موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٤ ابريل / نيسان ٢٠١٤
لنوحد جهودنا من أجل: دولة مدنية واضحة الهوية

د. فيحاء قاسم عبد الهادي :

تلقيت مجموعة من الرسائل، التي تعقِّب على مقالتي بعنوان: "في يوم المرأة العالمي: أنظر، أنظر، الجريمة التي اقترفها كيجيتي"؛ أستضيف منها ما يغني النقاش، حول موضوع العنف ضد النساء بشكل عام، وما حدث من تزايد في العنف ضد النساء في مصر، وتراجع في الميدان القانوني في بعض الدول العربية، بشأن وضع النساء، كما حدث في الأردن، وفي العراق، وفي لبنان.

أكَّدت معظم الرسائل على أهمية الإعلان عن العنف وتوثيقه، وفضحه، بوسائل متعددة، كما أكدت على ضرورة تجريم العنف، ومحاسبة المجرمين، بواسطة قوانين رادعة. واعتبرت أن القوانين التي لا تنتصر للنساء، هي عنف قانوني ضدهن.

ودعت إلى توحيد الجهود لحماية النساء من الجرائم الناتجة عن العنف، كما ذهبت إحدى الرسائل إلى أبعد من ذلك؛ حين نادت بدولة مدنية واضحة الهوية، محذرة من الوصول إلى دولة داعشية بامتياز؛ إذا ما جرى الاستخفاف بتزايد العنف ضد النساء، وبالقوانين التي تميز ضدهن.

*****
"قرأت في جريدة الأيام، مقالك الذي يعبر عما تعانيه المرأة من العنف والاضطهاد، وأشرت إلى النضالات والأنشطة التي قامت بها النساء في عدد من الدول، بما فيه لبنان، وتحدثت عن التظاهرة التي جابت الشوارع مندِّدة بالعنف الأسري.

اسمحي لي أن أضيف ما لم يصل بعد إلى العالم، ماذا جرى في لبنان.

لقد تعودت المرأة حفاظاً على عائلتها، ألاّ تعلن عن العنف الذي تتعرض له؛ ولكن عندما يصبح العنف قتلاً، المعنفة تكون فقدت حياتها. "رولا يعقوب"، كان زوجها دائماً يعنفها ضرباً مؤلماً، لم تخبر حتى أهلها؛ ولكن عندما ماتت وهو يتابع ضربها؛ سمع الجيران صراخها؛ لكنهم لم يتمكنوا من مساعدتها. والمؤلم أنه لم يعاقب، واعتبر بريئاً، بحجة أنها ماتت بسبب مرضها.

ربما هناك من يعنف من النساء حتى الموت دون أن نعرف شيئاً.

هذه البراءة شجعت زوج "منال عاصي"، فكان نصيبها التعنيف حتى الموت، وبعدها "كريستال أبو شقرا".

العنف ضد المرأة يزداد، والجدير ذكره أن الهيئات النسائية قدمت مشروع قانون للمجلس النيابي يتضمن معاقبة العنف؛ لكن هذا القانون ينام في الدرج.

حسب رأيي، من أجل القضاء على العنف الأسري، يستوجب أولاً القضاء على العنف القانوني.

علينا جميعاً أن نوحد جهودنا لحماية المرأة من الجرائم الناتجة عن العنف". ليندا مطر/ لبنان

*****

"أضيف إلى ما ذكرتِ: رقصت أيضاً أكثر من ستين امرأة من دول العالم، ومن بينهن "جميلة بو حيرد"، في مطار القاهرة، على أنغام التضامن النسوي، ضد الحصار الإسرائيلي، متضامنات مع نساء غزة المحاصرات. وكان من المفترض أن يتم ذلك في مسيرة نسوية في غزة؛ ولكن للأسف، تم منعهن من الدخول إلى مصر، كي لا يصلن إلى غزة؛ ولكن رقصهن التضامني في المطار؛ أبلغ الرسالة.

