موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٢٢ يوليو / تموز ٢٠١٦
كانو زغار

الفحيص - منال الفانك :

هم ثمرة الزواج لمن أعطاهم إياها الله، هم فرحة أهلهم ومن اضحوا أجدادا، ضوضاء البيت هم، وهم ونيسه، هدوؤهم سكون موحش، فهم حياة البيت وهم روحه، عيوننا ترعاهم وتراعيهم بكل لحظة، نحب حركاتهم وشقاوتهم، نشفق ونحنو عليهم في طفولتهم (لا حول لهم ولا قوة)، ومع كل تلك الحركات العفوية، لا يخلو الامر من شكوى هنا، تذمر هناك، فالتربية ليست بالعمل الهين بقدر ما هي واجب مقدس.

ففي صغرهم "منمون عليهم"، فنومهم حسب وقتنا نحن، ملبسهم على أذواقنا، طعامهم من اختيارنا، حتى اصدقاؤهم وصداقاتهم تحت إشرافنا، وكافة الأمور تحت السيطرة! وكل مجهود منا معزز بعبارة: "يا سقالله وانتو كبرانين"، ظنا منا ان الحمل علينا سيخف، ولكن!

ها هم كبروا، وأصبحوا شباب وصبايا كالورود التي ليست ناعمة معظم الأحيان، فرأي الاهل الذي كان كحكم القاضي يوما، أصبح الآن قابلا للطعن، ذوق الأم ماعاد يعجب، عرق الأب ماعاد يكفي للطلبات غير المتناهية، ومن كان يقرر معهم وعنهم، بات اليوم مجرد مستمعا لقراراتهم، علمًا بأنهم ما زالوا تحت جناحينا، هم وبنظرهم مسؤولون عن جميع حركاتهم وتصرفاتهم لا (مصروفهم)!

بتنا نسعى لرضاهم لأجل مصلحتهم، نداريهم كي يصلوا، لا أعرف، أهي الحياة العصرية المسؤولة الاولى عن ذاك الانقلاب؟ فابسط ما نسمع منهم: "انتوا وين عايشين!"، هل هو تقصير غير مقصود منا؟، من منا سيتعكز على الآخر مستقبلا؟ فهم من دون شي مهزوزين ومائلين، وبصريح العبارة: "بطلنا نمون عحالنا تا نمون عليهم"، فيا ريت "ظليتوا زغار".. يا ريت!

يومكم رضى، وتراضي أحبتي.