موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٠ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٣
عانق الهلال والصليب.. من تراثنا ومنهما قوتنا

انطون سابيلا - استراليا :

في أيار من هذا العام أصدرت هيئة البريد الاسترالية طابعاً بريدياً احياءً لذكرى معركة بئر السبع التي وقعت في الواحد والثلاثين من تشرين الأول عام 1917 والمعروفة تاريخياً بالمعركة الثالثة من أجل احتلال غزة. والطابع يظهر جندي استرالي من الخيالة وكتب عليه: بئر السبع، اسرائيل. واذا كانت اسرائيل موجودة عام 1917 لأعلنت انني كنت في استراليا قبل ولادتي.

وكالعادة فقد انطلقت اصوات تطالب بالتعديل لكن سرعان ما هدأت قرب نار المشاوي.

وفي فلسطين هذه الأيام اصدار لطابع جديد هز وجود الصليب عليه مضاجع القائمين على اصداره بمناسية مئوية الكشاف الفلسطيني فقاموا بحركة بهلوانية بحجب الصليب واستبدلوه بغصن زيتون حتى لا يتهمهم احد بأنهم معتدلين في زمن التطرف وإستثناء الآخر.

ولكن الزيتون هو الزيتون والصليب هو الصليب وكما أن الهلال هو الهلال. وكم من هلال ارتفع على مأذنة بدعم المسيحيين وكم من صليب وقف شامخا على كنيسة بدعم من المسلمين. والتاريخين القديم والحديث شاهدان على ذلك.

لقد تعلمنا في بيوتنا منذ الصغر ان الانسان يستطيع ان يهاجم وينتقد ويعاتب من يشاء إلا الرموز فإنها تمثل عقيدة الانسان التي يعيش ويموت من اجلها. وتربينا في الشرق العربي على ان اهم رمز بعد رموزنا الدينية هو تعانق الهلال والصليب كشاهد على الاخوة والوحدة الوطنية ومن تعانقهما نستمد قوتنا.

كم شهيد طاهر سقط على ثرى فلسطين وفي عنقه صليب وكم شهيد سقط وهو مشتاق الى الهلال.

إن الهلال والصليب هما من تراثنا وهما فخرنا ومصدر قوتنا واذا بدأنا بالتنكر لتراثنا فهذا يعني اننا فقدنا هويتنا واصالتنا. ليس الوقت متأخراً لتصحيح خطأ ربما لم يكن مقصودا، وعلى الاقل اكراما لكل هؤلاء الشهداء والاسرى الذين إمتشقوا ويمتشقون الهلال والصليب في قلوبهم