موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٩
رسالة الميلاد.. رسالة تواضع وسلام

القس حابس النعمات :

فيما نحتفل هذا الموسم بعيد ميلاد السيد المسيح لا بد من أن نوجه اهتمامنا إلى مغازي هذا الحدث الذي قلب التاريخ وترك لنا رمزاً لا يمكن أن ننساه.

فرغم الفرح والبهجة بالعيد وفي تبادل الهداية إلا أن صاحب العيد جاء إلى العالم في ولادة من عذراء نطوبها ونحترمها، وكان الميلاد في فلسطين القريبة لنا جغرافياً وفكرياً.

هذه الولادة المتواضعة تطلب منا جميعاً أن نضع كبرياءنا جانباً ونتذكر أن سيدنا المسيح تواضع ولا بد أن ننكسر أمام هذا المشهد المبارك، والذي يرمز لضرورة وضع أعيننا لرئيس إيماننا ومكمله الرب يسوع المسيح.

ففي الماضي القريب كان لنا كانجيليين أردنيين لقاء مهم مع سمو الأمير غازي بن محمد في قصر الحسينية يوم 12-12 والذي تركز على ضرورة حماية وتوطيد الوجود المسيحي في المشرق وخاصة في أردننا الحبيب وفلسطين المغتصبة.

لقد شاركنا سموه وبرفقته الدكتور بشر الحصاونة والدكتور كمال الناصر برغبة جلالة الملك بضرورة تسوية اوضاع ابناء الاردن الانجيليين في الحصول على كافة الاستحقاقات التي كفلها الدستور من مساوة دون تمييز. وقد نصحنا سموه باهمية توحيد الكنائس الانجيلية الخمس المنضوية تحت مظلة المجمع الانجيلي في كنيسة وطنية واحدة.

وقد قبلنا التوصية بصدر مفتوح وبدأنا حوارات خرجت عنها موافقة مبدئية من قبل هيئتنا الادارية في اجتماع استثنائي يوم 21-12 وتقرر صياغة خارطة طريق سيتم عرضها على كنائسنا وهيئتنا العامة للنقاش والمداولة. كما وقررنا تخصيص وقت للصلاة والتضرع لمولود الميلاد لكي تتكلل خطواتنا بمباركة الهيئة وتفسح الطريق امام الوحدة المنشودة والتي يرغب بها كافة المسيحيين.

في هذا الموسم المبارك لا بد من تأكيد على أننا نحن المسيحيون الإنجيليون في الأردن مواطنون وطنيون ملتزمون بالدستور والقانون ونقدم الولاء والاحترام لجلالة الملك وللعائلة الهاشمية كما نؤيد الوصاية الهاشمية للمقدسات المسيحية والإسلامية في القدس وقد طلبنا الرئيس ترمب بعدم نقل السفارة الأميركية إلى القدس وضرورة الاستماع لحكمة جلالة الملك عبد الله الثاني فيما يخص السلام في الشرق الأوسط. كما ونرفض وبشدة التحريف الجاري في بعض الأوساط المسيحية المسمى بالمسيحية الصهيونية والتي تحاول تبرير الاحتلال والظلم في فلسطين بتفسيرات مشوهة وغير صحيحة.

تم تشكيل مجمع الكنائس الإنجيلية عام 2006 بتشكيل وإعطاء المجمع الممثل لخمس طوائف إنجيلية مرجعية مؤسساتية منتخبة شفافة وواضحة المعالم. يشمل مجمعنا طائفة الكنيسة المعمدانية الأردنية، كنيسة جماعات الله الأردنية، الكنيسة الإنجيلية الحرة، طائفة كنيسة الناصري الإنجيلية، وكنيسة الاتحاد المسيحي. كل هذه الكنائس مسجلة رسمياً منذ عقود وتقوم بالعمل الرعوي والإنساني المجتمعي في مجالات عديدة منها التعليم والصحة واللاجئون وخدمة السجون وكبار السن. لدينا حوالي عشرة آلاف عضو يمارسون حرية العبادة في 72 كنيسة تابعة لمجمعنا في كافة أنحاء المملكة. ونعمل الان بناء على نصيحة الديوان الملكي العامر بتوحيد كافة الكنائس الانجيلية في مجمعنا.

إن الدولة المدنية التي دعا لها جلالة الملك في ورقته النقاشية السادسة فكرة إيجابية ونحن ندعمها. ولكن لغاية أن نصل إلى الوضع التي يمكن للمواطن عقد قران أو طلاق أو تقديم وصية لإرثه من خلال قوانين ومؤسسات إدارية مدنية، فإننا مجبرون أن نجد حلولاً لأعضائنا حسب القوانين السارية المعمول بها في بلادنا. فقانون الأحوال الشخصية للمسيحيين يطبق على أساس قرارات المحاكم الكنسية المعترف بها. إذاً لا بد لأي مواطن أردني ينتمي للطائفة الإنجيلية أن يقوم بالإجراءات المتعلقة بأحواله الشخصية من خلال إحدى المحاكم الكنسية المعترف بها.

يحدد قانون الطوائف المسيحية رقم 28 لعام 2014 في المادة 2-ب إمكانية إضافة أي كنيسة لتلك القائمة «بتوصية من وزارة الداخلية وبموافقة مجلس الوزراء الأكرم».

لقد بدأنا عملية التشاور حسب نصيحة سمو الامير ونأمل أن نستطيع في عام 2020 إتمام عملية التوحد للكنائس الإنجيلية وكلنا أمل أن يحل ذلك من الإشكالية التي باتت دون ضم كنائسنا لباقي الكنائس في الأردن من خلال موافقة مجلس الوزراء على ذلك حسب قانون الطوائف المسيحية.

نحن ملتزمون بالقوانين والأعراف المتبعة في بلدنا الحبيب تحت راية صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني وداعمون للوصاية الهاشمية للأماكن المسيحية والإسلامية في القدس ولكل المواقف الوطنية المعروفة للملك وللحكومة الموقرة في دعم الحق والعدل والسلم في بلادنا وشرقنا الحبيب. ننظر بإيجابية لاستمرار اللقاءات الرسمية مع كافة أصحاب الشأن للوصول إلى إيجاد حل مرضي كي لا تبقى كنائسنا وأعضاؤها خارج المظلة القانونية.

إن موسم عيد الميلاد المجيد موسم مبارك كلله الملائكة بالعبارة الشهيرة: المجد لله في الاعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة.

إننا كقادة وكأعضاء، ملتزمون بأن نكون -من خلال مجمعنا الإنجيلي- حلقة وصل أمينة وصادقة ومخلصة لما يوفر السلام على الأرض والمسرة بين الناس.

(الرأي الأردنية)