موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٣ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦
سبع صنايع، والبخت ضايع

منال الفانك :

ترى، من ذلك البطل أو تلك الخارقة ممن (سَبَّع) الكارات يخطر على البال ليُكتب عنه؟

وهل تلك الشخصية الجبارة حقيقية،أم هي من نسج الخيال؟

أهي المرأة المستضعفة؟ أم هي الرجل ذو الجبروت الشرقي المزعوم؟

تلك الشخصية، في الواقع قد تمارس لغاية العشر مهن والوظائف في ذات اليوم، وقد تحتاج لساعات إضافية لإنهاء متطلبات دورة حياتها اليومية! لن نتحزر، ولن نخمّن، إنما دعونا في محاولة بسيطة، إحصاء ما تنجزه،

أول الكارات: هي منبه البيت اليقظ الذي لا يخلف ميعاد التنبيه لأي فرد، ولصوتها يطرب الناعس النائم، هي شمس البيت الذي بدونها لا نور فيه، هي (الأم) وأمومتها،

ثاني الكارات الثقيلة، هي (الموظفة) أو (ربة البيت) على حد سواء، فكلا الحالتين تستنزفان منها طاقتها (المتجددة) لغاية منتصف النهار كحدٍ أدنى، فالحياة تتطلب منها كما زوجها، العمل والتعب، إذن لهنا هي (الأم الموظفة)،

أما الوردية الثالثة، تراها في المطبخ (الطاهية) الذواقة، لإرضاء جميع الاذواق، وقد يتبع الطبخ، تحلية أيضا!

وصولا، لخامس (الصنايع)، وهي الأكثر جدية، تراها (معلمة) لجميع المواد ولكافة المراحل، بدءًا من الاساسي وانتهاء بالثانوي إن استدعى الأمر، تراها جالسة والارهاق ينال منها، تجمع وتطرح، وأحيانا (تضرب) لمن استحق!

وداخل العائلة، هناك من يمرض، فمن تراه المسعف المدرب ومن الطراز الاول غيرها؟ تجدها الطبيبة التي تشخص الحالات البسيطة، وتصف ايضا العلاجات المنزلية ريثما يحضر الزوج الدواء، لتمارس بعدها دور الممرضة الملتزمة بالمواعيد والجرعات، والمتابعة الدورية الحثيثة، وبأعصاب من حديد مقوى! تسمع كل بضع ساعات ذات السؤال (أعطيتيه الدوا؟)

وها قد أرخى الليل سدوله، وعليها ان تكون الزوجة (الجميلة) لإرضاء الشريك!

فيا لها من حياة أيام مريحة تقضيها تلك الخارقة حاملة اللقب، لا بل الألقاب، ولا تنتظر عليها لا مقابل ولا أوسمة أو مداليات، فتلك واجبات وهي تعي ذلك، إنما دائما هناك أرفع وسام يمكنه ان ينسيها يومها (الجميل)، أعرفتهم ما هو؟

هو كلمة شكر وتقدير، هو ابتسامة امتنان،

ليس مكلفاً، لكن إن قُدّم بالحب فهو لا يقدر بثمن،

هذه مقتطفات من يوم المرأة الام، الموظفة، المعلمة، المربية، والزوجة.. وإمكانكم متابعة العد،

وعذرا منك ايتها الخشونة الشرقية اليوم وكل يوم،

امنياتي لكم أصدقائي بطالعٍ سعيد و(بخت) أسعد في يوم الاجازة وكل يوم،