موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٥ مارس / آذار ٢٠١٩
لقاء الشبيبة في لبنان يحتضن احتفالا مسيحيًا اسلاميًا بعيد البشارة

تقرير: الوكالة اللبنانية ، تصوير: أسامة طوباسي :

توج اليوم الثالث من اللقاء المسكوني العالمي للشبيبة الذي تستضيفه كنائس لبنان ومجلس كنائس الشرق الأوسط بالتعاون مع جماعة Taizé المسكونية الفرنسية في واجهة بيروت البحرية" Sea Side Arena"، باحتفال مسيحي إسلامي للمرة الأولى منذ إعلان عيد بشارة السيدة العذراء مريم عيدا وطنيا جامعا للبنانيين.

الاحتفال الذي تعاونت في تنظيمه مؤسسة "أديان" أضفى على العيد هذه السنة بعدا روحيا مختلفا كرم خلاله الشباب والشابات الذين فاق عددهم 1600 شاب وشابة مريم العذراء نظرا للمكانة التي تحتلها في قلوب الجميع، مسيحيين ومسلمين وكتعبير صادق عن التلاقي بينهم حول تكريمها.

وفاجأ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الشباب بحضوره ممثلا بوزير الدولة لشؤون التكنولوجيا عادل أفيوني، وحضر المونسنيور أنطوان سيف ممثلا البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، وزيرة الدولة لشؤون تأهيل الشباب والمرأة فيوليت خيرالله الصفدي، السفير البابوي في لبنان المونسينيور جوزيف سبيتيري، مطران اللاتين سيزار اسايان، الاب هيرام ممثلا البطريرك ارام الأول، المطران جورج اسادوريان، المطران جورج ابو جودة، الاب بول ايوب ممثلا المطران جورج بقعوني، الاب فادي اسكندر ممثلا المطران جورج صليبا، الأب يفغيني ممثلا الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، الشيخ محمد حيدر ممثلا الطائفة العلوية، رئيس جمعية معا من اجل الإنسان الشيخ دانيال عبد الخالق، الشيخ اياد عبدالله ممثلا اللقاء الروحي، رئيس جماعة Taize الأخ الوييز الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط ثريا بشعلاني وعدد من الأباء.

بداية قدم الإحتفال الإعلامي ماجد ابو هدير والإعلامية اماني جحا، فدقيقة صمت عن روح ضحايا العنف، ثم فيلم وثائقي عن عيد البشارة الوطني المشترك في لبنان من اعداد مدرسة الجمهور تحت عنوان: "مريم تجمعنا" وتحدث فيه ناجي خوري والشيخ محمد النقري والأب فادي ضو والسيد جعفر فضل الله وغيرهم عن كيفية قيام العيد الوطني المشترك الذي اقر في مجلس الوزراء عام 2011.

الأخ الوييز

والقى الأخ الوييز كلمة جاء فيها: "سلام عليكم، ليتنا نتبادل هذه التحية كمن يتمنى البركة المتبادلة. أجل، إنها لبركة عظيمة أن نجتمع في 25 آذار يوم يعيد المسيحيون والمسلمون لمريم معا، هنا في لبنان. فللطرفين كليهما، مريم مثال المؤمن. لقد سلمت أمرها بثقة تامة إلى مشيئة الله. ومنها نتعلم اتخاذ مثل هذا الموقف من التسليم لله. وأود أن أعبر لرفاقي المسلمين الحاضرين معنا عن إعجابي بتراثهم الروحي العظيم، حيث هذا العطش إلى الإسلام لله".

أضاف: "منذ بضع أعوام، بدأنا نخوض في تايزيه حوار مودة ما بين المسلمين والمسيحيين. بالنسبة إلينا، إنما نود الدخول في هذا الحوار باسم إيماننا نفسه. فإنه واضح في الإنجيل كم تخطى يسوع من الحواجز الحضارية والاجتماعية والدينية في زمانه لكي يتواصل مع أشخاص غرباء عن شعبه، وعن إيمانه. كيف اتخاذ هذا الموقف المنفتح بالعمق الذي نراه فاعلا في حياة يسوع؟ أظن ازدهار حياتنا الداخلية يتيح تقبل اختلاف الآخر بثقة ونية صالحة. ويكمن ثمر هذا الموقف الداخلي في التآخي الصادق مع من حولنا. منذ عدة عقود، يختبر إخوة من رهبنتنا هذه الصداقة في مجموعات صغيرة تتوزع على القارات، ففي الأحياء التي تسكنها غالبية مسلمة من بنغلاديش والسنغال، أقاموا صداقات حقيقية. ونحن إذا تكلمنا عن الأخوة، فذلك لإيماننا بأن الله أب للبشرية جمعاء. أما نحن المسيحيين، فبحياة يسوع وموته وقيامته نكتشف محبة الله غير المشروطة هذه".

