موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٥ أغسطس / آب ٢٠١٥
راهبة عراقية: تنظيم الدولة الإسلامية قتل مستقبلنا

روما - وكالة آكي الإيطالية للأنباء, :

قالت راهبة عراقية "في الأشهر الثمانية الأولى من غزو تنظيم (الدولة الإسلامية) لسهل نينوى، فقدنا اثنتي عشرة من أخواتنا"، اللاتي "لم تتمكن قلوبهن من تحمّل هذا القدر من المعاناة".

الأخت جوستين، من الراهبات الدومينيكيات المحليات في العراق، والتي عادت إلى البلاد من إيطاليا منذ عام ونصف العام، تحدثت في تصريحات لجمعية "عون الكنيسة المتألمة" البابوية، عن "محنة الكثير من النساء اللاتي أجبرن على الفرار من الخلافة الإسلامية"، وأضافت "من المستحيل وصف ما حدث في أيام نزوح الأسر من سهل نينوى"، فقد "فقدت عائلات بأكملها كل شيء، خوفاً من تعرضها للقتل على يد أتباع تنظيم (الدولة الإسلامية)، وهناك من هرب حتى دون أخذ وثائقه".

وأضافت الراهبة أنه "إلى جانب اللاجئين، وصل إلى بيتنا في بلدة عنكاوا أيضاً العديد من الأخوات اللاتي هربن من البلدات والقرى الأخرى التي سقطت بأيدي مقاتلي (داعش)"، لقد "جئن باكيات، مصدومات، مليئات بالتعب والقذارة"، بينهن "الأخت ليسيا التي روت عن عشر ساعات لا نهاية لها من السفر إلى أربيل"، مشيرة الى أنه "طوال يوم السادس من آب، في حين غادر كثيرون من سكان بلدة قره قوش فارين أمام زحف تنظيم (الدولة الإسلامية)، بقيت الراهبات في القرية لدعم المؤمنين المسيحيين الذين يشعرون بالذعر".

وتابعت "كنا نأمل بأن التهديد لن تدوم إلا بضعة أيام"، لكن "عندما كفّت قوات البشمركة عن الدفاع عنهن، وأدركن أنه ليس هناك أمل، تركت الراهبات الدير قبل منتصف الليل"، موضحة أنه "في ظل الظروف العادية كانت تكفي ساعة للوصول إلى أربيل"، لكن "الشوارع كانت قد غزتها السيارات والعائلات الفارّة، فمشت الراهبات حتى صباح اليوم التالي، دون ماء في جوّ تتجاوز حرارته الـ40 درجة مئوية"، وذكرت بأنه "على جانب الطريق كان هناك آلاف الأشخاص، في حين كانت كل سيارة تقل نحو عشرة ركاب".

وذكرت الأخت جوستينا أن "على الرغم من الصدمة الشديدة للأخوات، إلا أنهن بمجرد وصولهن الى عنكاوا وضعن أنفسهن في خدمة اللاجئين"، من "المساعدات في مخيمات اللاجئين، حتى إدارة المستوصفات والإهتمام بالشباب"، وأردف "بعض الراهبات تعيش في إحدى الكرفانات التي تبرعت بها جمعية عون الكنيسة المتألمة للاجئين المسيحيين"، وأكدت "نحن ملتزمون قبل كل شيء بضمان تعليم الأطفال، ونبذل قصارى جهدنا"، لكن "هذا لا يكفي للأسف"، واختتمت بالقول إن "تنظيم (الدولة الإسلامية) يقتل مستقبلنا"، لأن "هذا الجيل إن لم يحصل على التعليم فلن يكون هناك جيل آخر".