موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٧
رسالة البطريرك إغناطيوس يونان بمناسبة عيد الميلاد المجيد 2017

اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي :

"والكلمة صار بشراً، فسكن بيننا" (يوحنّا 1: 14)

1. مقدّمة
في مستهلّ رسالتنا، ونحن نتطلّع معاً نحو النور الذي شعّ في المذود في بيت لحم، لنعيّد أعجوبة الحبّ الإلهي، بتجسّد كلمة الله في أحشاء مريم البتول، يطيب لنا أن نقدّم التهاني القلبية لكم جميعاً، أيّها الإخوة والأبناء الأعزّاء في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار، بهذا العيد المجيد، عيد انتصار النور على الظلمة، والإتّفاق على الخصام، والسلام على الحرب، والمحبّة على البغض والحقد. ومعكم نضرع إلى الطفل الإلهي، أن يفيض ميلاده العجيب بيننا بالنِّعم والخيرات والبركات، فيضيء نوره وسط ظلمات حياتنا سلاماً وبهجةً ورجاءً، وتبتهج بضيائه قلوبنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا، وبخاصة في شرقنا الغالي حيث الحروب والمآسي والنزاعات.

2. الميلاد: تأنّس كلمة الله
"والكلمة صار بشراً، فسكن بيننا، فرأينا مجده، مجداً من لدن الآب لابنٍ وحيد، ملؤه النعمة والحق" (يو 1: 14). بميلاد الرب يسوع المسيح، يصبح الله إنساناً، ويسكن بين البشر، ليؤلّه الإنسان. إنه الحدث الأعظم والأبهى في تاريخ البشر وتاريخ الخلاص، على حدّ تعبير يوحنّا الرسول في إنجيله.
في العهد القديم، لم تكن كلمة الله رسالةً يدركها العقل وتُوجَّه إلى البشر فحسب، بل هي حقيقة ديناميكية وقوّة تحقِّق الإنجازات التي يقصدها الله. في سفر التكوين، تمّ الخلق بالكلمة: "وقال الله ليكن... لتكن..." (تكوين 1). "لم تسقط كلمة واحدة من جميع كلمات الخير والأقوال الصالحة التي تكلّم الرب بها" (يشوع بن نون 21: 45) و (1 ملوك 8: 56).
وفي أثناء إبرام العهد في جبل سيناء، سلّم موسى الشعبَ من قِبَل الله ميثاقاً دينياً وأخلاقياً يتلخّص في "عشر كلمات" هي الوصايا العشر (خروج 20: 1-17) و (تثنية 5: 6-22). وهذا التصريح بوحدانية الله، المقترن بإعلان مطالبه الأساسية، شكّل أحد العناصر الأساسية التي أتاحت لإسرائيل أن يدرك أنّ "الله يتكلّم".
"فلمّا تمّ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً لامرأة، مولوداً في حكم الشريعة، ليفتدي الذين هم في حكم الشريعة، فننال التبنّي" (غلا 4: 4-5). في سرّ التجسّد، ميلاد الطفل الأعجوبة يسوع الذي تمّ في "ملء الزمان"، تحقّق الخلاص والفداء للبشر أجمعين، فكلمة الله صار بشراً، وأشرق مجد الله، وحلّ السلام على الأرض، واستقرّ الرجاء في القلوب، وحظي البشر بنعمة البنوّة لله.
وبميلاده انبلج النور الإلهي في ظلمة العالم، ووهب الحياة للبشرية من خلال البشرى التي أعلنها الملاك لرعاة بيت لحم، حيث سُمعت أناشيد ليتورجية السماء التي تَردّد صداها في ليتورجية الأرض. أُحصي ابن الله في سجلات البشر، لكي يُحصي جميع الناس المؤمنين به في سجلّ الخلاص الأبدي. وُلد في بساطة المذود وفقره، ليؤسّس في العالم نهج التواضع والبساطة والغنى بالله.
يجود آباؤنا السريان في تأمّلهم ميلاد الكلمة الإلهي: "المجد لذاك الصوت الذي أضحى جسماً، ولكلمة العليّ الذي صار جسداً".

