موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
حوار أديان
نشر الثلاثاء، ١٩ فبراير / شباط ٢٠١٩
صور الأطفال.. منع النشر من حماية كرامة الانسان

عمان – بترا :

تنشرُ منظمةُ دولية معنية بالطفولة صوًرا لأطفال في أحوال متعددة، في حين تُنتقد وسائلُ الإعلام عند نشر مثل هذه الصور، ما يفتح جدلية تنبش سؤال الأسباب والدوافع التي تجيز النشر وعدم النشر لصور الأطفال.

على صفحة منظمة الامم المتحدة للطفولة اليونسيف في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وأمام أكثر من 7 ملايين متابع، تنتشر صور أطفال في أوضاع متعددة، هذه الأوضاع نفسها تمنع المواثيق الأخلاقية والقانونية نشرها الا بمحاذير محددة جدا.

عضو مجلس نقابة الصحافيين خالد القضاة يميّز بين نشر المنظمة للصور وأهدافها ووسائل الإعلام وما تنشره، وقال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن المنظمة غير ربحية ولها أهداف محددة مثل لفت النظر لمعاناة إنسانية وإبلاغ العالم بقضايا الانتهاكات ضد الناس. في وسائل الإعلام الأمر مختلف جدًا يضيف القضاة، فهي في الغالب ذات أهداف تجارية وجذب الآخرين للمشاهدة، مما يتسبب بضرر قد يكون نفسيا ومعنويا على صاحب الصورة خصوصا الأطفال، ومن هنا فإن معايير نشر الصور في وسائل الإعلام مختلف جدًا عن المنظمة الدولية المختصة بالطفولة.

لينا الكرد من المكتب الاقليمي لمنظمة اليونسيف في الأردن، قالت لـ (بترا) إن هناك قواعد تحكم التعامل مع صور الأطفال ومقابلتهم وأنها متاحة على موقع المنظمة ولا يمكن تجاوزها. ومن بين شروط نشر صور الأطفال بحسب المنظمة، عدم نشر قصة أو صورة قد تعرض الطفل، أو أخوته أو أقرانه للخطر، حتى عندما يتم تغيير هوياتهم أو حجبها أو عدم استخدامها. وتطلب المنظمة حسب مبادئها، الحصول على إذن من الطفل وولي أمره في كل المقابلات، وتصوير الفيديو، والحصول على صور وثائقية، وأن يكون هذا الإذن كتابيًا. مرصد "أكيد" وهو أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني، وأسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، هو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة ومن بينها نشر صور الأطفال.

يقول مديره السابق أسامة الرواجفة إن نشر صور الأطفال له معايير محددة في وسائل الإعلام، وأن كل ما يقوم به أكيد مستمد من مواثيق إعلامية دولية اخلاقية وقانونية. الرواجفة يؤكد ان تنبيه وسائل الإعلام وغيرها من وسائل النشر العلنية كصفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي يزيد عدد متابعيها عن 5 الاف متابع الى معايير نشر صور الاطفال وهم في حالات ضعف او نزاع مع القانون، حتى لا يكونوا أدوات في مزيد من الاذى لهم. المرصد بحسب الرواجفة، طور مجموعة من المعايير القابلة للقياس الكيفي والكمي؛ لتتبع ورصد احوال مصداقية الإعلام الأردني، بالاستناد الى المعايير المهنية والاخلاقية التي طورتها الخبرات العالمية والممارسات الفضلى في مؤسسات الصحافة والإعلام العريقة، مع الأخذ بعين الاعتبار السياق الثقافي المحلي. ولفت إلى أن هذه المعايير ليست جامدة، وإنما خاضعة دوما للتطوير والتعديل والتوسع، وفقا للتجربة ولمقتضى الحال، وكذلك للتغذية الراجعة من المتابعين والمهتمين جمهورا وصحافيين وخبراء، بروح منفتحة وايجابية.

وأصدر مرصد أكيد تقارير متعددة نشرتها وسائل إعلام متنوعة ترصد نشر صور الاطفال وهم في حالات ضعف، ويحث هذه الوسائل على الابتعاد عن استغلال صور الأطفال لزيادة المتابعين.