موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٩ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٧
شهداء ومصابون في هجوم على كنيسة جنوب القاهرة

القاهرة - وكالات :

استشهد ثمانية أشخاص في هجوم نفذه مسلح على كنيسة ’مار مينا العجائب والبابا كيرلس السادس‘، في ضاحية حلوان، بجنوب القاهرة، صباح الجمعة، قبل أن يرديه شرطيون قتيلا، في اعتداء يأتي قبل تسعة أيام من احتفال أقباط مصر بعيد الميلاد.

وقال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن كنيسة الشهيد مار مينا تعرضت لاعتداء إرهابي بإطلاق أعيرة نارية تجاه الكنيسة، ما أسفر عن استشهاد شخص من القوة الأمنية المكلفة بتأمين الكنيسة، وستة من شعب الكنيسة، كما أشار إلى تعرض محل أجهزة منزلية بالمنطقة، يملكه شخص مسيحي، لاعتداء آخر ما أدى إلى استشهاد شخصين.

ويأتي هذا الاعتداء بعد أقل من تسعة أشهر على مقتل 45 شخصًا في اعتداءين استهدفا كنيستين في الإسكندرية وطنطا في شمال مصر، خلال قداس عيد الشعانين، في نيسان الفائت، وبعد شهرين على مقتل أكثر من 300 شخص في مذبحة مروعة استهدفت مسجدًا، في شمال سيناء، في نهاية تشرين الثاني الفائت.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة خالد مجاهد للتلفزيون الرسمي إن الاعتداء على الكنيسة الجمعة أوقع تسعة قتلى، إضافة الى المهاجم الذي اردته الشرطة قتيلاً، مشيرًا إلى أن هناك خمسة جرحى من بينهم شرطي. ومنذ كانون الأول الفائت، قتل أكثر من مئة شخص في اعتداءات استهدفت ثلاث كنائس وحافلة تقل أقباطًا في عدد من مدن البلاد، وتبنى تنظيم داعش هذه الاعتداءات متوعدًا بالمزيد.

وقالت وزارة الداخلية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك ان قوات الامن "تصدت لمجهول كان يستقل دراجة بخارية حاول اجتياز النطاق الامني الحارجي لكنيسة مار مينا وتمكنت من القبض عليه بعد اصابته". وأوضحت أن المهاجم قتل مواطنين اثنين بعد إطلاق النار في اتجاه مجل تجاري كانا يتواجدان بداخله قبل اقترابه من الكنيسة، ثم قتل سبعة أشخاص من بينهم شرطي.

وأكدت الوزارة في بيانها أن "الارهابي كان يستهدف اختراق النطاق الأمني من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير عبوة ناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين، إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حالا دون ذلك". وقد أغلقت الشرطة محيط منطقة الاعتداء فيما تجمع الناس في المكان.

عام صعب

وفرضت إجراءات أمنية مشددة خارج الكنائس في مصر في أعقاب الاعتداءين في نيسان الفائت على كنيستي الاسكندرية وطنطا. وتبنى تنظيم داعش الإسلامية الهجومين. بعدها بشهر، قتل 29 شخصًا في هجوم شنه مسلحون في 26 أيار الفائت على حافلة كانت تقل أقباطًا لزيارة دير في المنيا بوسط مصر، في اعتداء دام تبناه تنظيم داعش.

وفي كانون الأول 2016، قتل 29 شخصًا في تفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش أيضًا. وفي 26 تشرين الثاني الفائت، قتل 305 أشخاص بينهم 27 طفلا، في اعتداء على مسجد "الروضة"، في شمال سيناء، الذي مثل أسوأ اعتداء تشهده البلاد في تاريخها الحديث. وإثر هذا الهجوم الدامي، أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي الجيش بإعادة فرض الأمن في سيناء في غضون ثلاثة أشهر، مع استخدام "كل القوة الغاشمة" للقضاء على الإرهابيين.

ومنذ الاطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في تموز 2013، تشن الجماعات الجهادية هجمات شبه يومية على عناصر ومراكز أمن في شبه جزيرة سيناء، أسقطت مئات القتلى من الجنود والشرطيين. لكنها تحولت إلى المدنيين كأهداف سهلة. ويشن الجيش المصري حملة عسكرية واسعة في شمال سيناء للقضاء على الجهاديين.

ويأتي الهجوم على الكنيسة غداة مقتل ستة جنود مصريين بينهم ضابط في انفجار عبوة بآليتهم اثناء عملية للجيش في شمال سيناء. والأسبوع الفائت، اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم بصاروخ على مروحية تابعة للجيش في مطار العريش بشمال سيناء اثناء قيام وزيري الدفاع والداخلية بزيارة للمنطقة. ولم يصب اي من الوزيرين بأذى ولكن ضابط جيش من العاملين مع وزير الدفاع وقائد المروحية قتلا جراء الهجوم.