موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ٢٦ فبراير / شباط ٢٠١٩
كيف نتعامل مع الأشخاص السلبيين

ندى شحادة - الرأي :

كثيرا ما نقابل في حياتنا أشخاصاً يكثر حديثهم عن سلبيات الحياة، فهم لا يرون من الكأس إلا جزأه الفارغ، يحاولون إقناعنا بمبادئهم وآرائهم ويصرون عليها، وقد يصل بهم الأمر الى التأثير السلبي على المحيطين بهم، فيجعلون الدنيا تبدو أشد اسوداداً من ظلمة الليل، ولا أدري حينها ما هو الصواب، هل علينا أن نتجاهلهم ونبتعد عنهم أم علينا أن نحاول أن ننقلهم الى جوانب الحياة الجميلة؟».

هكذا عبرت إيمان أحمد عن حيرتها في كيفية التعامل السليم مع الأشخاص السلبيين الذين نقابلهم في حياتنا.

يبين أخصائي التنمية البشرية المهنية المصغرة الدكتور محمود أمجد الحتاملة بأن: «الشخص السلبى هو مثل الثقب الأسود الموجود فى الفضاء الخارجى فهو يظهر من العدم ويحاول ابتلاع كل ما يقابله، ولذلك فانه من المهم و من أجل صحتنا النفسيه أن نعمل على حل تلك المواقف بطريقة ذكية».

ويعرف الشخص السلبي: «بأنه هو الشخص الذي لديه القدرة على استنزاف طاقة الاشخاص من حوله ويحط من قدرهم ويهاجمهم ويشوه سمعتهم، إنه ذلك الشخص الذى يجعلك تشعر بعدم الأمان أو أن تكون حذرا دائما ومتوترا خاصة لأنه إذا لم يستطع التاثير عليك فانه سوف يهاجم الاشخاص المحيطين بك».

وحول كيفية التعامل مع الشخص السلبي بشكل مناسب مع الحفاظ على إنسانيته يبين: «من المؤكد انه ليس بالشيء السهل أن تظل محافظا على أعصابك عند التعامل مع شخص سلبي حيث أنه يستمتع بمشاهدتك تخرج عن شعورك أو تصاب بالإحباط وإذا فعلت هذا انك سوف تغذي مشاعرهم السلبية أكثر، ولهذا فإن عليك أن لا تاخذ الامور على محمل شخصي لأنه سيركز كل طاقته عليك فى وقت ما إذا اخذت الأمور على محمل شخصي، وهذا يعني إنك لن تصل إلى نتيجه مع هذا الشخص بل على العكس فقد أعطيته الإحساس بالتفوق عليك».

وينصح الحتاملة قائلاً: «من الافضل عدم محاولة إعطاء رأي الشخص السلبي أي منطق، فالكثير منا لا يحب الدخول في مواجهات مع الأشخاص السلبيين، ولذلك فإن علينا التفاهم مع أولئك الأشخاص من منطق أنهم لا يريدون أن يتم التفاهم معهم».

وفي ذات السياق يؤكد أخصائي الطب النفسي الدكتور أحمد عبد الخالق أنه: «يجب علينا عدم مجادلة الشخص السلبي في رأيه لأنه قد ينقل آراءه السلبية إلينا ويثبط من عزيمتنا، مع ضرورة المحاولة لزرع الأمل والتفاؤل في نفس الشخص السلبي وتسليط الضوء على الأمور الإيجابية في حياته و تذكيره بأهمية الالتزام بالجانب الديني والتوكل على الله في جميع مناحي حياته».

ويضيف الحتاملة: «دعهم يسمعون وجهة نظر الآخرين، فقد يكون ذلك السلوك السلبي النابع من الشخص السلبي غير معتمد ولكنه نتيجة لتبنيه التفكير بطريقة سلبية لسبب أو لآخر، ولذلك فإنه عندما يظهر أمامنا أي تصرف سلبي بشكل متكرر فلا بد أن تدعه يصغي الى رأيك بصراحة».

ويقول: «علينا أن نبدي تعاطفنا معه، فليس كل تصرف سلبي هو تصرف معتمد، ولهذا فإن علينا أن نربط بين هذا التصرف وبين الظروف التي تحيط به كالمشاكل الشخصية أو ضغوط العمل أو الأمور المالية وغيرها، وحينها فإنه سيكون من الأسهل أن نرى تصرفاته معنا على أنها رد فعل ناتج من اكتئاب أو اندفاع».

لكن الحتاملة يرى أنه يجب أن نبعدهم عنا في بعض الأحيان ويوضح: «إذا كان التعامل مع الشخص السلبي لفترة طويلة يرهق العقل والجسد فإن علينا الإبتعاد عنه خاصة إذا كان يحاول ممارسة الضغوط على الآخرين».

ويقول: «في بعض الأحيان تكون وجهه نظر الشخص السلبي تجاه العالم قد أصابها الانحراف نتيجة لتجارب من الطفولة او العمل، ويمكننا في هذه الحالة أن نبتسم لنحافظ على موقف إيجابي قد يساعد فى تحدي نظرتهم التشاؤمية للعالم».

ويشير الى أنه: «لا يجب علينا الانخراط فى تصرف متهور أو طفولى عندما نتعامل مع شخص سلبي، فإن هذا الإندفاع و التهور لا يجدي نفعا وإنما يغذى عقله غير الناضج».

ويبين بأنه: «عندما نحكم على شخص ما فإن حكمنا يكون ظاهرا فى تصرفاتنا و أقوالنا ولذلك فانه يجب علينا الابتعاد عن إصدار الاحكام على شخص سلبي مهما بدا ذلك مغريا لنا».

ويؤكد الحتاملة: «ضرورة إنشاء حدود إيجابية لأنفسنا، فيجب علينا أن نتحكم فيما نستطيع التحكم به و محاولة إنشاء بيئه ايجابية و الحفاظ عليها لأن ذلك سيخلق لنا بيئة تحمينا من الطاقة السلبية أو أن تساعد الشخص السلبي على التصرف بطريقة إيجابية، وفي كلتا الحالتين فإن ذلك سوف يعود بالنفع علينا أو على الأشخاص السلبيين ويجعلهم يتأثرون بالسلوك الإيجابي».

وفي ذات السياق فإنه يشدد على ضرورة الحفاظ على وجهة نظر واقعية ويقول: «لا بد أن نحافظ على تفكيرنا الإيجابي مهما حاول الشخص السلبي التأثير عليه، وإذا لم نستطع فإن الإبتعاد عنه أو قطع العلاقة به هو الحل الأمثل، وبالرغم من قساوة اتخاذ هذا القرار الإ أننا نحتاج الى أن تظل أفكارنا إيجابية».