موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٧ فبراير / شباط ٢٠١٣
كرادلة ومسلمون

د. موسى الكيلاني :

للحزب الشيوعي السوداني تقاليد وطقوس تختلف عن بقية الاحزاب الشيوعية في المنطقة . ومن تلك الطقوس ان يبدأالاجتماع الاسبوعي لخلايا الحزب بتلاوة آيات من القرآن الكريم ويعقب ذلك شرح مبادئ المادية الديالكتيكية . وشرح لي الاستاذ محمد ابراهيم نقد , السكرتير الاول للحزب الشيوعي السوداني , ان بعض الهنود الذين جلبهم البريطانيون لمقاومة التاثير الفكري الاسلامي لعدوهم الامام المهدي ولغاية إنشاء سكة الحديد في عطبرة كانوا على درجة متقدمة عالية من الوعي السياسي , وهالهم ما شاهدوه من تجنيد الشباب للقتال في معارك البريطانيين فقاموا بتاسيس الخلايا الاولى للشيوعيين وتحفيزهم لمقاومة المستعمرين , ابناء البشرة الشقراء , او بني الاصفر , كما كانوا يدعونهم . وقد فشلت اللقاءات الاولى لعمليات التثقيف السياسي بسبب الاتهامات التي اطلقها شيوخ الميرغنية ضد الالحاديين الذين لا يؤمنون إلا بالمادة , فاصدر المهندس سنديب , ابن كيرالا, فتواه بتلاوة الذكر الحكيم في صدر كل اجتماع لخلايا الحزب كي لا ينفر بعض الاعضاء الجدد.

وعندما اصدر محمد ابراهيم نقد كتابه عن تاريخ الرق في السودان , اختار لعنوانه بيتاً من قصيدة للمتنبي انشدها عام 967
* يا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِن جَهْلِهَا الأُمَمُ* . ولكن الناشر غير العنوان الى تاريخ الرق في السودان.

تذكرت اللقاء مع محمد ابراهيم نقد عندما وصلتني رسالة هذا الاسبوع يخبرني مرسلها ان استقالة الحبر الالماني جوزيف رات_سنغر او البابا بنيديكتوس السادس عشر كانت لاسباب خطيرة اخرى و لم تكن للاسباب الصحية التي زعموها اولضعف في عضلات القلب التي اضطرته قبل سبع سنوات لاجراء عملية جراحية كبرى ولتركيب منظم إلكتروني لضبط نبضاته والتي لم تُـجْـدِهِ نفعا فاثناء جولاته في امريكا اللاتينية قبل عامين سقط عن المنصة اثناء تلاوته للموعظة البابوية لولا ان اسعفه مرافقوه.

فالاسباب الخطيرة التي ذكرتها رسالة « الصديق مصطفى « ان الحبر الالماني , وبعقليته الرياضية العلمية, قد اكتشف وجود ثلاثين كاردينالا وقسيساً في مجلس السينودس والكيوريا وجميعهم قد اسلموا سراً, وينسقون فيما بينهم لإحباط مشاريعه في تطوير برامجه وتحقيق اهدافه المستقبلية في إفشال الغزوة الإلحادية التي اجتاحت العالم كله من الصين شرقاً الى امريكا غرباً .

وما ادرك « الصديق مصطفى « اننا نعيش في عالم اسْلَفَ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بوصفه عندما تحدث عن عصرنا حيث تتقارب الامكنة والازمنة والذي اطنب في تفسيره عالم الالكترون مارشال ماكلوهان في كتابه « غوتنبرغ غالاكسي «وسوف يغدو الكون كله اشبه بالقرية الصغيرة يرى ويسمع ادناها ما في اقصاها .
فلئن اقتنع بعض كرادلة الفاتيكان بالاسلام كما تزعم رسالة « الصديق مصطفى « , فلن يحتاجوا ان يكتموه إذ لا خطر يتهدد حياتهم في هذا القرن , فلهم في كل عاصمة عربية ومسلمة مأوى وملاذا.

وجوابي على الزعم بأسلمة الكرادلة ما قاله لي الحكيم السوداني* يا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِن جَهْلِهَا الأُمَمُ*
وبمناسبة الحديث عن الفاتيكان , سيشعر العرب والفلسطينيون بعد سنوات بفداحة خسارتهم سياسيا باستقالة الالماني البابا بنيديكتوس السادس عشر .