موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٠ سبتمبر / أيلول ٢٠١٦
لا ينبغي أن نحول البشارة إلى وظيفة أو إلى مجرد أمر عابر

الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان :

لا ينبغي أن نحول البشارة إلى وظيفة أو إلى مجرّد أمر عابر. هذه هي الدعوة التي وجهها البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، مؤكدًا على أهمية الشهادة في حياة المسيحيين، كما وحذر من تجربة الاقتناص والإقناع بقوة الكلام.

في مستهل عظته، تساءل البابا عن ما هي البشارة وكيف نقوم بها؟ متوقفًا بشكل خاص عند ما ليس هو البشارة، أي تحويلها إلى مجرّد وظيفة. وقال: للأسف نرى اليوم مسيحيين يعيشون الخدمة كوظيفة، كهنة وعلمانيون يتباهون بما يفعلونه، هذا هو التباهي أن نحول الإنجيل إلى مجرّد وظيفة ودافع للتبجُّح: كمن يقول أنا ذاهب لأُبشر أو ألقيتُ اليوم عظةً في الكنيسة أمام العديد من الأشخاص. حتى الاقتناص هو نوع من التباهي. البشارة ليست اقتناصًا، البشارة هي ما يقوله الرسول بولس: إذا بشرت، فليس في ذلك لي مفخرة، لأنها فريضة لا بدّ لي منها، والويل لي إن لم أبشر.

وأضاف: لا يمكن لإعلان الإنجيل أن يكون مفخرة، لأنه وكما يقول لنا القديس بولس هو فريضة. ولكن ما هو إذًا أسلوب البشارة؟ وكيف يمكنني أن أتأكد من أنني لا أقوم بأمر عابر، أو بأنني أستعمل أسلوب الاقتناص، أو أنني أحول البشارة إلى مجرد وظيفة؟ الأسلوب إذًا هو الانطلاق لمشاركة حياة الآخرين ومرافقتهم في مسيرة الإيمان ومساعدتهم لينمو في هذه المسيرة. لذا ينبغي علينا أن نضع أنفسنا مكان الآخر، أي أن أقترب منه إن كان مريضًا بدون أن أخنقه بالمواضيع، يكفي أن أقترب منه وأساعده. إن البشارة تتم من خلال موقف الرحمة، هذه هي الشهادة التي تحمل الكلمة.

وذكّر البابا بسؤال وجهه إليه أحد الشباب خلال الأيام العالمية للشباب في كراكوفيا، عما ينبغي عليه أن يقوله لصديقه الحميم الملحد. وأجاب بقوله: إسمع! إن آخر أمر ينبغي عليك فعله هو الكلام. إبدأ بالتصرف وعندما سيرى ما تفعله ويسألك فعندها تجيبه. البشارة هي هذه الشهادة: أنا أعيش بهذه الطريقة لأنني أؤمن بيسوع المسيح؛ أنا أولّد في نفسك حشرية السؤال: لماذا تقوم بهذه الأمور؟، لأنني أؤمن بيسوع المسيح، وأعلنه ليس بالكلمة فقط وإنما من خلال حياتي. هذه هي البشارة.