شارك السفير عيسى قسيسية، سفير دولة فلسطين لدى الكرسي الرسولي (الفاتيكان) ومنظمة فرسان مالطا ذات السيادة، في اللقاء السنوي الذي أقامته منظمة فرسان مالطا مع السلك الدبلوماسي المعتمد، الجمعة، بمناسبة العام الجديد.

وألقى رئيس المنظمة جاكومو لاتوري خطابًا نبّه فيه إلى التوترات التي تشهدها عدّة مناطق حول العالم، معبّرًا عن قلقه الكبير حيال الأوضاع المتوترة في كلّ من العراق وإيران وليبيا. وناشد الأسرة الدولية لكي تصغي إلى النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس في يوم السلام العالمي، في الأول من كانون الثاني الحالي، من أجل إشاعة أجواء السلام والمصالحة في العالم.

ودعا لاتوري السفراء المعتمدين لكي يذكّروا حكومات بلادهم بأن الوضع العالمي لا يُحتمل، مشددًا على دورهم في تفعيل الحوار البنّاء والسلام وحل القضايا من خلال الحوار وليس من خلال سفك الدماء. وفي هذا السياق، ذكّر بالوضع الإنساني المحزن في سوريا واليمن والعراق وغيرها من البلدان.

وحول العلاقة مع العالم الإسلامي، أشار إلى أن منظمة فرسان مالطا تولي اهتمامًا كبيرًا للحوار مع العالم الإسلامي، وتعزيز جسور التواصل والتعاون والعمل بين المؤسسات الدينية الكاثوليكية والإسلامية، موضحًا بأن المنظمة تعمل مع عدة أطراف للخروج بوثيقة مشتركة تؤكد أهمية دور الأديان الإبراهيمية في تعزيز احترام الآخر واحترام حياة الإنسان وحماية أماكن العبادة.

وفي حديثه عن فلسطين، أعلن جاكومو أنه وبمناسبة مرور 900 عامًا على وفاة المؤسس القديس جرارد، فإن حكومة فرسان مالطا ستنظم زيارة حج دولي لأعضائها إلى الأرض المقدسة، معتبرًا بأنها ستشكل فرصة لتوطيد العلاقات مع فلسطين والمنطقة. كما نوّه لدور مستشفى العائلة المقدسة في بيت لحم، المدار من قبل المنظمة منذ عام 1990 لصالح العائلات الفلسطينية. وذكّر بأنه في العام الماضي شهد المستشفى ولادة 4700 طفلاً، وهو الصرح الطبي الوحيد في البلاد الذي يعالج الأطفال قبل موعد ولادتهم.

وفي ختام كلمته، شدد رئيس منظمة فرسان مالطا جاكومو لاتوري على دور الدبلوماسية في إيجاد أرضية مشتركة تعمل على تعميق الحوار بين الشعوب، وحلّ النزاعات بصورة سلمية من أجل بناء عالم أساسه العيش المشترك والسلام ومحاربة التطرّف ورفض الآخر والفقر.

من جهته، رحّب السفير قسيسية بزيارة الحج في نوفمبر المقبل، حيث من المتوقع أن يأتي أكثر من ألف عضو من منظمة فرسان مالطا لزيارة الأماكن المقدسة في فلسطين. وأكد في هذا السياق على أهمية التنسيق مع الجانب الفلسطيني الرسمي لإنجاح رحلة الحج، حيث سيزور فريق للتنسيق ووضع الترتيبات والبرامج.