موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٩ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
لماذا نلقي اللوم على العام الجديد؟

الأخت كلارا معشر :

سؤال على الهامش:
لماذا نُلقي اللوم على العام الجديد؟

بدأنا هذا العام بأُمنيات الخير والسّلام لبعضنا البعض، وكلّنا شوق أن يكونَ هذا العام عام يُسر وخير وبركة للجميع. ولكنّنا عندما نقرأ أو نسمع خبرًا لا يتوافق مع أمنياتنا وتوقّعاتنا، أو عندما يحدث لنا ما يؤلمنا أو يزعجنا، فإنّنا نبدأ بإصدار الأحكام السلبيّة والمُجحفة بحقّ العام الجديد ولومه على قدومه.

فلماذا نحمّل رزنامتنا مسؤولية ما يقوم به الأشخاص؟

ما ذنب الأيام والأشهر والسّنوات إذا لم تكنْ لدى الشّخص نفسه أيّة نيّة ليتغيّر للأفضل؟

لماذا نعاتب الأيام على أخطاء أشخاص أعمت أعينهم رغبةالسُّلطة والتّسلّط؟ وآخرين استُعبدوا للشّهوة والإدمان، وآخرين لديهم الاستعداد لأن يعملوا أيّ شيء في سبيل الحصول على مبتغاهم؟

لماذا نلوم السّنوات إذا استسلمنا للشّرّ وقادته؟

صحيح أنّ هناك كوارث طبيعيّة لا يكون للإنسان يد مباشرة في حدوثها، وإنّما حدثت بسبب طبيعة المنطقة الجغرافيّة، أو بسبب تغيرات المُناخ الّذي لعب الإنسان دورًا كبيرًا في الإساءة إليه، ولا ننسى أنّ هناك عقابا إلهيا للإنسان إذا أساء لأخيه أو لخالقه وخرج عن طاعته، والكتاب المقدّس يذكر لنا الكثير من الأمثلة على ذلك، جاء في سفر التّكوين؛ بعد أن قتل قائين أخاه هابيل بسبب الحقد والغيرة والضّغينة أنّ الرّبَّ سأل قائين: "أين أخوك؟"

يا ليتنا نقرأ كلّ ما يحدث حولنا وفي منطقتنا البائسة ونفحص ضمائرنا...

يا ليتنا نكون رسل سلام كما هي رسالتنا منذ أنْ خُلقنا، حتّى لا نتعرض لمثل سؤال الرَّبِّ لقائين.

هذا السُّؤال سنُسأل عنه يومًا ما، كلُّ إنسان هو أخي، وما يحدث في العالم من حولنا يعنينا بشكلٍ أو بآخر، لنصلّ من أجل السّلام في العالم، ومن أجل أن نتمتّع بالحسّ الإنساني تجاه حاجات الإخوة.ليست لدينا الإمكانيّات لنجد حلولًا لمشكلات العالم الرّئيسة ولكنّنا نستطيع أن نسهم في حلّ بعض المشكلات الّتي حولنا. لنتذكّر رسالتنا أن نعيش بسلام ونغزو العالم بفكر المحبّة والعيش المشترك وقبول الآخر والمشاركة بالخيرات الأرضيّة.