موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٥ يونيو / حزيران ٢٠١٣
زيارة البطريرك يوحنا العاشر الى اسطنبول

نورسات - اسطنبول :

في زيارة سلامية تقليدية له ،هي الاولى بعد تنصيبه بطريركا على انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس التقى البطريرك يوحنا العاشر في اسطنبول البطريرك المسكوني برثلماوس، الاول في ترتيبه بين متساوين. لتليه زيارات اخرى لرؤساء الكنائس الارثوذكسية المحلية بحسب التقليد المتبع والترتيب بين الكراسي الارثوذكسية.

ابتدأت زيارته يوم السبت 1 حزيران 2013 من لبنان مع وفده المرافق والذي يضم كل من سيادة الميتروبوليت الياس كفوري مطران صور وصيدا ومرجعيون، المتروبوليت سابا اسبر مطران بصرى حوران جبل العرب والجولان، الاساقفة افرام معلولي مدير مكتب البطريركية والارشمندريت سلوان اونر، قدس الاب ميشال نجم، الشماس جيراسيموس قباس، الشماس بورفيريوس جورجي، الوزير السابق الدكتور ايلي سالم ، رئيس جامعة البلمند السادة جورج بشواتي وريمون رزق ،كارول سابا وتاكي لوقا.

كانت محطته الاولى في البطريركية المسكونية في الفنار في اسطنبول حيث استقبل بحفاوة كبيرة ضمت حشود من اساقفة، مطارنة ولفيف من رؤساء الكهنة، كهنة ومؤمنين. بعد الاستقبال ترأس غبطته صلاة الشكر في كاتدرائية القديس جاورجيوس ثم انتقل والوفد المرافق الى صالة العرش في مقر البطريركية المسكونية حيث استقبله حسب التقليد المتبع قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس محاطا بالسادة المطارنة اعضاء المجمع المقدس المسكوني ورؤساء الكهنة التابعين للبطريركية المسكونية وعدد كبير من المؤمنين الارثوذكس.

هناك تم تبادل لخطابات الترحيب وانطلق الوفدان الى جزيرة خالكي لزيارة دير الثالوث الاقدس ومعهد اللاهوت الارثوذكسي التابع للبطريركية المسكونية حيث استقبلهم رئيس الدير وعميد معهد خالكي سيادة المطران البروفيسور ميتروبوليت بورسا بكلة ترحيبية . تلتها تمنيات البطريرك يوحنا العاشر في كلمته بان يفتح هذا المعهد المتميز ابوابه من جديد ويتحقق التعاون المرجو مع معهد البلمند معيدا بذلك تاريخه المعروف وكانت الكلمة الختامية لقداسةالبطريرك برثلماوس ليتلو الكلمات الترحيبية مائدة محبة في الجزيرة ترحيبا بالبطريرك يوحنا العاشر يازجي.

اما مساء اليوم الاول فاقام البطريرك المسكوني عشاءا في دارته في اسطنبول.

القداس الالهي الذي اقامه البطريركان في كاتدرائية القديس جاورجيوس في مقر البطريركية في اسطنبول، كان افتتاحية لليوم الثاني للبطريرك يوحنا في زيارته السلامية للبطرك المسكوني. وبالمناسبة تبادل البطريركان الكلمات خلال القداس مؤكدين على تثبيت الشراكة والتعاون بين الكنيستين منوهان عن العلاقات التاريخية التي تجمع منذ فجر المسيحية الكرسي الانطاكي بالكرسي المسكوني القسطنطيني.

وقد تطرق البطريرك يوحنا العاشر في كلمته عن اباء الكنيسة الانطاكية وما قدموه على صعيد حياة الكنيسة الجامعة من اشعاع لاهوتي وروحي. واشار الى دور الوساطة الذي لعبته الكنيسة الانطاكية لتثبيت الوحدة والسلام والتسامح. مؤكدا على اهمية الحوار والتعاوان لتعيش الكنيسة الارثوذكسية حسب روح الانجيل وليس بما يفرضه عالم اليوم.

واستبق البطريرك يوحنا بالاشارة الى انعقاد المجمع المقدس الكبير بين كافة الكنائس الارثوذكسية المستقلة مطالبا الا يقتصر جدول مداولاته على طرح موضوع العلاقات مع غير الكنائس الارثوذكسية والعالم او قضايا تتعلق بالسلطة والمراكز الكنسية. قائلا: "ان العالم ينتظر من الكنيسة الارثوذكسية قولا نبويا يساهم في اعادة المعنى لوجوده".

وحذر من تفاقم الفكر العرقي في الكنيسة الذي يتناقض مع ايماننا. واشار الى ضرورة توطيد العلاقات مع المسلمين وتثبيت فكر التعايش ملقيا الضوء على الازمة السورية ومحاربة التطرف. وناشد من جديد الجميع مع المجتمع الدولي لاطلاق سراح مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم الذي تم اختطافهم منذ 22 نيسان 2013.

اما في المساء فقد تمت محادثات اخوية بين البطريركين و الوفدين المرافقين لهما حيث تداولوا مواضيع عدة مشتركة بين الكنيستين وخاصة قضية قطر التي كان قد ذكرها في كلمته في القداس، والتجاوزات التي حصلت فيها من قبل الكرسي الاورشليمي وادعائه بالولاية القانونية الكنسية على قطر ومنطقة الخليج العربي داعيا البطريرك المسكوني لحل هذا الخلاف مشيرا الى اهمية خلق علاقات ودية وتعاون في ظل هذه الفترة العصيبة والمفصلية التي تعصف بالمنطقة.