موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الأحد، ٩ ابريل / نيسان ٢٠١٧
في أحد الشعانين .. دعونا نطبق مصطلح ’الأسرة‘ على أرض الواقع

تالا أيوب – جريدة الرأي الأردنية :

<p dir="RTL">يحمل المسيحيون اليوم أغصان الزيتون وسعف النخيل والشموع المزينة ويتوجهون بها الى الكنائس التي تشهد صلواتا وقداديسا خاصة بمناسبة &laquo;أحد الشعانين&raquo; والمعروف أيضاً ب&laquo;أحد السعف&raquo; وهو أول يوم من الأسبوع المقدس الزاخر بالطقوس الدينية المستمدة من أحداث جرت في الانجيل المقدس.</p><p dir="RTL">فيصطف المؤمنون الحاضرون في ساحات الكنائس، ويحيون الدورة الاحتفالية التي تذكر بحدث هذا النهار، اي دخول السيد المسيح الى القدس الشريف، ويتلى انجيل الالام، وتتمحور العظات في الكنائس التي يلقيها الأساقفة والكهنة على الفرح الروحي والاستعداد الداخلي بحياة الصلاة والندامة على الخطايا، للاحتفال بعيد الفصح المجيد في الأحد التالي.</p><p dir="RTL"><strong>فرح وسعادة منقوصة</strong></p><p dir="RTL">تقول ساره سواقد: &laquo;ان الاحتفال بهذا اليوم يعني لنا نحن المسيحيون كثيرا، فإنه يوم فرح وسعادة الا ان الاحداث المؤلمة التي تحدث في الدول المجاورة تجعلنا نغص بفرحنا، ولا يوجد أمامنا سوى أن ندعو بأن يعم السلام عليهم وان تعود البسمة على وجوه شعوبها&raquo;.</p><p dir="RTL">ويلفت سائد حجازين الى ان المسيحيين لا يصومون في هذا اليوم ومعظمهم يعتبرونه يوم حقيقي للاحتفال لما يحمله من معنى ديني فيجتمع الاقارب والاصدقاء والمعارف للصلاة والاحتفال في الكنيسة اولا، ومن ثم يقضون وقتا ممتعا سويا. وكثير من الاردنيين صادقوا من ترك بلده ولجأ الى الاردن الآمن المحب والذي حقا يُعتبر مثالا على العيش الديني المشترك، ويحاولون اضفاء أجواء الفرح على قلوبهم الجرحى.</p><p dir="RTL"><strong>الاخوة في الانسانية</strong></p><p dir="RTL">يقول مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام الأب رفعت بدر: &laquo;ترفع في يوم أحد الشعانين اغصان الزيتون وهي رمز لدعوات العالم من أجل السلام، مثلما رفعت على زمن السيد المسيح، وطلب وقتها ان يكون الانسان أخا لأخيه الانسان، أيضا اليوم ترفع وبأمل أكبر باستتباب العدل والسلام في مناطقنا العربية، وبالأخص في البلدان التي ما زالت الدماء تسيل وبكل أسف بشكل يومي&raquo;.</p><p dir="RTL">ويتابع بدر: &laquo;ولذلك ان كنا بأحد الشعانين او بأحد الفصح او بهذا الاسبوع المقدس اننا نرفع صلاة عالية من أجل ان يعود الإنسان أخا لأخيه الانسان، وان لا يكون ابدا كما يقال في أحد الأمثال الرومانية &laquo;ذئبا لأخيه&raquo;. نعم بإمكان الانسان ان يكون ذئبا ولكن بإمكان الانسان إن أراد ان يعيش انسانية حقيقية ان يكون أخا وصديقا ومحبا لأخيه الانسان ويقصد بالانسان ليس فقط أبناء الديانة الواحدة او الوطن الواحد، وإنما على مستوى الأسرة البشرية كلها. دعونا في هذه الايام ندعو الى ان يكون هذا المصطلح اي الاسرة مطبقا على أرض الواقع وليس فقط حبرا على ورق&raquo;.</p><p dir="RTL">وعن أهمية أحد الشعانين الدينية التي يستذكرها المؤمنون في احتفالاتهم بيّنها بدر قائلاً: &laquo;نتذكر دخول السيد المسيح الى القدس، وهو دخول سلمي، لا حربي، حيث دخل على أتان (جحش صغير) علامة على التواضع واللطف، وهذا ما نسميه على الدوام الثورة السلمية واللاعنفية التي قادها السيد المسيح، ليدخل فيها الى القدس، المدينة التي ترمز الى السلام، الا انها ما زالت الى اليوم عطشى له&raquo;.</p><p dir="RTL"><strong>المهجرون في أحضان الاردن</strong></p><p dir="RTL">كثير من اشخاص لجأوا الى الاردن بسبب الحروب ولكن هناك اشخاص نُبذوا بسبب ديانتهم المسيحية، يذكرهم بدر بحديثه: &laquo;هناك مسيحيون أتوا إلى الأردن مهجرين ليس فقط بسبب سوء الأوضاع السياسية وعدم استتباب الأمن في بلدانهم، ولكن أتوا إلينا وبالأخص هنا نقصد مسيحيي الموصل قد أتوا إلينا مهجرين بسبب انتمائهم الديني وبسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له ليس لأي سبب الا لكونهم مسيحيين&raquo;.</p><p dir="RTL">ويكمل بدر: &laquo;هؤلاء المسيحيون ينقسمون الى قسمين حاليا: قسم بقي في الأردن، وما زال ينتظر الفرج لأن يخرج من هذه البلد الذي احتضنته احتضان الأخ لأخيه والشقيق لشقيقه&raquo;. ويتابع مبينا القسم الثاني: &laquo;هم الذين خرجوا من الأردن وذهبوا الى بلدان بعيدة كأستراليا حيث كانت هناك دموع الفراق حارة وغالية ليسوا فقط على وجوه الاخوة العراقيين الذين ذهبوا الى بلاد بعيدة، وإنما على وجوه الاردنيين الذين عرفوهم وصادقوهم وتبادلوا معهم الحب والأمل بالرغم من الألم الواضح عندما جاءوا إلينا&raquo;.</p><p dir="RTL">وينهي بدر حديثه بالدعاء الى ان تعود الحياة السليمة الغانمة الى ارض العراق الشقيق وان يعود من يستطيع العودة الى بلده الاصلي العراق لربما لن يعود أولئك المهجرون الذين سافروا بعيدا ولكن وطنهم سيبقى في قلوبهم وستبقى الذكريات في الأردن التي عاشوها ٣ سنوات أيضا في قلوبهم وبالاخص عرفان الجميل للدولة الأردنية الهاشمية ملكا وحكومة وشعبا، ولن ينسوا ابدا فضل اخوتهم واشقائهم في الاردن الذين قدموا لهم كل غالي ورخيص، ليس كي يعيشوا حياة يومية سليمة وسلمية، ولكن ان يبقوا هنا مؤمنين بالله -سبحانه وتعالى- في الديانة المسيحية ويكونوا مع اخوانهم المسلمين صورة التعددية الراقية التي يحترم فيها المسلم أخاه المسيحي ويبادله الأخ المسيحي الإحترام والتفاهم والمحبة.</p>