موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٢٩ أغسطس / آب ٢٠١٤
صرخة من عنكاوا، عبر موقع أبونا ، ثلاثة أسابيع.. يستمر الصمت وتزداد المعاناة

عنكاوا - ستيفان شاني :

كان لمسلسل تهجير المسيحيين وتفريغ العراق منهم حلقة أخرى لتكتمل الحكاية، وهذه المرة بطل المسلسل كان تنظيم دولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). فبعدما سقطت مدينة الموصل، تم تهجير المسيحيين منها قسراً، وأصبح سهل نينوى الملاذ الآمن لمن هجر، ومجموعة قليلة فكرت بالهجرة فهاجرت، لكن كان لدى معظم الناس بصيص من الأمل في العودة.

وسرعان ما تطورت الأمور وسقط السهل كله بيد دولة "الخلافة الإسلامية" مما أدى إلى تهجير قرابة مائة وخمسون ألف مسيحي إلى كوردستان العراق، فأصبحنا أمام فاجعة كبيرة وكارثة إنسانية سوف يبقى يتذكرها التاريخ ويتحدث عن قسوة إبادة الناس بعد أن كانوا يسكنون القصور أصبحوا يفترشون الأرصفة.

بعد أن كنا ننتظر حلاً خلال أيام، الآن نحن أمام ثلاثة أسابيع، لم يتبقى لهذا الشعب أي أمل بالعودة، ويتعجب الناس من هذا الصمت القاتل من قبل الجميع، عدا كوردستان التي فتحت أبوابها وتقدم كل ما تستطيع أن تقدمه، بالرغم من الظروف التي تمر بها من حربها مع داعش وتحديات قطع الرواتب من قبل الحكومة المركزية وأمور أخرى.

لكن السؤال أين هي الحكومة العراقية؟، وما تنتظر؟ أين البرلمان وأعضاء المكون المسيحي، فلم نسمع أي موقف واضح؟!. أحزابنا السياسية لا صوت يذكر لها، المجتمع الدولي يندد ويستنكر فقط، هل هذا هو الحل؟، نحن بحاجة إلى صرخة ليستيقظ العالم ويعرف بمأساتنا.

أرجع إلى الاحزاب: ومن يقول أنا أمثل هذا الشعب؟، ما هي خططكم؟، إلى من تقدمونها؟، ما هي الحلول؟، ومن من تطالبونها؟ أسئلة كثيرة وليس هنالك جواب للأسف، وما نتلمسه من أهلنا المهجرين ليس سوى حل واحد "الهجرة"، وأقولها علناً ويجب أن نقر بهذه الحقيقة. الآن عراق فارغ من المسيحيين وما تبقى مسألة وقت وترتيب الأمور للهجرة وليس هنالك أي شيء آخر، لأن المعاناة تزداد يوماً بعد يوم.

نحن أمام فصل الشتاء وعام دراسي جديد في كوردستان العراق، وأكثر المهجرين تأويهم المدارس وليس معلوماً ما هو مستقبلهم، والكل يتهرب من أسألتهم، ويلتزم الصمت. سوف نبقى نفقد من نحبهم واحداً بعد آخر بسبب الهجرة، واللقاء أصبح حلماً، والواقع نحن شعب منتشر في كل دول العالم ولربما سوف ندخل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بسبب كثرة الدولة التي سوف نهاجر إليها، وما من أحد تحمل مسؤولية هذا الشعب.