي الحقيقة الثابتة والوحيدة، وإن دولة لبنان الكبير هو وطن للمعرفة والمحبة والسلام لما احتضنته بيروت من جامعات ومدارس ومعاهد ومؤسسات فكرية وثقافية واعلامية". وقالت: "رغم أبشع أنواع النزاع والحروب والاحتلال والدمار الذي شهده لبنان على مدى سنوات طوال، ما كنا اليوم في هذا الاجتماع لولا تمسك اللبنانيين بوحدتهم المجتمعية وحرصهم على إقامة دولتهم المدنية الحديثة، واستطعنا أن نتجاوز الكثير من تحديات الحرب والاحتلال واعادة الإعمار، وكانت المعرفة والوحدة المجتمعية القوى الرافعة التي استطعنا من خلالها استعادة التماسك المجتمعي وحماية تراثنا العريق".

وأكد رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر "أن العلاقة بين المؤمنين من أديان مختلفة يجب أن تكون علاقة قبول للآخر وأن يطبق الجميع القاعدة الذهبية التي تقول، إن الله وحده هو الديان العادل". وقال: "ان المسيحيين كما المسلمين يرثون جميعا تاريخا متأزما في العلاقات في ما بينهم، فيما التاريخ يحتوي على الكثير من الأخطاء التي لا علاقة لها بالأديان"، داعيا إلى "العودة لصفاء الحقيقة التي عرفتها المسيحية كما الاسلام، والتي للحوار دور أساسي فيها". كما دعا إلى "الشروع في تنوير الرأي العام في المدارس والجامعات حول حقيقة الأديان حتى لا يبقى تسييس الدين خطرا محتملا"، منبها الى "أن المسيحيين أعرف الناس بالأسلام والمسلمين وأن رفض العنف والإرهاب مسؤولية الجميع".

أما رئيس منتدى التنمية والثقافة والحوار القس الدكتور رياض جرجور، فأكد أن المؤتمر "يندرج في إطار الجهود لتعزيز الاحترام المتبادل وصون التنوع والحريات والمواطنة، ويهدف بشكل أساس إلى ضمان استمرارية المنصات الحوارية في ظل النزاعات المهلكة التي تفتك بالمنطقة والتيارات المتطرفة التي لا تزال تحاول الانقضاض على الإرث الحضاري والغنى الثقافي والديني والاجتماعي الذي نتغنى به. كما سيفسح المؤتمر المجال أمام عرض تحديات المرحلة الحالية والمقبلة، وتسليط الضوء على دور كل من القيادات الممثلة، كل من موقعه، لطرح أفكار وتحديد آليات تعزز العمل المشترك والمتكامل لمواجهة هذه التحديات وبشكل خاص ظاهرة التطرف والتطرف العنيف".