موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٩ أغسطس / آب ٢٠١٦
كيف اجتازت الأم تريزا خطوط الحرب في لبنان لإنقاذ عشرات الأطفال؟

سامح حنا المدانات - خاص أبونا :

 

خلال أشد أيام الحرب الإسرائيلية على لبنان، قامت الأم تريزا، منتصف شهر آب عام 1982، بزيارة بيروت لتقديم المعونة لمتضرري الحرب. فخلال الاجتياح، استطاعت الحائزة على جائزة نوبل للسلام أن توقف إطلاق النار لفترة من الوقت، ريثما يتم إنقاذ مجموعة من الأطفال المرضى كانوا محاصرين في أحد المستشفيات. ويعد هذا العمل من أبرز المواقف الإنسانية للأم تريزا.

 

ففي الرابع عشر من آب عام 1982، ساعدت الأم تريزا على إخلاء 37 طفلاً من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة في مستشفى الأمراض النفسية، في مخيم صبرا للاجئين. وما إن دخلت مستشفى الأمراض العقلية والنفسية التابع لجمعية دار العجزة الإسلامية، حتى انقلبت تجاعيد وجهها إلى ابتسامة عريضة، وبدأت بمعانقة مجموعات الأطفال الملقيين على الأرض.

 

والأم تريزا التي كانت تبلغ آنذاك 72 عامًا، بعد أن حازت على جائزة نوبل للسلام عام 1979، كانت متشحة بالثوب الأبيض المهدب باللون الأزرق، وتحركت بهدوء بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السابعة والواحدة والعشرين من العمر، وكانت تصافحهم باليد واحدًا تلو الآخر.

 

لم يكن معظم الأطفال يعون ما يدور حولهم. فباشر بعضهم البكاء. وبينما حاولت الأم تريزا أن تواسيهم، بدأ عاملو الصليب الأحمر الدولي واحدًا واحدًا، مع الأم تريزا نفسها، بالتقاط الأطفال. وكان الكثير منهم مشوهًا، وبعضهم الأكبر سنًا، رغم كونهم معاقين أيضًا، كان يؤخذون معهم ليساعدونهم في العناية بالأصغر سنًا.

 

وتم وضع الأطفال في أربع سيارات تابعة للصليب الأحمر، فاصطحبتهم تريزا عبر خطوط المنطقة الخضراء، الفاصلة آنذالك بين بيروت الغربية والشرقية، إلى مدرسة الربيع في المنطقة الشرقية، وهي جمعية كانت أسستها  قبل عامين.

 

ولدى سؤالها عن انطباعها، قالت الأم تريزا: "لم أكن في الحرب أبدًا، لكني عاينت الجوع والموت. وكنت أتساءل كيف يشعر البشر عندما يفعلون ذلك. أنا لا أفهم هذا الأمر. أنهم كلهم أبناء الله. لماذا يفعلون هذا؟ لست أفهم".

 

وقد وصلت الأم تريزا إلى لبنان يوم 11 آب 1982، قادمة من روما بعدما التقت البابا يوحنا بولس الثاني، وقامت بزيارة مدرسة الربيع التي تديرها راهبات مرسلات المحبة. وقد صرّح جون دي ساليس، رئيس بعثة الصليب الاحمر في بيروت الغربية: "لقد سألتنا ما هي مشكلتنا الأكثر أهمية؟ فقلنا لها، عليك أن تأتِي وتشاهدي هؤلاء الأطفال. فجاءت ورأتهم". ثم قالت: "سوف آخذهم".