3. الميلاد تبادُلٌ عجيبٌ بين الله الكلمة والبشر
في الميلاد، يصبح الإله المتجسّد بشراً، يهبنا ألوهيته، ونحن بشخص مريم ويوسف نبادله بشريتنا. وهبَتْه الأرض مغارة، وهو منحها كنيسةً ومائدة خلاص. الأمبراطورية الرومانية أعدّت له شعباً محصيّاً وأرضاً موحَّدة وسلاماً شاملاً، وهو أعطاها مملكةً سماويةً تهب ممالك الأرض سيادة الحق وكرامة العدل وقدسية الإنسان. قدّم له الرعاة حملاً من ماشيتهم، وهو وهبنا ذاته حملاً فصحياً. المجوس قدّموا له رموزاً، وهو منحنا النبوءة والكهنوت والملوكية. وفي الخلاصة إنّ "الإله صار إنساناً ليؤلّه الإنسان"، على حدّ تعبير القديس أمبروسيوس. والقديس البابا لاون الكبير يشير إلى أنّ "الإبن الوحيد ولدَنا بميلاده أبناءً لله، فلم يعُد كلّ واحدٍ منّا فقط من نسل أبيه بحسب الجسد، بل أيضاً وخاصّةً من نسل المخلِّص الذي صار بشراً".
لقد وُلد الطفل الإلهي يسوع من مريم البتول، التي حبلت به بقوّة الروح القدس، وهو سيخلّص الجنس البشري: "وُلد لكم اليوم مخلّص في مدينة داود، وهو المسيح الرب" (لو 2: 11). وأنشد الملائكة لتحقيق مجد الله المكتوم منذ الدهور، والرجاء في قلوب البشر، والسلام على الأرض. المسيح المولود هو المخلّص الوحيد، ورجاء الشعوب، وسلام القلوب والأمم.
وها هو القديس مار يعقوب السروجي يعبّر عن تجسّد كلمة الله الذي صار بشراً، فيقول: "المجد للآب الذي أرسل كلمته فصار بشراً، السجود للإبن الذي لا يُحَدّ وقد حدّه المذود، الشكر للروح الذي حرّك المجد بفم الملائكة، فهتفوا قائلين المجد في العلى والسلام في العمق".

4. الميلاد إدراكٌ لمحبّة الله الكلمة للبشرية
الكلمة صار بشراً، لكي ندرك محبّة الله، فبالميلاد ظهرت لنا محبّة الله الذي يريدنا أن نحيا بكلمته المتجسّد، وبه نصبح أبناءً لله، وإخوةً بعضنا لبعض، إذ أراد أنّ المؤمن به لا يهلك، بل ينال الحياة الأبدية (يو3: 16). شاء الله أن يجعلنا شركاء في طبيعته الإلهية، ابن الله صار ابن الإنسان، بحيث أنّ "الإنسان، بدخوله في شركة مع الكلمة – الإبن، يصبح ابن الله"، بحسب تعبير القديس إيريناوس. و"ابن الله صار إنساناً لكي نستطيع أن نصبح الله"، كما يقول القديس أثناسيوس. والقديس توما الأكويني يقول: "أصبح الله إنساناً لكي يجعل البشر آلهة".
وُلد يسوع إنساناً، آخذاً الطبيعة البشرية وهو الإله، في البساطة والفقر، في مذود حقير وعائلة فقيرة، وكان الرعاة أوّل شهود هذا الحدث العظيم. فيسوع الطفل هو المثال الحقيقي والقدوة ومنبع كلّ غنى. في الميلاد، خالقُ الإنسان يصبح إنساناً مولوداً من عذراء، نحن أصبحنا شركاء في ألوهية المسيح الذي واضع نفسه ليشاركنا في بشريتنا (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 526).
الطفل الإلهي هو المخلّص المولود، كلمة الله، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الذي "صار بشراً وسكن بيننا" (يو1: 14). إنه "الإبن الذي كلّمنا به الله في آخر الأيّام، والذي به أنشأ العالمين وجعله وارثاً لكلّ شيء. وهو شعاع مجد الله، وصورة جوهره، وضابط الكلّ بكلمة قدرته" (عبرا 1: 1-3).
في قانون الإيمان نردّد: "من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل (يسوع المسيح ابن الله الوحيد) من السماء وتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصار إنساناً". هدف الرب يسوع أن يخلّصنا مصالحاً إيّانا مع الله، الذي أحبّنا، فأرسل ابنه كفّارةً عن خطايانا.
هذا كلّه دفع برعاة بيت لحم أن يغادروا المغارة عائدين إلى حقولهم ومواشيهم "وهم يمجّدون الله ويسبّحونه على كلّ ما سمعوا ورأوا كما قيل لهم من الملاك" (لو2: 20). لقد منحهم الله – الكلمة الذي صار جسداً معنىً لوجودهم وحياتهم، فبدون الله الكلمة لا معنى ولا جدوى للحياة.

