موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
صلوات الأنفس المطهرية في الكنائس الكاثوليكية بمصر

ناجح سمعـان :

"الراحة الابدية اعطهم يا رب.. ونورك الأبدي فليشرق عليهم"، دعاء حار يردده أبناء الكنيسة الكاثوليكية بمصر على مدار شهر نوفمبر من كل عام للصلاة من أجل راحة الأنفس المطهرية، حتى يهبهم الرب برحمته أفراح السعادة الابدية في السماء.

وللصلاة من أجل الموتى الراقدين موقع فريد في طقوس الكنائس الكاثوليكية شرقًا وغربًا، فضلاً عما يحمله الوجدان الإنساني الجمعي للمصلين من مشاعر الوفاء والحب للراحلين من الأهل والأصدقاء الذين ترفع الصلوات من أجلهم.

من الصلوات التقوية المنتشرة في الكنائس الكاثوليكية بمصر صلاة "مسبحة الأنفس المطهرية" والتي تبدأ بصلاة افتتاحية من المزمور (129) "من الأعماق صرخت اليك يا رب"، ثم يتلى المصلي أربعة أبيات للتأمل في الحالة الروحية التي تكون عليها الأنفس المطهرية وشوقها إلى الاتحاد الكامل بالله في السماء. وبعد كل بيت يردد المصلون مرة الصلاة الربانية وعشر مرات السلام الملائكي ثم الختام بالمجد للثالثوث الاقدس.

وغالبًا ما تنظم الكنائس التي تقيم هذه العبادة التقوية العظات الروحية أو التأملات الإنجيلية عقب تلاوة الأبيات الأربعة للمسبحة ثم تختتم الصلاة بطلبة إلى العذراء مريم، وفي كل شطر منها يردد المصلي الدعاء "يا أمنا مريم.. ساعدي الانفس المطهرية".

إلى جانب الصلوات الطقسية والعبادات التقوية تقوم بعض الأنشطة الكنسية والأخويات الروحية بالاهتمام بنوع خاص بتذكار الانفس المطهرية من اعضائها والصلاة كذلك من اجل كل ابناء الرعية المنتقلين لاسيما في اليوم الثاني من نوفمبر تزامنًا مع الاحتفال بعيد جميع الموتى.

عن نص عقيدة المطهر جاء في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ما يلي: "الذين يموتون في نعمة الله وصداقته، ولم يتطهروا بعد تطهيراً كاملاً، وان كانوا على ثقة من خلاصهم الابدي، يخضعون من بعد موتهم لتطهير، يحصلون به على القداسة الضرورية لدخول فرح السماء". وفي شرحه لمعنى عقيدة المطهر يقول الاب ملاك وهبه فرج في كتابه القيم "محبة الله المطهرة" ما يلي: "إن المطهر هو حالة تعويض، هذا التعويض يؤدي إلى تطهير النفس تطهيراً كاملاً، ينقلها إلى القداسة والحياة مع الله إلى الابد، ويشترك المؤمنون في مساعدة الانسان الذي بدأ حالة التطهير بتقديم الصلوات والصدقات لله حتى يشترك في السعادة الابدية، ومن هنا نفهم أهمية الصلاة من أجل المنتقل سواء في الجنازات أو القداسات، وما يصنعه اهل المنتقل من صدقات".

ويضيف الاب ملاك وهبه قائلاً: "في كل الديانات نجد أن موضوع التطهير هو حالة لا بد منها. الإنسان في كل مراحل حياته يريد أن يتطهر. وكل ديانة لها مفهومها الخاص عن التطهير، سواء كان تطهيرًا ظاهريًا أو داخليًا. وهدف التطهير عند كل الناس بمختلف معتقداتهم هو التقرب من الإله الذي يعبدوه لينالوا رضاه".

وعن معنى التطهير في المسيحية يكتب الأب وهبه: "في المسيحية أعلن لنا الوحي الإلهي في الكتاب المقدس أن دعوة الله للانسان هي أن نكون قديسين كما هو قدوس. ولكي تتحقق هذه الدعوة، ولكي يتم الاتحاد الكامل بين الخالق والمخلوق، بين المحدود واللامحدود، بين الكامل والناقص، وجب التطهير. لذا نتكلم عن طبيعة المطهر انطلاقًا من طبيعة الله الخالق، وطبيعة الإنسان المخلوق، وكيف يتم الاتحاد بينهما وتتحقق دعوة الله وهدفه للإنسان، وينال الانسان رغبته الحقيقية وهي السعادة الكاملة مع الله".