زينب الغنيمي/ غزة

*****

"في العالم العربي؛ يتزايد عدد النساء المعنفات يوماً بعد يوم، ومع أن الوعي في ازدياد؛ لكن تبقى حالات كثيرة لا يعلن عنها، ولا تدخل في الإحصاء؛ خوفاً على كيان الأسرة من التفكك؛ مما يزيد من عنف الرجل، وخنوع المرأة". فوز يونس الكتري/ المملكة العربية السعودية

*****

"في شهر آذار المرأة والوطن؛ تتنوع أشكال العنف التي تواجهها النساء في عالمنا العربي، وفي العالم، فكما العنف الجسدي والمعنوي والجنسي مؤلم، ويجب تجريمه، كذلك العنف القانوني والسياسي، الذي يمارس ضد النساء. مسيرة المرأة في عالمنا العربي ونضالاتها من أجل المساواة القانونية، تنطلق من كونها مواطنة متساوية، إلاّ أن بعض الحكومات لا تدرك هذه القيمة بشكل حقيقي، لتمارس السياسة في ذلك، فتظهر الحكومات نفسها أمام المجتمع الدولي بمظهر الدولة المدنية، والتي تساوي بين أفرادها، وتمكن المرأة، وتوقع الاتفاقيات المنصفة للمرأة، ووجهها السياسي الآخر داخل الدولة مختلف، فهي تسمح لفتوى تصدر لتحرِّم بعضاً من مواد اتفاقية "سيداو" التي وقَّعتها. وقضاؤها الشرعي، يعتبر جزءاً من نساء الدولة فاسقات؛ كونهن لا يرتدين الحجاب، وهذا ما حدث مؤخراً في قرار مستهجن لمحكمة الاستئناف الشرعية في الأردن؛ إذ رفضت المحكمة شهادة امرأة لكونها غير محجبة، طاعنة بعدالتها، فقط لكونها لا ترتدي غطاء الرأس، ولم تكتف بذلك، فقد استشهد القرار بتفاسير لعلامة العصر وجهبذه "يوسف القرضاوي"، باعتبار أن المرأة التي تبدي زينتها، وشعرها من أهم مظاهر زينتها، هي امرأة فاسقة. يتضح بأننا في حالة تراجع، لنصل يوما بفضل السياسات غير الواضحة، والهوية المزدوجة للدولة؛ إلى دولة داعشية بامتياز. حان الوقت للنساء ولكل مؤمن بقضايا العدالة والمساواة أن نوحِّد جهودنا من أجل إعلاء الصوت لدولة مدنية واضحة الهوية".

المحامية نور الإمام/ الأردن

*****

"يا نساء العالم العرب: أعلنَّ العصيان المدني على قوانين الأحوال الشخصية؛ بعد قرار المحكمة الشرعية الأردنية بعدم أهلية المرأة غير المحجبة للشهادة! لست محجبة، ولن أتحجب، وأمي من أقدس نساء الأرض، ولم تكن محجبة، وأحترم من تختار الحجاب كحرية شخصية. أتمرد على قوانينكم، ولن أخضع لمن يهين كرامتي، وحريتي الشخصية، ونزاهتي، وعقلي، وإنسانيتي، ويقيِّمني بمتر من قماش".

وفية البرغوثي/ الأردن

*****

يأتي الحكم القضائي الأردني الكارثي، الذي صدر عن محكمة استئناف عمان الشرعية، والذي اعتبر أن "المرأة غير المحجبة لا تملك أي أهلية للشهادة"، وطعن بأهلية النساء غير المحجبات، باعتبارهن فاسقات؛ ليدلل على ضرورة النضال على الجبهة القانونية من جانب، والنضال من أجل تطبيق الاتفاقيات الدولية، المنصفة للمرأة، التي وقعت عليها الدول العربية، من جانب آخر.

أما حادثة التحرش الجنسي ضد طالبة في كلية الحقوق/ جامعة القاهرة، في يوم 16 آذار/ يوم المرأة المصرية؛ وتصريحات رئيس الجامعة، التي يضع فيها اللوم على ملابس الطالبة – رغم اعتذاره لاحقاً -؛ فهي تدلل على أهمية النضال على الجبهة القانونية والثقافية في آن.