5. صدى الميلاد في عالمنا اليوم
وُلد المسيح في مذود ليخلّص العالم، تواضع الخالق ليعلّمنا التواضع والبساطة، ولكن حين ننظر إلى الأحداث المفجعة حولنا، وما تمرّ به أوطاننا الحبيبة في لبنان وسوريا، مروراً بالعراق والأراضي المقدسة ومصر، نجد أنّ الرجاء قد غاب عن العديد من الأفراد والشعوب في عالمنا اليوم. فالحروب والدمار تعمّ منطقتنا، ولا يبقى لنا سوى الرجاء في السلام الآتي مع ملك السلام، السلام الحقيقي، السلام لشعوبنا وبلداننا. ونصلّي كي تعرف أرضنا الأمن شرطاً أساسياً لتقدُّم لشعوبها، فتتوقّف الحروب والصراعات التي تعصف بها منذ عشرات السنوات، وتعرف أوطاننا الأمان وشعوبنا الطمأنينة، ونعيش مع إخوتنا وشركائنا في الأوطان بالألفة والمحبّة التي جاء ملك السلام ربّنا يسوع المسيح مبشّراً بها، في كنف حكّام عادلين أمناء على مصالح شعوبهم، غير مرتهَنين لسياساتٍ ومشاريع لا تجلب سوى الدمار وعدم الإستقرار.

إنّ وطننا الغالي لبنان لا يزال يرزح تحت وطأة أوضاعٍ اقتصاديةٍ متردّيةٍ تثقل كاهل المواطنين اللبنانيين، إضافةً إلى العبء المتفاقم بسبب وجود نحو مليوني نازح على أرضه، لكنّنا نرى في هذه الظلمة فسحةَ أملٍ تضيء لنا للمستقبل كالنجمة التي أضاءت طريق المجوس نحو الرب يسوع. فوطننا تحرّر في الصيف المنصرم بقوّة جيشه البطل من الإرهابيين الذين كانوا يحتلّون جزءاً من أرضه ويتعدّون على سيادته ويثيرون الرعب في نفوس المواطنين. كما أنّ توحُّد اللبنانيين خلف رئيس الجمهورية وتخطّيهم الأزمة الأخيرة أثبت مرةً جديدةً أنّ وطننا رسالة، رسالة حرّية وتعدّدية للشرق والغرب، ونحن نطالب القيّمين على شؤون الوطن ألا ينسوا أنّ هذه الرسالة التي يشكّلها لبنان تبقى ناقصةً ما دام المكّون السرياني الشريك في تأسيس هذا الوطن مهمّش الحقوق، ومستبعَداً من تمثيله في الندوة البرلمانية والوزارة، وغير ممثَّلٍ كما يجب في الإدارات الرسمية ووظائف الفئة الأولى، وهو الزاخر بالطاقات الخيّرة والمستحقّة من شبابه وشابّاته المؤمنين بلبنان والملتزمين صون حقوقه والدفاع عن استقلاله وحرّيته.

