موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢١ ابريل / نيسان ٢٠١٩
سلسلة تفجيرات تضرب سريلانكا مستهدفة كنائس وفنادق

أ ف ب :

قتلى على الأقل في اعتداءات استهدفت كنائس وفنادق في أحد الفصح في سريلانكا

أ ف ب

قتل 207 أشخاص على الأقل وجرح أكثر من 450 آخرين، بينهم 35 أجنبيًا، الأحد، في ثمانية اعتداءات استهدفت فنادق فخمة وكنائس حيث اقيمت قداديس بمناسبة عيد الفصح في سريلانكا، ما أثار إدانات شتى في العالم.

وقال الناطق باسم الشرطة أن هذه الحصيلة تأخذ في الاعتبار ضحايا الانفجارات الثمانية التي وقعت في الجزيرة. واضاف "لا يمكن أن نؤكد أنها هجمات انتحارية"، موضحا أن ثلاثة أشخاص أوقفوا. وأعلنت السلطات السريلانكية منعًا للتجول فورًا وتعطيل شبكات التواصل الاجتماعي لمنع نشر "أنباء غير صحيحة وكاذبة" بعد التفجيرات.

وهذه الاعتداءات التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها حتى الآن، هي الأعنف منذ في البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عشر سنوات. وفي تسجيل فيديو في واحدة من الكنائس التي استهدفت، يظهر العديد من الجثث بينما يغطي الأرض حطام وبقع دماء. وأدى الانفجار إلى انهيار أجزاء من السقف.

ووقعت ثمانية انفجارات في هذه الجزيرة التي تعد وجهة مهمة للسياح الأجانب، ستة منها في الصباح وانفجاران بعد الظهر. ودان رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينغه "الهجمات الجبانة" ودعا البلاد إلى "الوحدة". ودعا اسقف كولومبو من جهته، إلى معاقبة المسؤولين عن الهجمات "بلا شفقة".

وقال أسقف كولومبو مالكولم رانجيت "اريد أن اطلب من الحكومة أن تجري تحقيقًا متينًا وموضوعيًا لتحديد من هو المسؤول عن هذا العمل ومعاقبتهم بلا شفقة، لأن الحيوانات فقط يمكن أن تتصرف بهذا الشكل".

وعبّر البابا فرنسيس عن حزنه بعد الاعتداءات، مؤكدًا أنه "قريب من كل ضحايا هذا العنف الوحشي". وقال في رسالة إلى الحشود بعد كلمته إلى المدينة والعالم "علمت بحزن بهذه الاعتداءات الخطيرة التي حملت اليوم بالتحديد، يوم عيد الفصح، الحزن والألم إلى الكثير من الكنائس وأماكن التجمعات في سريلانكا". وأضاف "أريد أن أعبر عن قريب وتعاطفي مع المسيحيين الذين اصيبوا بينما كانوا يتأملون ويصلون، وكل ضحايا مثل هذا العنف الوحشي".

وتضم سريلانكا ذات الغالبية البوذية أقلية كاثوليكية من 1,2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة. ويشكل البوذيون 70 بالمئة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12% من الهندوس و10% من المسلمين و7% من المسيحيين. ويعتبر الكاثوليك بمثابة قوة موحدة في هذا البلد إذ يتوزعون بين التاميل والغالبية السنهالية.

غير أن بعض المسيحيين يواجهون عداء لدعمهم تحقيقات خارجية حول الجرائم التي ارتكبها الجيش السريلانكي بحق التاميل خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009. وأوقع النزاع الذي استمر بين 1972 و2009 ما بين 80 ألف قتيل ومئة ألف بحسب الأمم المتحدة.

وبعد عقدين على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للجزيرة، قام البابا فرنسيس بزيارتها في كانون الثاني 2015 وأحيا فيها قداسًا حضره مليون شخص تجمعوا في كولومبو. واعتبرت الشرطة التي أوردت عدد المليون آنذاك، أنه أكبر حشد خلال حدث علني. وشدد البابا في عظته آنذاك على حرية المعتقد من دون قيود في بلد عانى من توترات اثنية ودينية.