وأردف: "إن نمو الأخوة والصداقة يفترض احترام الآخر في اختلافه. في أي حوار حقيقي بين الأديان، يجب أن يمنعنا موقف الاحترام من إجبار الآخر على التفكير مثلنا. الصداقة الحقيقية ممكنة مع الذين يختلفون عنا في التفكير، حتى في الموضوعات الأساسية، طبعا هذه الصداقة هي أيضا، بلا شك، عنصر من عناصر الألم، لأن الآخر لا يمكنه أن يتلقى كنزا إيمانيا أو يشاركني إياه كاملا. إن مصدر فرحي الغامر قد يبقى بعيد المنال بالنسبة إليه. ولكن حاشا أن يمنعنا ذلك من التحاور، فحتى في هذا الإطار الغامض، نحن مدعوون دائما إلى محبة الآخر واحترامه كما هو، والسعي إلى معرفة ما يؤمن به ويحيا بفضله في هذا الزمن، حيث غالبا ما يتمخض عالمنا بأعنف الأحداث، من الضروري أن نبذل كل جهد للتعبير عن رفض الأديان للعنف، وتأكيد سعيها لنشر السلام والصداقة والإخاء بين البشر أجمعين". وختم: "أتمنى أن يتيح هذا العيد المشترك لنا جميعا خبرة توسيع القلب. أجل، هيا نستضيف بعضنا بعضا، هيا نسمح للآخر أن يستضيفنا - هذا الشخص الذي أمامي، هذا الغريب، المختلف عني".

ثم كانت ترانيم روحية مريمية من جوقة المبرات، فشهادتا حياة من شابة مسيحية وشاب مسلم فتحدثت ليا عون من جمعية "حوار ومصالحة"، ومحمد صالح من مؤسسة "اديان". وتطرقت عون في شهادتها "لضرورة التعرف على مفاهيم الأخر وكيف يفكر وما هو الإختلاف وكيف اكتشفت ان الإيمان بالله يجمع ولا يفرق"، اما صالح فأعلن انه "اختبر في تيزيه اسمى قيم التنوع والكرامة الإنسانية وان طريقة عيش الإيمان غير محدودة فاستطيع التفكير بديني من خلال الإطلاع على ثقافة الأخر ودينه من دون ان اتخلى عن ديني فأنا انسان وانت انسان وكرامتنا واحدة".

بعدها كانت ترانيم "تايزيه" وتعبير دعائي من جماعة الدير الخفي ومرشدية الصم ففيلم وثائقي من موقع تعددية عن بناء المسيحيين والمسلمين للسلام في مصر.

بعد ذلك تلا الحاضرون دعاء مشتركا ورد فيه: "اللهم ربنا، رب الخليقة واله البشرية جمعاء، يا من اصطفيت مريم العذراء وفضلتها على نساء العالمين، وارسلت اليها الملاك جبرائيل حاملا اليها البشرى السارة التي نحتفل اليوم بها معا مسلمين ومسيحيين. اللهم اجعل من مريم العذراء قدوة لنا في حياتنا وفي الإيمان بكلمتك وطاعتنا لمشيئتك، ربنا ساعدنا لتجعل من حياتنا مستودعا لرحمتك ومن قلوبنا عرشا لمحبتك ومن ارادتنا اداة لعنايتك ولتحقيق مقاصدك، اللهم انت الودود، الرحمن الرحيم محب البشر اجمعين، يا من وهبت لنا نعمة الحياة، وأوكلت الينا الخلق والعباد، ساعدنا لكي نعيش مع بعضنا البعض بسلام وإخاء وان نبتعد عن تجارب الحقد والكراهية والكبرياء".

تبعه ترانيم لكورال الفيحاء.

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…