موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ٢٤ فبراير / شباط ٢٠١٥
رلى السماعين تكتب: "لا للخوف... بل نعم للقوة"

رلى سماعين :

فتح الربيع العربي ابواب جهنم على مصراعيها في منطقتنا، وتبدّد الأمل المصاحب له في حدوث تغيرات جذرية إيجابية في بعض الانظمة العربية وحلت الفوضى مكانه. فما كان مستحيلا أصبح واقعاً، والذي كان مستقرا أصبح متزعزعاً، ولم تنحصر فقط في البلاد العربية بل تغلغل ليشمل نفوسنا كأفراد في هذه المجتمعات.

إن عدم الإستقرار السياسي في المنطقة صاحبه عدم إستقرار نفسي فردي. وظهرت عصابة هوليود والشر المنظم، داعش، لتنسف كل علوم المنطق، وعملت ما عملت من جرائم ضد الانسانية لا سابقة لها في تاريخنا الحديث.

نجحت هذه العصابة في صناعة أشرس أنواع الأفلام الواقعية وبثت الرعب في نفوس الجميع، جعلتنا نتكلم بكثرة عن الدين وندافع عنه، ونقول بان الإرهاب لا دين له. ولكن الحقيقة غير ذلك، فهناك دين للإرهاب وهو الكراهية وبعث الخوف.

المحبة هي الوسيلة البشرية للتواصل الحسن، وعكسها يكون عكس إرادة الله للبشرية. فسفك الدم وقتل الأرواح البريئة هي صفات الشيطان وأتباعه، ونحن عبيد الله وابناؤه بعيدون كل البعد عن هذا الفكر والفعل. فما تفعله داعش لا يتعدى أن يكون أعمالاً شيطانية فوضوية غير منطقية، جعلتنا نركز انظارنا نحو شرها كعدو وانستنا اعداءنا الحقيقيين من جهل وتخلف وفقر وما شابه.

عصابة داعش جبانة! لأنها استقوت على الضعفاء. أكثر من 10 رجال ذوو ارواح بشعة التفوا مسلحين حول بطلنا الشهيد معاذ كساسبة... وخطفوا واستقووا على واحد وعشرين عاملاً مصرياً مسالماً لاحول لهم ولا قوة.

عصابة داعش ضعيفة باسلحتها برغم الاساليب الجبانة التي تستخدمها لبث الرعب وتدمير للنفس البشرية، وبالمقابل نحن أقوياء بمواقفنا الصامدة وصلواتنا. وقد انعكس شر عصابة داعش على شعبنا ايجاباً، فصورة التلاحم الوطني والإلتفات حول القيادة الهاشمية قد تقوّت وكبرت بشكل لا تراجع عنه.

لا اراها تتوقف، بل شر عصابة داعش المترجم بالارهاب سيزيد لأنها هكذا هي علامات الأزمنة، وهي غير محصورة في منطقتنا فقط بل اصبحت نشاطاً شريراً مكثفاً ومنتشراً عالمياً.

ولكن، لا للخوف، فعندما تعم الفوضى وتصبح واقعاً يومياً، ليس لنا غيرك يا الله.

صحفية في الجوردن تايمز
تخصص حوار أديان والعيش المشترك
rulasamain@gmail.com