موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١ يوليو / تموز ٢٠١٦
في الذكرى الثالثة للإطاحة بمرسي، الإرهاب يضرب من جديد الكنيسة القبطية

بقلم: جورجيو برنارديلي ، ترجمة: منير بيوك :

استهدفت مرة أخرى الكنيسة القطية في مصر من قبل الإرهابيين. قتل صباح 30 حزيران 2016 الأب رفائيل موسى، كاهن كنيسة القديس جورج في العريش، العاصمة الساحلية لشمال سيناء، في هجوم تبناه تنظيم الدولة الإسلامية. تقع العريش على بعد نحو عشرين كيلومترًا من قطاع غزة. كان الكاهن قد أخذ سيارته إلى ميكانيكي بعد صلاة الصباح، عندما فتحت جماعة من المسلحين النار عليه. والأب موسى، البالغ من العمر 46 سنة، متزوج ولديه طفلان. خدم الأب رفائيل موسى في رعية القديس جورج في العريش منذ عام 2012، عندما وصل مع الأب مينا عبود، وهو كاهن قبطي آخر قتل في هجوم منفصل في نفس المدينة في تموز 2013 في أعمال العنف التي تلت الهجوم العسكري الذي أطاح بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.

إن المصادفة تترك بعض الشك عن المسؤول عن ارتكاب جريمة القتل. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أهمية اليوم في التاريخ نفسه. فالثلاثين من حزيران يصادف الذكرى السنوية للمظاهرات الشعبية الحاشدة ضد مرسي، التي مكّنت الجنرال السيسي من تنفيذ قراره بالتدخل وبإبعاد جماعة الإخوان المسلمين بتهمة التحريض على الفتنة الطائفية في البلاد. كان السيسي آنذاك رئيسًا لأركان الجيش وبعد ذلك أصبح رئيسًا جديدًا للبلاد. وبالتالي، لم يغفر الإسلاميون للأقباط وقوفهم العلني مع السيسي، وهجوم اليوم جاء تأكيد على أن المسيحيين في مصر في مرماهم.

أعلن الذراع الإعلامي الرسمي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "أعماق" مسؤوليته عن قتل الكاهن القبطي. ففي بيانه، ادعى أن "الكاهن أراد شن حرب ضد الإسلام". كما أن الحركة الجهادية أنصار بيت المقدس، التي كانت من بين أولى التنظيمات التي أقسمت الولاء لما يسمى الخلافة في عام 2014، تعمل في سيناء.

يؤكد هذا الحادث أيضًا أن مدينة العريش، الواقعة في شبه جزيرة سيناء المعذبة على مفترق طرق الإتجار بالسلاح وبالميليشيا، ماتزال خارج سيطرة الجيش المصري. وتبرز التقارير الإخبارية عن هجمات إرهابية في هذه المنطقة على الأغلب بصورة يومية. واليوم، بالإضافة إلى الهجوم ضد الكاهن، انفجرت قنبلة في مركز للشرطة المحلية أدت إلى سقوط قتيل وجريح.

أعلنت الكنيسة القبطية مقتل الأب موسى في بيان نشر بعد الظهر. وذكر البيان: "نود أن نتقدم بتعازينا إلى الأسقف، وإلى الأبرشية، ولأسرته ورعيته، كما ندين كافة الأعمال الإرهابية التي تهدد سلامة الوطن وتستهدف تمزين وحدة أبنائه. حفظ الله مصر وأبنائها من كل سوء".

إن الدعوة إلى الوحدة بين المسيحيين والمسلمين هي المفتاح لفهم موقف البطريرك تواضروس الثاني نحو السيسي. ففي السنوات الثلاث الماضية، أقدم الجنرال-الرئيس على بعض الإيماءات التي لم يسبق لها مثيل نحو الأقباط، مثل الزيارتان اللتان قام بهما إلى الكنيسة المرقسية في عيد الميلاد، والعبارات القاسية التي أطلقها ضد تفسيرات الأزهر المتطرفة للقرآن. كما تعلق الكنيسة القبطية آمالاً كبيرة على قانون يجري مناقشته حالياً، من شأنه أن يقلل العقبات أمام بناء كنائس جديدة. ولكن بعيداً عن القاهرة، فلا يزال المسيحيون في سيناء وصعيد مصر عرضة للخطر الشديد. فهم الهدف الرمزي الذي لا يتردد الجهاديون من ضربه مرة تلو الأخرى.