موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٨
في يوم الرسالات، نظرة إحصائية لحضور الكنيسة الكاثوليكية حول العالم

بقلم: باولو أفاتاتو ، ترجمة: منير بيوك :

يتضاءل عدد الكهنة والرهبان والراهبات في كل مكان في العالم. واليوم هناك 415 ألف كاهن، بالإضافة إلى ما يزيد بقليل عن 52 ألف من المكرسين، فيما يبلغ عدد الراهبات 659 ألف. لكن هذا الانخفاض، الناتج عن الظاهرة المؤكدة لنقص الدعوات، هو النحو الملاحظ للسنة الرابعة على التوالي. إنه أحد البيانات المسجلة في "الملف الإحصائي للكنيسة الكاثوليكية"، الذي تمت مراجعته وعرضه من قبل وكالة فيديس الفاتيكانية، وهي خدمة المعلومات لإرساليات البعثات البابوية، في ضوء يوم الإرساليات العالمي الذي يتم الإحتفال به يوم الأحد 21 تشرين الأول.

وبحسب البيانات التي قدمتها فيديس، المنقولة في معظمها من كتاب الكنيسة الإحصائي والمحدّث لغاية تاريخ 31 كانون الأول 2016، فقد بلغ عدد الكاثوليك في العالم مليار و299 مليون نسمة، أي 17 بالمئة من سكان العالم البالغ 7.3 مليار نسمة. ولكن، على الرغم من نمو عدد المؤمنين في العالم بأكثر من 14 مليون شخص، فإن هناك انخفاضا طفيفا مقارنة بالسنة السابقة، أي ما يعادل 0.05 بالمئة.

وتقدم الوثيقة، التي تحتوي على جداول ورسوم بيانية حول كل قارة، نظرة عامة على الوضع الكنيسة الكاثوليكية على المستوى العالمي. وتشير إلى أن عدد الأبرشيات التي تنظم الجماعة يبلغ 3,016 أبرشية، يعتمد ثلثها (1,114) على مجمع تبشير الشعوب (في تشرين الأول 2018)، وبالتالي ما يسمى بـ"أراضي الإرساليات"، أو المناطق في أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية، حيث لا يزال هناك حاجة لدعم وجود المعمّدين.

وبحسب النص، فقد انخفض العدد الإجمالي للكهنة في العالم، مقارنة بالعام السابق (687-) بحيث يبلغ الآن (414,969). ويؤثر هذا الانخفاض بشكل رئيسي على أوروبا (حيث قلّ عدد الكهنة ليصل إلى 2,583)، في حين أن توازنًا إيجابيًا تم تسجيله في أفريقيا (1,181+) وآسيا (1,304+). كما انخفض أعضاء المنتمين للجمعيات الدينية (1604- شخص)، وكذلك الراهبات (10,800، في حين ازداد عدد الدعوات في آسيا تزيد 533+). ومن المثير ملاحظته وصول عدد المرسلين العلمانيين في العالم إلى 354 ألف (بزيادة تبلغ 3 آلاف شخص)، كما هناك حوالي ثلاثة ملايين معلم ومعلمة للتربية مسيحية، مما يؤكد على أنها قوة عمل رعوية في العديد من أبرشيات العالم، والتي تعوّض عن النقص المزمن للمكرسين.

تؤكد الكنيسة الكاثوليكية على أنها مؤسسة ملتزمة بشدة على الأصعدة التعليمية والاجتماعية، حيث تدير 72,800 حضانة، و96,500 مدرسة ابتدائية، و47,800 مدرسة ثانوية حول العالم، يدرّس فيها أكثر من 62 مليون طالب من مختلف الأديان. كما تتحمل المؤسسات، والجمعيات الرهبانية والجماعات الكاثوليكية مسؤولية تعليم 5.5 مليون طالب آخر، بما في ذلك المدارس الثانوية والكليات والجامعات. ومعلقًا على هذه البيانات، قال الكاردينال فيرناندو فيلوني، رئيس مجمع تبشير الشعوب، لوكالة فيديس الفاتيكانية، بأنه "عمل رعوي وتربوي في العديد من الدول، بحيث يعد ثمينًا ولا يمكن الاستغناء عنه لخير المجتمعات".

وقد أشار البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة يوم الإرساليات العالمي بقوله: "يتم تقديم العديد من هذه الأعمال بفضل ’الأعمال الإرسالية البابوية‘، وهي منظمات ’وجدت لإعلان الإنجيل لجميع الشعوب، وللمساهمة في النمو البشري والثقافي للعديد من الشعوب‘".

في حين، يقول رئيس الأعمال الإرسالية البابوية رئيس الأساقفة جان-بيترو دال توسو إنه بفضل "حملة التبرع العالمية"، التي تعتبر "أكبر حملة للمساعدات في العالم"، ويتم التذكير بها بين جميع المعمدين في القارات الخمس وفي مختلف أبرشيات العالم في ذلك اليوم، فإن الأعمال الإرسالية البابوية تدير مشاريع لبناء الكنائس، ودعم الندوات، إضافة إلى تعزيز الأعمال التعليمية والاجتماعية والمهنية للشباب والأطفال.

ويضيف دال توسو بأنه يتم حفظ التبرعات التي يتم جمعها في صندوق خاص تديره الأمانات العامة الدولية للأعمال الإرسالية البابوية، حيث أطلقت عام 2017 مشاريع بقيمة 130 مليون دولار. ويشير 150 من المديرين المحليين في الأعمال الإرسالية البابوية، بأنه كل ذلك يتم باسم العمل الإرسالي العالمي للكرسي الرسولي وبغرض الشهادة على محبة المسيح في بيئة كل شخص.

والجمعيات الإرسالية البابوية هي مؤسسات ولدت في كنائس التقليد الكاثوليكي القديم، في أعقاب الزخم الإرسالي العظيم عام 1800، عندما أرادت مجموعات من المؤمنين العلمانيين مثل الفرنسية بولين جاريكوت، التي هي الآن في طور التطويب، العمل على دعم عمل الإرساليات بين غير المسيحيين في البلاد البعيدة، من خلال الصلاة وتقديم مساعدات مادية. وفي القرن الماضي، تحوّلت إلى مؤسسات كنيسيه ومركزية للتعاون الإرسالي". وقد تم تكليفها بتنظيم شهر الإرسال الاستثنائي، الذي أعلن عنه البابا لتشرين الأول من عام 2019 والذي سيتزامن مع احتفال سينودس الأساقفة المكرس للأمازون. ويقول أمين عام الأعمال الإرسالية البابوية فابريزيو ميروني، إنهما حدثان يعبران عن نفس" الشغف الإرسالي نفسه الموجود في كل شخص معمد".