موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٧ أغسطس / آب ٢٠١٨
على متن طائرة العودة إلى روما، البابا: لا ضرورة للردّ على بيان فيغانو

دبلن - أ ف ب :

اعتبر البابا فرنسيس الأحد أنه لا ضرورة للردّ على الاتهام الذي وجّهه إليه سفير الكرسي الرسولي السابق في واشنطن المطران كارلو ماريا فيغانو، ومفاده أن الحبر الأعظم تستّر على تجاوزات ارتكبها الكاردينال الأميركي تيودور ماكاريك الذي اتُّهم علانية في تموز الفائت بالاعتداء جنسيًا على إكليريكيين وكهنة شبان.

وقال البابا للصحافيين على متن الطائرة التي عادت به إلى روما بعد زيارة الى ايرلندا "لن أنبس ببنت شفة بشأن هذا الأمر. اعتقد ان البيان يتحدث عن نفسه". وأضاف للصحافيين "لقد قرأت صباح اليوم بيان فيغانو. اقرأوا البيان بعناية وأحكموا عليه بأنفسكم". وتابع "لديكم القدرة الصحافية الكافية للتوصل الى استنتاجات. هذا عمل ثقة. عندما يمر بعض الوقت وتكون لديكم الاستنتاجات عندها ربما اتكلم عنه ولكن أودّ من نضجكم المهني أن يقوم بهذا العمل".

والبيان الذي تحدّث عنه البابا فرنسيس هو رسالة مفتوحة نشرها في نهاية هذا الأسبوع الأسقف كارلو ماريا فيغانو، واتّهم فيها البابا الارجنتيني بأنّه ألغى عقوبات فرضها سلفه البابا بندكتس السادس عشر على ماكاريك وبأنه تستّر على إفادات لأفراد من داخل الكنيسة يؤكدون فيها أن الكاردينال الاميركي مثليّ جنسيًا وأنه اعتدى جنسيًا على إكليريكيين وكهنة شبان.

وفي رسالته المفتوحة التي نشرت في العديد من المواقع الإلكترونية، ومنها الكاثوليكية، قال المطران فيغانو إن "الفساد بلغ قمة الهرمية الكنسية"، مطالبًا باستقالة البابا فرنسيس. ويشير فيغانو (77 عامًا) الذي كان سفيرًا للكرسي الرسولي في واشنطن بين 2011 و2016، أن البابا السابق بندكتس السادس عشر فرض عقوبات قانونية على الكاردينال ماكاريك أواخر العقد الفائت، وتعيّن على الأخير مغادرة المعهد الإكليريكي حيث يقيم فيه، وتجنّب أي اتصال بالناس والانصراف إلى حياة توبة.

وقد تقرر هذا الإبعاد عن الحياة العامة بعد سنوات على تقارير لسفيرين سابقين للفاتيكان في واشنطن، تحدثا فيها عن "سلوك غير أخلاقي بشكل خطير مع إكليريكيين وكهنة". وبعدما أصبح سفيرًا في واشنطن، قال المونسنيور فيغانو أنه كتب في 2006 أول مذكرة حول ماكاريك إلى رئيسه في روما، مقترحًا فيها إخضاعه حتى "لعلاج طبي".

ويشير فيغانو أن البابا فرنسيس طرح عليه أسئلة بعدما تسلم مهامه، في حزيران 2013، حول شخصية ماكاريك. وأضاف في رسالته أن البابا الارجنتيني كان يفضّل تجاهل تحذيراته، وألغى العقوبات التي أقرّها سلفه، معتبرًا الحبر الأميركي مستشارًا في اختيار الكرادلة. كما يتهم الدبلوماسي الفاتيكاني السابق، والمتقاعد حاليًا، في رسالته، أيضًا بالإسم عددًا كبيرًا من كبار المسؤولين في الفاتيكان، منهم المسؤول الثاني الكاردينال بيترو بارولين، بانهم التزموا الصمت عن سلوك ماكاريك.

وفي تموز وافق البابا فرنسيس على استقالة الكاردينال ماكاريك (88 عامًا) من مجمع الكرادلة.