موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٣ مايو / أيار ٢٠١٧
كتاب ’الكنيسة في العراق تاريخها ونموها ورسالتها من البدايات وإلى اليوم‘

بغداد – أبونا والبطريركية الكلدانية :

صدر عن دار نجم المشرق ودار النشر الفاتيكانية، كتاب جديد للكاردينال فرناندو فيلوني، بعنوان: ’الكنيسة في العراق، تاريخها ونموها ورسالتها من البدايات وإلى اليوم‘، وقد نقله إلى اللغة العربية الأب ريبوار عوديش باسه.

وقال البطريرك ساكو في مقدمة الكتاب: ’إن عنوان الكتاب ليس مجرد سرد أكاديمي للأحداث، بل هو ثمرة خبرة عاشها الكاردينال فيلوني بعشق في العراق لست سنوات، وقراءة معمقة لتاريخ المسيحية في حضارة بلاد الرافدين العريقة، بإيجابياته وسلبياته‘، لافتًا بأن الكتاب هو ’ثمر تفكير تأملي وتحليل سليم لهذه المسيحية الأولى التي لا تزال منذ ألفي عام بالرغم من الإضطهاد والألم والأمل، تحافظ على هويتها وأصالتها، وتواصل رسالتها بحماسة إلى يومنا هذا. إنه سفر نفيس نقشه قلمه وقلبه‘.

وأضاف: ’تعود المسيحيّة المشرقية إلى عهد الرسل. وقد برهنت عبر الأجيال على تعلّقها الشديد بالإيمان المسيحي وإعلانها بشارة الإنجيل الذي سمته اللؤلؤة حتى أقاصي آسيا. لمن المؤسف أنها انقسمت إلى عدة كنائس وغدا المسيحيون اليوم في العراق القطيع الصغير بسبب الإضطهادات المتكررة وموجات الهجرة إلى الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا وكندا. هذه الضغوطات المستمرة والهجرة المتواصلة إن استمرت فسوف تمحو وجودهم التاريخي في أرض ابائهم واجدادهم‘.

ولفت البطريرك الكلداني إلى أن ما يميز الكتاب هو ’تأليفه من قبل شخص تبوء مهام كنسية مهمة جدًا مثل أمين للشؤون العامة في أمانة سر دولة الفاتيكان، وحاليًا عميد مجمع تبشر الشعوب، إضافة إلى أنه يحب العراق وعاش فيه، وخدم كنيسته لمدة ستة سنوات بصفة السفير البابوي لدى العراق والأردن، خلال الأعوام 2001-2006. وقد تخللت تلك السنوات أحداثًا مؤلمة منها الحصار وحرب الخليج الثانية، وما أعقبها من العنف والصراعات والاضطهادات والإبادات‘، مشيرًا إلى أن الكاردينال فيلوني كان من السفراء القليلين الذين لم يتركوا بغداد حتى في الأيام التي كانت تتساقط فوق تربة العراق الصورايخ والقنابل‘.

وكان البابا فرنسيس قد بعث الكاردينال فيلوني للعراق كمبعوثه الشخصي لتفقد أحوال ضحايا جراء العنف الداعشي مرتين. الأولى كانت في 10 آب 2014، أي مباشرة بعد غزو داعش الهمجي على مدينة الموصل (9 حزيران 20014) وسهل نينوى (6 آب 2014)، واضطهاده للمسيحيين وغيرهم من الجماعات الإثنية والدينية. والثانية كانت بعد أشهر، للاحتفال مع الأخوة النازحين بعيد القيامة 2015، وللإعراب عن قرب قداسته منهم والتضامن معهم والصلاة من أجلهم. وقد نقل الكردينال فيلوني لقداسة البابا فرنسيس معاناة هؤلاء وفظاعة ما رأه بأم عينه. وهكذا ولد الكتاب في سياق هذه الأحداث المروعة.

يقول الكاريدنال فيلوني في كتابه: ’عندما أرسلني البابا فرنسيس مبعوثًا شخصيًا للعراق بتاريخ 10 آب 2014 للإلتقاء والحديث والرؤية والمعانقة والصلاة والتضامن مع ضحايا التطرف الإسلامي الداعشي، الذين عانوا معاناة لا تصدق، كانت تلك الخبرة مروعة ومؤلمة جدًا. وقد تجددت تلك الخبرة بالنسبة لي في الحج الذي قمت به للعراق خلال أسبوع الآلام سنة 2015. وهكذا ولد هذا الكتاب كي يشهد لمعاناة أولئك الضحايا من النساء والرجال المسيحيين وغير المسيحيين الذين التقيت بهم، ومن خلاله أقولُ لهم: شكرًا لشجاعتكم! وشكرًا أيضًا للذين من خلال التضحية والمحبة يخففون من مخاوف وقلق هؤلاء الضحايا. عسى ألا تقل فيهم الشجاعة والرجاء‘.

يذكر أن الكتاب مكون من خمسة فصول؛ الجماعات المسيحية الأولى، كنيسة المشرق في العصر العربي والمغولي والتركماني، الكنيسة اللاتينية في بلاد ما بين النهرين. عصر الصفويين والعثمانيين، القرن العشرين: التقلبات الجغرافية والديمغرافية ونشأة العراق، وأخيرًا الكرسي الرسولي والعراق.

وبحسب المؤلف، فإن الكتاب يهدف إلى ’التعريف بهذه الجماعة المسيحية التي تقطن في بلاد ما بين النهرين، بدءًا بسرد قصة نشأتها، ونموها وتطورها، وتقييم جماليتها، وتوثيق الأزمات التي مرت بها، والإهانات التي تحملتها وتبين من خلال السياق الإجتماعي والسياسي قوتها المميزة وشهادة إيمانها حتى في الإضطهادات الحالية‘.