موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ١٢ مايو / أيار ٢٠١٨
لغة خالدة تضم جمال الأماكن والبشر

د. اسمهان ماجد الطاهر :

الأردن لغة سماوية تترفع عن الأصوات والكلمات التي تتحدثها الشفاه والألسنة. هي لغة خالدة تضم أنغام البشر وتحولها إلى شعور جميل ينشر النور والضياء. تفتح البلاد قلبها لأشعة الفجر وتحيي ساكينها في دعوة لبدء النهار. للأردن جمال حقيقي يرسل أشعة تنبعث من عمق الروح فتنير للبشر الطريق. يجتمع بالأردن جمال الأماكن والبشر.

الأردن تحيط به الاشجار والازهار ويظللها طيف أرواح رحلت وهي أرواح الهاشميين الذين بنوا وأسسوا وأقاموا قلعة العز والفخر والشموخ. أن الكلمات تقف عاجزة عن وصفهم فقد وضعوا الأهداف ورسموا الخطوات ثم رحلوا إلى رب السماء في هدوء وهيبة لازمتهم طوال حياتهم.

عمان العاصمة الجميلة ترتدي في الربيع ثوبها الأروع. أشجار اللوز تكتسي بحلل بيضاء معطرة والطرق الواسعة مفروشة بالأزهار والرياحين وجبال عمان تقف شامخة في قوة خفية تحلق بها إلى السحاب. تسير بعمان القديمة فتستأنس روحك بتذكارات المجد القديمة وشوارع مملوءة سحراً وهيبة.

في ساحات المدن والقرى الأردنية القديمة يرتدى الشباب ثوب العزم والإصرار يرسمون آمال وأماني الجيل الجديد بما يقومون به من إنجازات وأنشطة عديدة تستحق التقدير والاحترام. قوى ومواهب متعددة تتحدى صعوبة وثقل الظروف السياسية والاقتصادية وتقول لن يسكن اليأس قلوبنا وسنعمر الأرض بالعلم والمعرفة وبإرادتنا سنواجه كل الظروف.

تدخل إلى ضواحي المدن تجدها تعج بالحياة والحركة أما من يسكنون القرى فيعملون بجد ونشاط متحدين متاعب الدهر وهواجسه. بلحظة واحدة تتحد أرواحهم وتتفق عقولهم للاحتفال بحدث ما بقلب واحد فكل شيء جميل في هذا العالم يتولد من اتحاد البشر وتنوع الأفكار ومن حاسة مشتركة تنشد الفرح والسلام.

للحياة أياد قاسية الملمس قوية الاعصاب تطبق على القلوب أحياناً فتقبضها وتؤلمها إلا أن النفوس الطيبة الحافظة للوعود والعهود تقف قوية متحدية الضعف والانكسار أمام عوامل وتأثيرات الحياة رافضة أصابع الحيرة والالتباس نافية اليأس والقنوط والشك والإشاعات المغرضة. الأردنيون يقفون بعزم ضد كل العقبات والمتاعب ويحفظون تقاليدهم وعهودهم وشرائعهم.

من لم يدرك المسافة بين الوسعة والضيق يظل قلبه بعيداً عن المعرفة ونفسة خالية من المشاعر. الظروف الصعبة القاسية أثبتت للكون كم يعشق الأردنيون بلدهم. نفوس جبلت على الطيبة والعزم يصنعون البسمة ويسحقون اليأس والاستسلام بأيديهم كما تسحق مطارق الحديد أنية الفخار.

الأردن عنوان الفرح والأمن والسلام وتبقى تتعالى ابراجه امام زوابع الدهر. الأردنيون يقفون بشجاعة ويرددون أنشودة النصر والبقاء والاستمرار وإكمال مسيرة الإنجاز والعمل والعطاء في ظل الراية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظة الله وادام عزه. حمى الله الأردن أرضاً وقيادة وشعباً.

(الرأي الأردنية)