موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٥
لماذا لا يزور فرنسيس مصر؟

أحمد إبراهيم :

نقلاً عن "اليوم السابع"

يستعد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان لبدء زيارته الأولى لأفريقيا منذ جلوسه على الكرسي الباباوي في شهر مارس 2013، فلماذا لا نسعى لتكون مصر إحدى المحطات الضرورية التي يتوقف عندها بابا الفاتيكان ليتحدث عن التسامح وقبول الآخر كما ينوي في برنامجه الموجه لوسط أفريقيا.

كان علينا عندما يفكر البابا في الدخول إلى أفريقيا أن نجعل بوابة مصر هي أول ما يراه من هذه القارة السمراء يزور مساجدها وكنائسها ويشهد لها أمام العالم. نعم مصر الآن في حاجة ملحة لزيارة البابا بعيدا عن اختلاف الكنائس وأن معظم مسيحيي مصر أرثوذكس، فمصر أيضاً بها عدد كبير من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، كما أن وجود البابا في هذا التوقيت سوف يخفف نوعا ما الضغط النفسي الذي تمارسه الدول الغربية على القاهرة. كما أن ما يدعم قولي أن جزءاً من برنامج البابا يشمل زيارة مسجد في أحد أخطر أحياء أفريقيا الوسطى فلماذا لا تكون زيارته أيضاً للجامع الأزهر شهادة في حق التسامح المصرى الديني.

البابا فرنسيس ستيوجه في جولته إلى كينيا وأوغندا وأفريقيا الوسطى وسيستمر حتى 30 نوفمبر الجاري، والكاميرا سوف تتبع البابا حيثما كان وستظهر من حوله وجوه سمراء تحمل رغبة في الحياة، ونحن في حاجة أن نظهر بجانب هذه الوجوه السمراء مبتسمين أيضاً لنعلن للعالم رغبتنا في الحياة وأن ليس لنا وجوها إرهابية كما يتخيلنا الآخر. كما أن الطقوس الدينية التي سيقيمها البابا في الكنائس وزيارته للمساجد خاصة أن البابا فرنسيس يلقى قبولا عاما فآراؤه وأفكاره وتصريحاته ممتلئة بتقبل الآخر، كل ذلك كان جديرا بأن تصبح مصر جزءا من الصورة.

قال البابا قبل توجهه لأفريقيا الذي سيبدأ اليوم «نعيش في عصر يتواجد فيه أتباع الديانات وأصحاب النوايا الطيبة في كل مكان، وهم مدعوون إلى تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل، ولمؤازرة بعضهم البعض كأعضاء في عائلتنا الإنسانية». وكأعضاء في عائلة إنسانية واحدة علينا أن نتحدى الإرهاب المحيط وأن نقدم أنفسنا في هذه الدائرة التي سيمر البابا من خلالها، وما كان يجب على الحكومة المصرية أن تفلت هذه لفرصة من يدها.

وهناك ثلاثة مواقف مشجعة على هذا الأمر، وكان من الواجب الاستفادة منها عندما يفكر البابا في المجيء إلى أفريقيا:

الموقف الأول: الزيارة التاريخية التي قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى مصر في 24 فبراير عام 2000، والتي كانت الزيارة الأولى من نوعها التى يجريها أحد بابوات الفاتيكان إلى مصر.

الموقف الثاني: عندما زار وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي الفاتيكان في شهر مارس 2014، وأكد له البابا فرنسيس أنه يرغب في زيارة مصر في الفترة المقبلة.

الموقف الثالث والأهم: الزيارة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي للفاتيكان 24 نوفمبر 2014، أي منذ نحو سنة تقريبا، وجرت بين الجانبين محادثات.

كان يجب تقديم دعوة مباشرة للبابا بعد هذه الزيارة، كما كان على الخارجية المصرية منذ أن علمت بنية البابا المجيء لأفريقيا بأن تقدم له أكثر من دعوة، فالعلاقات بين مصر والفاتيكان جيدة، وكان علينا استغلالها جيدًا.