موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ١١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٨
صديقي كنز أيامي

جورج كركر :

لا تحلو حياتي دون ذلك الإنسان الذي يرافقني في كل خطواتي.. في لحظات الاخفاق والإنجاز.. في الفرح والحزن.

فهو الشخص الذي أستطيع أن أجعلهُ مَكمَنًا لكلِ أسراري، وهو الشخص الذي لا يخجل من إظهار ضعفه أمامي، فيكون معي على طبيعته دون تكلفٍ أو مجاملة أو إدعاء، فأجد راحتي عند الحديث اليه. وهو ذلك الذي يغفر لي زلاتي ويتغاضى عن أخطائي الصغيرة. ويردّ عني الإساءة في غيابي.

صديقي، أنت لا تقدر بثمنٍ، أحيانًا آتي إليك جارًا نفسي وبصحبتي الهموم، وبعد أن ألقاك أعود خفيفًا كأني لا أحمل إلا قلبك الذي يقف دائمًا معي، فأنت سندي وعوني، وابتسامتك مصدرًا لتفاؤلي، رُغم تَعبك وما تحملهُ من أثقال فإنك تسعد لسماعي.

صديقي، أنت لا تغيب كما تغيب الشمس بل تبقى حاضرًا متوهجًا في حياتي.. ولا تذوب كالثلج بل تبقى صامدًا قويًا بجانبي.. أجدك في وسط العواصف بحرًا هادئًا يسكنُ فيهِ الهدوء كما يسكن اللحن في قلب القيثارة.

أنت نعمةُ وهديةُ الباري إليّ في زمن المصالح، حتى حروف كلمة (صديق) تلمس في مواطن المشاعر الكثير: في حرف «ص» أجد فيك الصدق، وفي حرف «د» أجد الدم الواحد يجري في عروقي، وفي حرف «ي» أجد يدك ترشدني، وفي حرف «ق» قلبك لن يخذلني بل سأجد فيه مساحة ليستقبلني فيها في أي وقت.

فيا صديقي لا تَسر أمامي فربما لا استطيع اللحاق بك، ولا تمشِ خلفي فربما لا أجيدُ القيادة، ولكن إمشِ بجانبي وكن رفيق دربي الطويل.