موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٩ ابريل / نيسان ٢٠١٩
فرحة الكنيسة الكلدانية بتنصيب المطران كرمو رئيسًا لأبرشيتها في تركيا

البطريركية الكلدانية :

في سابقة عرس كلداني روحي مهيب في نوعه ومكانه، ترأس البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، عصر الأحد 28 نيسان 2019، القداس الاحتفالي لمناسبة تنصيب المطران رمزي كرمو، رئيسًا لأساقفة ديار بكر وعموم تركيا.

وألقى المدبر السابق للأبرشية المونسنيور فرانسوا ياكان، كلمة ترحيبية بالحضور، من أساقفة وكهنة وممثلين عن مختلف الكنائس، وشخصيات رسمية، وإسلامية ويهودية، وحشد من المؤمنين. وقرأ السكرتير البطريركي الأب نويل فرمان، مرسوم التنصيب، ليتوجه الكاردينال ساكو لإجلاس المطران الجديد على كرسيه الأبرشية.

وبعد الإنجيل، توجه غبطته بكلمة إلى رئيس الأبرشية الجديد قائلا: "يسرني أن أعبّر لسيادتك عن تهانيّ القلبية وتمنياتي بخدمة مليئة بالإيمان الفاعل بالمحبة، والأمانة والسخاء خصوصًا تجاه المهاجرين. إنهم يحتاجون إلى أسقف هو راعٍ وأب وأخ، يستمع اليهم ويصلي معهم ويرفع معنوياتهم في ظروفهم الصعبة. وقد تم اختيارك لهذه الابرشية لأنك تحمل كل هذه الصفات".

ومشيرًا لحضور الكنيسة الكلدانية العريق في تركيا، أوضح غبطته أن "كنيستنا شهيدة على طول تاريخها، وكان لنا في تركيا أربع أبرشيات فازيلت واستشهد رعاتها والعديد من الكهنة والمؤمنين إلى جانب إخوتهم المسيحيين الآخرين في مذابح سيف، الأرمن والأشوريين. هذه هي ويلات الحروب والصراعات وهي ضد إرادة الله".

وتابع: "كنيستنا أيضًا شاهدة، وايمانها هو إيمان إبراهيم الواثق والمطيع، وإيمان الرسول توما الساجد أمام المسيح القائم من بين الأموات. إننا اليوم نجدد التزامنا بإيمان إبراهيم وتوما وأماناتنا للمسيح والكنيسة". وخلص البطريرك ساكو كلمته مقدمًا الشكر "للحكومة التركية على استقبالها الإنساني لهذا العدد الكبير من العراقيين المهاجرين".

من جهته، قال المطران رمزي كرمو: "بعد 42 سنة في إيران وقربي من سن 75 عامًا، قبلت هذه المسؤولية، ليس لأني مؤهل لها روحيًا وجسديًا وثقافيًا، بل كعلامة للثقة المطلقة بنعمة الرب، كما ذكر بولس الرسول أمام جسامة رسالته، إذ أتاه الصوت السماوي: نعمتي تكفيك. وعليها اعتمد أساسًا، وعلى إخوتي الكهنة الذين سيكونون معاونين لي في هذه الخدمة الاسقفية".

وأضاف: "سوف أبذل كل الجهود لكي أخفف من معاناة العدد الكبير من العراقيين اللاجئين، رغم أن الصعوبات كثيرة. إني أدعوكم إلى التفاؤل والرجاء، فالإحباط أو اليأس لا يحل المشكلة. لنعتمد على نعمته ونسير دومًا إلى الأمام مع بعض. وسوف نحاول مع بعض أن نعطي الشهادة داخل هذا البلد الذي له تاريخ عريق في المسيحية".

وذكّر المطران كرمو "بالكلدان الأتراك الذين لا يتجاوز عددهم السبعين أو الثمانين عائلة، وهم بقايا كنيستنا كنيسة الشهداء، كما وصفها غبطته، وهي أيضًا كنيسة للشهادة ليسوع المسيح. فلنحاول مع بعض بالاتحاد العميق على هذا الشهادة، إذ دائمًا أقول: إن قوة الكنيسة ليست بعدد أعضائها ولا بأملاكها، بل بعمق إيمانها وشهادة حياتهم اليومية. وبقوة الروح القدس الذي حل علينا يوم عمادنا، نستطيع أن نكون مسيحيين ليس بالاسم فقط بل بالعمل".