موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الإثنين، ١٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٨
كيف تصبح القراءة أسلوب حياة لدى الطفل؟

المرشدة التربوية ضحى محمود خليلية :

لن ولم يكتمل المشهد بأخذ صورة تذكارية فقط، أو مشاهدة بعض الأشخاص لهذه الصورة، كما أن مع تكرار هذا المشهد، إلا أنه قد يكون بهدف تقليد الآخرين فقط!!

يختبئ في طيات هذا المشهد العديد من الدروس أو الرسائل التي يجب أن نلتفت إليها نحن كآباء وأمهات، قد يكون لها عظيم الأثر في شخصية الطفل. هذا المشهد يتمثل في جلوس الأب أو الأم مع طفلهم وقراءة قصة معينة لهم، ولكن ماذا بعد هذه الصورة؟

هل في السنوات المقبلة سيكرر الطفل المشهد ذاته نفسه ووحده؟

ما الذي سيشجع الطفل على أن يقرأ وحده القصص؟

لماذا يشعر الطفل بالملل عند قراءة القصص؟

كيف أحبب أطفالي بقراءة القصص؟

العديد من الأسئلة يطرحها الآباء والأمهات فيما يخص إقبال أبنائهم على قراءة القصص، وقد تبقى بدون إجابات!

تعد قاعدة (الرغبة هي أساس كل عمل ناجح) إجابة وافية لما ذكر من استفسارات فيما يخص القراءة للأطفال. ولكن كيف يتم الاستفادة من هذه القاعدة على أرض الواقع مع أطفالنا؟

في بداية الأمر علينا أن نوضح لأبنائنا لماذا نحن نقرأ القصص؟ ويفضل أن نستخدم مصطلحات سهلة وبسيطة كي نستطيع إيصال المعلومات التي نريد إيصالها لهم.

(القدوة) هي من أكثر الوسائل المثمرة مع أبنائنا فيما يخص قراءة القصص وغيرها، فمن الجيد أن يقرأ الأب والأم أمام أطفالهما، لأنهم سيقلدونهما وهذا يشجعهم على القراءة.

أما فيما يخص إقبال الأطفال على قراءة القصص لسنوات متتالية، فهذا يعتمد على محبتهم للقصص وقناعتهم التامة بأهميتها، لذلك يفضل عند اختيار القصص للأبناء أن يكون لهم دور في اختيارها، لكي يختاروا ما يفضلونه وما يناسبهم، ومن خلال هذا السلوك يستطيع الأب والأم أن يدركا جوانب مختلفة من شخصية أبنائهما.

بالإضافة لذلك، فإن التنوع في المواضيع التي تتناولها القصص التي يحضرها الأبوان لأبنائهما، أو التي يختارها الأبناء أنفسهم، يبعدهم عن الشعور بالملل من قراءة القصص، وذلك لتناولها أحداثا وشخصيات ومعلومات مختلفة ومتجددة باستمرار.

(طفلي لا يحب قراءة القصص) هذه الجملة كثيرا ما يرددها الأب والأم، وقد يعتبرها البعض منهم مشكلة تواجههم، ولا يعرفون ما هي أسبابها.

إن الطفل شأنه من شأن البالغين؛ أي أنه اذا تم سرد قصة معينه له، وشبه راوي القصة البطل به، أو جعل الطفل يتقمص شخصية بطل القصة، فإن الطفل سيستمتع أثناء قراءتها، وسيُقبل على قراءة القصص باستمرار، لأنه وجد فيها شيئا يشبهه. ومن خلال هذا التصرف ترتفع ثقة الطفل بنفسه، فالقصة قد تحاكي شخصية الطفل وتؤثر على سلوكياته أيضا.

بالإضافة الى جميع ما ذكر، فإن القراءة تنمي الجانب اللغوي لدى الطفل، فمن خلالها يتعرف على مصطلحات لغوية مختلفة عن المصطلحات التي يستخدمها يوميا في حياته. كما أنها تنمي الخيال عند الأطفال.

أن تنشئ طفلك على قراءة القصص وغيرها من الكتب الثقافية، هذا يعني أن تنشئ جيلا مثقفا وواعيا، لا يقبع تحت سيطرة العديد من الأفكار اللاعقلانية واللامنطقية، وغيرها من الخرافات، جيلا قادرا على الإبداع والإنجاز، كما أن لقراءة القصص دورا كبيرا في اكتساب الخبرات المختلفة، وذلك من خلال ما تعرضه القصص من أحداث، كما أن القراءة تشجع الأطفال على الفضول والاستطلاع، كما أنها تساعد الأب والأم على تعديل سلوك أبنائهما، وذلك من خلال تشجيعهم عن طريق أبطال القصص. ولنتذكر دائما أن (قارئ اليوم هو قائد الغد).

(الغد)