أمّا سوريا الجريحة، ولأنّ الميلاد زمن الرجاء والأمل، نصلّي كما صلّينا ودعونا في السنوات السابقة كي يتوقّف العابثون بمواطنيها وأرضها وحضارتها عن بثّ الكراهية وتأليب المتآمرين على أمنها واستقرارها. لقد قُتل الآلاف وتهجّر الملايين، وتهدّمت البُنى التحتية بفعل الصراعات المجرمة التي تستمرّ منذ العام 2011. وإنّنا إذ نهنّئ الشعب السوري وحكومته بالإنجازات التي تمّت، في دحر الإرهابيين وتوحيد البلاد وإحلال الأمن في المناطق المحرَّرة، نضرع إلى الرب لتثمر الجهود الخيّرة التي تُبذَل، وتصل المؤتمرات واللقاءات التي تُعقَد، إلى إنهاء الحرب وإعادة الوحدة إلى الشعب السوري الحبيب التوّاق إلى السلام والأمان وإعادة البناء في الحجر والبشر، لتولد سوريا واحدة لجميع السوريين.

وإلى العراق الحبيب، نتوجّه في عيد ميلاد الربّ يسوع، ونحن نرى أرض الرافدين وقد تحرّرت من التنظيمات الإرهابية، فنفرح ونحن نسمع أجراس كنائسنا في سهل نينوى وإقليم كوردستان وكلّ العراق، مبشّرةً بولادة المخلّص وبخلاصها من التكفيريين والمجرمين. إنّنا ندعو الحكومة المركزية وحكومة الإقليم والمجتمع الدولي إلى إرساء الأمن والسلام في العراق، وإلى العمل الجدّي لتشجيع من هاجر ونزح كي يعود إلى أرض الآباء والأجداد، حراً، آمناً، محترماً، في وطنٍ متّحدٍ، وتحت رعاية الدولة وسلطتها.

وإلى الأراضي المقدسة، نتوجّه مصلّين إلى طفل السلام كي يحلّ السلام في أرض السلام، خاصةً في ظلّ التطوّرات الأخيرة، سائلين الرب ألا تؤدّي إلى مزيد من المآسي والويلات بحق أبنائنا الموجودين في الأراضي المقدسة. فبالحكمة والتروّي تبقى القدس مدينةً للسلام والبناء لا مدينةً للحرب والدمار.

وإلى مصر، نسأل الرب يسوع أن ينشر أمنه وسلامه في ربوعها، وأن يحيا مواطنوها بالمحبّة والوئام، ويتعاضدوا من أجل ازدهار وطنهم، مهما اختلفت انتماءاتهم وتوجّهاتهم.

وإنّنا نجدّد المطالبة بالإفراج عن جميع المخطوفين، من رجال دين ومدنيين وعسكريين، وبخاصة مطراني حلب مار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم وبولس اليازجي، والكهنة باولو داللوليو، واسحق محفوض، وميشال كيّال. كما نضرع إلى الطفل الإلهي أن يتغمّد جميع الشهداء برحمته الواسعة، ويمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، ويعزّي كلّ مفجوعٍ بفقد عزيز.

قلوبنا وأفكارنا تتوجّه بصورة خاصة إلى أبنائنا الذين يكابدون آلام الإقتلاع والنزوح والهجرة، من العراق وسوريا، إلى لبنان والأردن وتركيا، وإلى ما وراء البحار والمحيطات، مؤكّدين لهم تضامننا الأبوي واستعدادنا الدائم لتأمين حاجاتهم ومساعدتهم بكلّ الإمكانات المتاحة.

