موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٩ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٦
صليب كاتدائية مار جرجس يزين وسط بيروت ويشمخ على ارتفاع 72 متراً

بيروت – أبونا ووكالات :

على خط الأفق الذي يتطور بشكل سريع في بيروت، يرتفع برج جرس كنيسة شيّد حديثًا إلى جوار مآذن لمسجد من معالم المدينة، في مشهد يرمز إلى لبنان الرسالة والعيش المشترك. وتعد الكنيسة والمسجد من المعالم البارزة في وسط بيروت الذي مازال يعاد بناؤه بعد الحرب الأهلية، ويقعان بالقرب من الخط الأمامي الذي فصل بين شرق بيروت المسيحي وغربها المسلم أثناء الحرب.

وقد أصبح برج كاتدرائية مار جرجس المارونية، التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر، الأعلى في بيروت ويبلغ ارتفاعه 72 مترًا، ليحاذي المآذن الأربع لمسجد محمد الأمين ذات الارتفاع نفسه، والتي كانت تزين وحدها خط الأفق في بيروت منذ تشييد المسجد قبل أكثر من عشر سنوات. ويعلو صليب ضخم يضاء ليلاً برج الكنيسة، الذي افتتح في مطلع الأسبوع بعد أن استغرق تشييده عشر سنوات.

وخلال القداس الذي ترأسه لمباركة قبة برج الكاتدرائية وإضاءة الصليب المقدس، قال رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر: "يطيب لنا في هذا المساء أن نزف إليكم بشرى رفع الصليب المقدس وإنارته فوق القبة الجديدة لهذه الكاتدرائية الحبيبة. إنه صليب الرحمة الإلهية المتجلية بأبهى حلة يمكن أن يتصورها بشر".

وأضاف: "لقد رفعت هذه الكنيسة بإذن الله منذ مئة واثنتين وعشرين سنة وهي صورة مصغرة كما قال بانيها عن بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما. لكن كنيسة روما قد حملت قبة عالية فوق سطحها منذ البداية. أما كنيستنا فلم يقم لها المطران المؤسس قبتها المعهودة. فقمنا بها بعد قرن ونيف من الزمن في مناسبة ترميم الكنيسة ونزع آثار الحرب التي أصابتها على خطوط التماس".

تابع الأسقف الماروني: "وضعنا نصب أعيننا في هذا العمل الجميل لبنان الرسالة والعيش المشترك بيننا وبين أخواننا الأعزاء الذين يؤمنون إيمانًا راسخًا بالله الرحمن الرحيم. ورغبنا في أن تتعانق رموزنا الدينية في بيروت كما في كل لبنان. وقد وفقنا الله في ذلك له المجد أبد الدهور. فارتفع صليب جديد في سماء المدينة على مقربة من المنائر الجميلة الأربعة وبشكل متناسق معها".

وقال: "سنضيء الصليب ليكون معلم هداية للمسافرين على دروب الحياة. فالصليب الذي تقدس بارتفاع المسيح عليه، قد صار لنا جسر عبور من الموت إلى القيامة والحياة. وهو في الانفتاح الأفقي لذراعيه يوجه الدعوة إلى أبناء الأرض جميعًا ليتوحدوا بالحب لأنهم خليقة واحدة لرب واحد وهو الذي في السماء. وفي اتجاهه العمودي يرمز إلى العلاقة المتصلة بين الأرض والسماء".

وختم المطران مطر عظته بالقول: "لنرفع أنظارنا معًا إلى العلاء، كما تدعونا شعائرنا المرفوعة في سماء عاصمتنا، ولنسع في إثر السلام في لبنان والمنطقة، فنرتفع فوق قاماتنا ونتحول بنعمته تعالى إلى رسل رحمة ومحبة وعدل ينالون بأعمالهم مرضاة ربهم ويسكب عليهم من حيث رفعوا إليه أبصارهم فيضا سخيا من نعمه وبركاته".