موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأحد، ١٥ يناير / كانون الثاني ٢٠١٧
كنيسة اللاتين في الحصن تنظم محاضرة حول ’الدولة المدنية‘
ليلك مرجي - الحصن ، تصوير اسامة طوباسي :

أقامت كنيسة اللاتين في الحصن (محافظة اربد) ندوة فكرية حول مفهوم "الدولة المدنية"، شارك بها كل من وزير الخارجية الأسبق د. مروان المعشر، ومدير المركز الكاثوليكي الأب رفعت بدر.

وبعد قداس السبت المسائي، رحب كاهن الرعية الأب فراس نصراوين في قاعة "Ave Maria" بالمحاضرين، والحضور الأكارم، مبينًا أهمية توضيح المفاهيم التي تجد الآن حيزًا كبيرًا من النقاش والحوارات والندوات.

وتحدث الدكتور المعشر حول مفهوم الدولة المدنية القائمة على قوة القانون وتطبيقه بالتساوي على جميع فئات المجتمع، مبينًا أنها تختلف عن "الدولة العلمانية" التي تفصل الدين عن الدولة، وقال بأنها لا تتعارض مع الدين، لا بل تحترمه وتقر بدوره بتهذيب النفوس والتربية على القيم. واقتبس وزير الخارجية الأسبق من الورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك عبدالله الثاني التي تحدث فيها حول مفهوم الدولة المدنية والتي تتضمن تطبيقًا عمليًا لعيش المواطنة الحقيقية بروح الإخاء والتعاون بين كل مكونات المجتمع. وقال الدكتور المعشر: ليست الدولة المدنية - أي القانون، بجديدة على الأردن، إنما ما يريده المواطن اليومي هو تفعيل القانون ليتم التعامل به على الجميع بروح واحدة، وبدون اي استثناء. وختم قائلاً: طوبى لمن يزرع شجرة، وهو يعلم بأنه لن يتفيأ بظلالها.

أما الأب رفعت بدر، فعقّب على محاضرة الدكتور المعشر، مبينًا أهمية التركيز على مبدأ المواطنة والمساواة، وقال إن هنالك علاقة بين "الوطنية والمواطنية" فالأولى هي الشعور الصادق الذي يبديه المواطن تجاه وطنه ومجتمعه، والثانية هي الوعاء الحضاري والديمقراطي الذي يقدمه الوطن لأبنائه، من دستور منفتح وتطبيق قانوني متساو مع الجميع. وقال الأب بدر إن الكنيسة تشجع على المشاركة السياسية والاقتصادية، ضمن اجواء ديمقراطية سليمة، مشيرًا إلى أن المسيحيين ليسوا طارئين أو جدد على المجتمع الأردني، بل لهم جذور ضاربة الأعماق في التاريخ، وليس أدل على ذلك من الاحتفال يوم أول أمس بيوم الحج إلى موقع المعمودية - المغطس، فالمسيحيون موجودون هنا منذ عصر السيد المسيح، ولا يقاس اليوم حضورهم بأعدادهم أو بوصفهم أقلية، بل بمقدار ما يسهمون به لخدمة مجتمعهم، بروح الإخاء والتعاون مع اخوتهم المسلمين.

وجرى نقاش شيق وموسّع بين المحاضرين وعدد من الحضور. وجرى به الحديث عن التصدي لخطابات الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي، والمناهج المدرسية، ودور الشباب في تفعيل مفهوم الدولة المدنية، بما يتلاءم والأسس السامية التي تضمنتها الورقة النقاشية السادسة لسيد البلاد، وغيرها من الأمور الحيوية التي يجري الحديث عنها في الأيام الراهنة.