وها هو قداسة البابا فرنسيس يشدّد في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام للعام 2018، بعنوان "مهاجرون ولاجئون: رجال ونساء يبحثون عن السلام"، على ضرورة "أن نعانق بروحٍ من الرحمة جميعَ الأشخاص الهاربين من الحروب والمجاعات، ومن يُرغَمون على ترك أرضهم بسبب التمييز والإضطهادات والفقر".

وإنّنا نتوجّه بشكلٍ خاص إلى العائلات التي تعاني الحزن لفقدان أحد أفرادها، وجميع الذين يغيب عنهم فرح العيد، من فقراء ومعوَزين ومهمَّشين ومستضعَفين، سائلين لهم فيض النِّعَم والبركات والتعزيات السماوية.

ويسرّنا أن نتوجّه بأطيب التهاني الأبوية بمناسبة عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح بالجسد إلى جميع إخوتنا وأبنائنا وبناتنا السريان في لبنان وسوريا والعراق والأراضي المقدّسة والأردن ومصر وتركيا وأوروبا وأميركا وأستراليا. نحثّهم جميعاً على التمسّك بالإيمان بالرب يسوع، والتعلّق بكنيستهم وأوطانهم والإخلاص لها، حتى يكونوا على الدوام شهوداً لنور الميلاد وسلامه أينما حلّوا.

6. حدثان هامّان ينتظران كنيستنا السريانية الكاثوليكية في العام المقبل 2018
ستعقد كنيستنا السريانية اللقاء العالمي الأوّل للشباب السرياني الكاثوليكي، وهو لقاء يجمع الشبّان والشابّات من كنيستنا السريانية في جميع الأبرشيات والرعايا والإرساليات في العالم، بعنوان "تعالَ وانظر"، وذلك في لبنان، في الفترة الممتدّة من 17 حتّى 22 تمّوز 2018. إنّنا نشجّع جميع أبنائنا وبناتنا من عمر 18 حتّى 35 سنة من جميع أنحاء العالم، على المشاركة في هذا اللقاء التاريخي الأوّل من نوعه، فيتعرّفوا على بعضهم وعلى كنيستهم السريانية ولغتها وتراثها، ويتبادلوا خبرات عيش إيمانهم بالرب يسوع، كلّ واحدٍ بحسب بيئته ومجتمعه. وسنرسل كلّ التفاصيل والمعلومات الضرورية بخصوص هذا اللقاء إلى جميع الأبرشيات والرعايا والإرساليات. كما ستُحيي كنيستنا السريانية اليوبيل الذهبي لرقاد المثلّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأوّل تبّوني (1968 – 2018)، في مؤتمر خاص يُعقد في لبنان يومي 28 و29 تمّوز 2018، تكريماً لهذه الشخصية الفذّة التي لعبت دوراً بارزاً في التاريخ الحديث لكنيستنا.

7. خاتمة
أيّها الرب يسوع، الله – الكلمة، يا من صرتَ جسداً، فسكنتَ بين البشر، وانتسبتَ إلى الأسرة البشرية، وتضامنتَ مع كلّ إنسانٍ، مشاركاً إيّاه في قوّته وضعفه، فتُضحي له الفادي والمخلّص. لقد حقّقتَ الوعود الإلهية بالخلاص، وأظهرتَ لنا أنّ حياة الإنسان مسيرة قداسةٍ نحو الله، مهما كانت ظروف حياته. أنرْ أيّها المسيح، الطفل الإلهي الذي ولدَتْه البتول عجباً، تاريخَ الشعوب والثقافات، لتهتدي بنورك إلى الحقيقة والعدالة والمحبّة، فيحيا الناس في شركةٍ مع الله، ويتضامنوا فيما بينهم، ويبنوا عالماً يعمّه السلام والأمان والمحبّة. فيهتف الجميع ملء الفم والقلب والروح: وُلِدَ المسيح! هللويا! وفي الختام، نمنحكم أيّها الإخوة والأبناء والبنات الروحيون الأعزّاء، بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية. ولتشملكم جميعاً نعمة الثالوث الأقدس وبركته: الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين. كلّ عام وأنتم بألف خير.