موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٧ يناير / كانون الثاني ٢٠١٩
لا غايات سياسية وراء علاقات الكرسي الرسولي الدبلوماسية مع الدول

الفاتيكان نيوز :

أكد رئيس جامعة اللاتيران الحبرية بروما وأستاذ القانون الدولي البروفيسور فينشنسو بونومو، أن الكرسي الرسولي، وفي نشاطه الدبلوماسي، لا يعترف بالحكومات بل بالبلدان، وإذا ما تغيّرت الحكومة في بلد ما يحافظ الكرسي الرسولي على علاقته الدبلوماسية مع الدولة وذلك لأن اهتمامه الأول موجه نحو السكان المحليين.

وأضاف في مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، أن الكرسي الرسولي لا يتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، بل يطمح لأن يصغي باهتمام إلى القضايا التي تعني البشرية، كي يضع نفسه في خدمة كل إنسان، وذكّر بأن البابا فرنسيس نفسه شدد على هذا المبدأ في الخطاب الذي ألقاه الأسبوع الماضي أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي.

وأضاف رئيس جامعة اللاتيران الحبرية أن العلاقات الدبلوماسية بين الدول ترمي عادة للتوصل إلى اتفاقات اقتصادية أو سياسية أو ثقافية، أما الوضع فيختلف بالنسبة للكرسي الرسولي الذي يملك أقدم دبلوماسية في العالم. وقد تطرّق البابا الراحل بولس السادس إلى هذه المسألة في الخطاب الذي ألقاه أمام الأمم المتحدة، لافتَا إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تقوم بمسيرة حج في هذا العالم، وجلّ ما تريده هو إعلان البشرى السارة على جميع البشر.

ومضى البروفيسور بونومو إلى القول إن البابا فرنسيس شدد على ضرورة أن تُستخدم الأداة الدبلوماسية من أجل تعزيز الحوار، وبلوغ الحوار قد يتطلب أحيانًا التقدّم ببعض التنازلات مع الأخذ في عين الاعتبار المواقف المتضاربة من أجل التوصل في نهاية المطاف إلى بناء الجسور.

وعاد بونومو ليسلط الضوء على الاهتمام الذي يوليه الكرسي الرسولي بالآخِرين والمهمشين فضلا عن نشاطه في سبيل تعزيز التعاون الدولي لاسيما تجاه الدول الأقل نموًا وتلك التي تحتاج إلى مساعدة الجماعة الدولية. كما أشار إلى مساعي الكرسي الرسولي من أجل الدفاع عن الحقوق الأساسية للأشخاص، الحقوق المرتبطة بالحرية الدينية والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأضاف في هذا السياق أن الكرسي الرسولي وعندما يطالب باحترام الحريات الدينية لا يفعل ذلك من أجل الكاثوليك وحسب بل من أجل الجميع، معتبرا أننا نعيش في عالم "ما بعد العولمة" مطبوع باللامبالاة تجاه الظواهر الدينية.

وذكّر رئيس جامعة اللاتيران بأنه في العام 1991 عندما حصل انقلاب في هاييتي أطاح بالرئيس أريستيد، سارع الكرسي الرسولي إلى تعيين سفير بابوي لدى الحكومة الجديدة، وتعرض لحملة من الانتقادات. ولفت بونومو إلى أن الكرسي الرسولي يود أن يصب الاهتمام قبل كل شيء على حضور الكنيسة في بلد ما بغض النظر عن الأوضاع التي تمر بها الحكومة، وأكد ختاما أن هذه المقاربة تُظهر أنه لا توجد غايات سياسية وراء علاقات الكرسي الرسولي الدبلوماسية مع الدول، لأن الغاية الأساسية تتمثل في الاعتناء بالكائن البشري والقضايا الروحية التي تعني الإنسان.