موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الإثنين، ٢ سبتمبر / أيلول ٢٠١٩
لماذا لا تثير الحرائق في أفريقيا نفس الاهتمام الدولي كحرائق الأمازون؟

أ ف ب :

لم تحظ الحرائق التي تلتهم مساحات كبيرة من الغابات في أفريقيا بنفس الاهتمام الذي يوليه العالم اليوم لكارثة حرائق غابات الأمازون. فهذه الحرائق مستعرة في غابات القارة السمراء بوتيرة أسرع من دون أن تثير انتباه الرأي العام العالمي.

وخلال قمة مجموعة السبع، غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر "تويتر" حول الحرائق المشتعلة في وسط أفريقيا، وقال إن الدول تناقش مبادرة مماثلة للمبادرة المقترحة من أجل مكافحة حرائق البرازيل. وتعهدت دول مجموعة السبع بتقديم مساعدات مادية بملبغ 20 مليون دولار لمنطقة الأمازون.

"الرئة الثانية للعالم"

قد يكون اهتمام ماكرون منطقيا، إلا أن الخبراء يقولون إن حرائق ما يعرف بالغابات المطيرة في وسط أفريقيا، غالبا ما تكون موسمية. وعادة ما تسمى غابة حوض الكونغو "الرئة الخضراء الثانية" للكوكب بعد الأمازون.

وتغطي هذه الغابات مساحة 3,3 ملايين كيلومتر مربع، وهي ممتدة عبر عدة بلدان، قرابة الثلث منها منتشر في جمهورية الكونغو الديمقراطية والبقية في الغابون والكونغو والكاميرون وأفريقيا الوسطى.

وتماما مثل الأمازون، تمتص غابات حوض الكونغو أطنانا من ثاني أكسيد الكربون في الأشجار والمستنقعات التي يعتبرها الخبراء وسيلة أساسية لمكافحة تغير المناخ، وهي أيضا ملاذ لأنواع مهددة بالانقراض.

لكن معظم الحرائق التي تظهر على خرائط "ناسا" هي خارج مناطق الغابات المطيرة الحساسة كما يقول المحللون، ومقارنتها بحرائق الأمازون أمر معقد أيضا.

وقال فيليب فيربيلن، وهو ناشط بيئي في منظمة "غرينبيس"، يعمل في حوض الكونغو: "السؤال الآن هو إلى أي مدى يمكننا المقارنة". وأوضح غيوم ليسكوير، وهو خبير من منطقة وسط أفريقيا في المركز الفرنسي للبحوث والتنمية الزراعية، إن الحرائق التي شوهدت في صور "ناسا" كانت أغلبيتها تشتعل خارج الغابات المطيرة.

أنغولا تقلل من خطر الحرائق

وحثت حكومة أنغولا على توخي الحذر، قائلة إن إجراء مقارنات بحرائق الأمازون قد يؤدي إلى "تضليل كبير". وقالت وزارة البيئة الأنغولية إن هذه الحرائق عادية في نهاية موسم الجفاف، وأوضحت "هي عادة ما تحصل في هذا الوقت من السنة وفي أجزاء مختلفة من البلاد، إذ يضرم المزارعون النار في الأراضي بهدف إعدادها قبل حلول موسم الأمطار".

ورغم أن غابات حوض الكونغو أقل شهرة من الأمازون، فهي ما زالت تواجه أخطارا. وقال توسي مبانو مبانو، وهو سفير ومفاوض في مسألة المناخ في جمهورية الكونغو الديموقراطية "الغابة تحترق في أفريقيا لكن ليست الأسباب نفسها".

وأضاف "في الأمازون، تحترق الغابة بشكل رئيسي بسبب الجفاف وتغير المناخ لكن في وسط أفريقيا، يرجع ذلك أساسا إلى التقنيات الزراعية التقليدية".

فالعديد من المزارعين يستخدمون تقنية القطع والحرق لإزالة الغابات. في جمهورية الكونغو الديموقراطية، تصل الكهرباء إلى 9% فقط من السكان لذلك يستخدم الكثير منهم الحطب للطهو والحصول على الطاقة.

وتشهد الغابون وأجزاء من جمهورية الكونغو الديمقراطية ظاهرة إزالة الغابات، فضلا عن تعرضها للأضرار الناجمة عن مشاريع التعدين والنفط. لذلك أصبحت بعض الدول تنفذ حاليا سياسات بيئية أكثر صرامة.