موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٩ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
عيد الميلاد مع جماعة دير مار موسى الرهبانية ’من الألم إلى الأمل‘

وكالة فيدس :

«تتألّف كلمتا "الألم" و"الأمل" في اللغة العربية من الأحرف ذاتها، ولكنّ تختلف في المعنى تمامًا: وهما كلمتين مرتبطتين بوضوح وبشكلٍ ملموس في الصلاة وفي القرب من الله». هذا مطلع رسالة عيد الميلاد التي أرسلت إلى الأصدقاء والمتبرعين لجماعة دير مار موسى الرهبانية والتي أسسها الأب اليسوعي باولو دالوليو الذي اختفى في سوريا في نهاية تمّوز 2013 بينما كان يتواجد في مدينة الرقة، أيام استيلاء تنظيم داعش عليها.

وتتضمّن الرسالة تأملات للأخت هدى فاضل، الرئيسة الحالية للجماعة، تشير فيها الأخت إلى التعزية الروحية الحقيقية التي تأتي من الله في أوقات الصلاة والمقدرة على إعطاء إجابة مسيحية عندما نتألّم يمكن أن تدفق فقط من الاقتداء بيسوع، "فلنتحد بحزننا مع الحبيب يسوع، مقدّمين آلامنا لله من أجل عالمٍ يسوده العدل والسلام".

وفي رسالة عيد الميلاد، يقوم رهبان وراهبات مار موسى بعرض موجز لأهمّ الأحداث التي اختبروها مؤخرًا في سياق اجتماعي معقّد ومثير للقلق. ومن بين الخبرات التي تُنقَل، هناك ما اختبره الأب جاك مراد، الراهب الذي اختُطفَ لبضعة أشهر في عام 2015 من قبل داعش والذي احتفل بالأسبوع المقدس وعيد الفصح مع اللاجئين العراقيين في تركيا.

بينما تمكّن الأخ ينس، المتواجد في دير السليمانية في كوردستان العراق، من انهاء مبنيين مجاورين للكنيسة، واستقبل في المبنى الأول مدرسة اللغات والتعليم المهني مالي دانجاكان (بيت الأصوات)، الذي تجذب عددًا متزايدًا من الناس لدراسة اللغات (العربية، الكردية، الإنكليزية) وتساعدهم في العثور على وظيفة ومستقبل أفضل في المنطقة.

وقالت الجماعة أن المدرسة الصيفية هذا العام تميّزت عن السنوات الاخرى بجذبها عدد كبير من الأطفال في هذه المنطقة، مسلمين ومسيحيين، مواطنين محليين ولاجئين، أكراد وعرب وكلدان وسوريين. وتضيف: لمدة شهرين، اختبر الأطفال فرح التعلم وتطوير مواهبهم الفنية، وقاموا برحلات تحت إشراف معلمين مؤهلين. وفي الوقت نفسه، قضت الأخت ديما معظم أيام السنة في مار موسى تستقبل وتستمع وتساعد الضيوف، وبخاصة الشباب الذين يحملون في قلوبهم ألم الوضع في سوريا، والأمل في مستقبل أفضل.

وتذكر الرسالة أيضًا التحديثات في مدارس الموسيقى أو مدارس الأطفال التي يحييها أعضاء الجماعة، وتشير أن هذا العام كان هناك 150 طفلاً ينمون وينضجون في روضة الأطفال "روضة القلمون". كما يرد ذكر الأعمال المتكبدة للمشردين السوريين في بلدات زايد آل وفيروزي: "كانت هناك زيجات وولادة أطفال وهذا يشهد على رغبة هذه الأسر التي تقيم في سوريا في الحياة: وهذا ما نأمل أن نحقّقه من خلال تقديم المساعدة في هذه السنوات.

ويخبر الرهبان والراهبات من دير مار موسى في رسالة عيد الميلاد، عن قصة الأب باولو دالوليو: "لا يزال مصير أخينا والأب المؤسس مجهولاً. نضاعف صلواتنا لله من أجله ولمصير الآلاف الذين اختفوا في الحرب السورية وما زالت عائلاتهم تجهل مصيرهم".