موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الجمعة، ٢٢ مايو / أيار ٢٠١٥
عرسٌ فلسطيني في روما

د. جمال سلسع :

حضور فلسطينيٌّ مذهل وفريد في ساحات روما، قد ترسَّخ في ضمير العالم، ودمعة فلسطينية حاملة شمسها فوق تاريخها، وهي تجول بعلمها طالبة حقها، قد حضنها العالم، وحضن معها الأعلام الفلسطينية التي تعانق السماء و تزداد تالقا وتأكيدا واصرارا وهي تلوح في افق الضمير الإنساني، فرأت كل أقاصي الأرض العرس الفلسطيني في روما، والبابا يضم الى صدره القضية الفلسطينية، بكل معاناتها وجوارحها وحقها وارضها، عندما ضم الرئيس محمود عباس الى صدره بحرارة الشمس، ونقاء السماء وصلابة الحق، خاصة وان هذا العناق وذاك الضم وتلك المبادرة، جاءت في ذكرى النكبة، نكبة فلسطين، قارعة خزان العالم "لقد حان السلام في فلسطين، لقد حان الوقت ليقول العالم وبكل صلابة كفى للإحتلال وللإستيطان والمعتقلات والسجون، لقد حان الوقت لإنتصار الإنسانية والحق والتاريخ". وهذه الوقفة البابوية هي حشد للضمير العالمي ضد الإستعمار، وصوت تاريخي صارخ أمام العنجهية الإسرائيلية، وتقدير لنضال شعبنا، بقدسيه ومبدعيه ومناضليه وشهدائه.

فجبال فلسطين تجدد وجهها بالربيع ونهر طبريا ينشد النشيد الوطني الفلسطيني، والناصرة تغني لهذا الفرح العظيم، والكرمل تصفق طربا، وجبال عيبال تكحل عيونها بالصباح والقدس تستفيق على تطويب الراهبتين الفلسطينيتين كتكريم لنضال شعبنا العظيم، وكفاحه من أجل حريته واستقلاله، إذ أن هذا التطويب يعد لونا من الوان نضال شعبنا في مقاومة النسيان والإذلال والعبودية الصهيونية.

وعندما يقول قداسة البابا عن رئيس دولة فلسطين بأنه "ملاك السلام" فهي دلالة واضحة على صرخة الضمير الإنساني أمام الجلاد والمغتصب والمستهتر بكل القيم والمواثيق القانونية والإنسانية، كما استهتر بالسيد المسيح عليه السلام وقام بجلده وتعذيبه وصلبه فوق جلجلة الآلام.

إنه عرسنا الوطني ايضا داخل سفارة فلسطين في روما، التي يتعامل البابا معها منذ البداية ممثلة لدولة فلسطين ، وقد أكد في وقفته التاريخية هذا الموقف مجدد حق شعبنا بدولته وقدسه ومقدساته.