موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٦ مارس / آذار ٢٠١٧
رئيس الوزراء اللبناني يرعى احتفالية اليوم الوطني بعيد البشارة

بيروت - وطنية :

نظم "اللقاء الإسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم"، الذي يضم أكثر من ثلاثين جمعية لبنانية، وبالتعاون مع رابطة قدامى مدرسة سيدة الجمهور، الإحتفال اللبناني المركزي الحادي عشر، برعاية رئيس الحكومة سعد الحريري، وحضور حشد من الشخصيات الدينية والسياسية.

واستهل اللقاء بتلاوة قرآنية بصوت الشيخ خالد يموت، ترافقت مع قرع أجراس الكنيسة، وغنت التينور اللبنانية كورين مدور ترتيلة آفي ماريا، ليقوم بعدها ست شباب لبنانيين، من الطوائف الست الأساسية، بتلاوة مقاطع من سورة آل عمران، وإنجيل لوقا. فيما عزف كورال المبرات النشيد الوطني ثم ترتيل صلاة أبانا وتلاوة سورة الفاتحة ليبدأ بعدها الإحتفال.

وتحدث أمين عام اللقاء ناجي الخوري في كلمته عن تحديد 25 آذار عيدًا للبشارة عيدًا مشتركًا بالتاريخ بين الديانتين المسيحية والإسلامية وقال: "حان الوقت ليلعب لبنان دوره، فلبنان وطن الرسالة كما وصفه القديس يوحنا بولس الثاني فلقد أعطاه سببًا لوجوده ووضعنا أمام مسؤوليتنا، وإن بدأ المشوار في هذا المكان بالذات، فلقد أخذت العدوى تنتشر في كل أرجاء الوطن والعالم" فمنذ 4 سنوات أعلن يوم 25 من آذار عيدًا رسميًا لمدينة الناصرة وحذت حذوها العديد من الدول الأوروبية".

أما رئيس مدرسة سيدة الجمهور الأب شربل باتور اليسوعي فقال في كلمته: "سنة بعد سنة يكثر التطرف ويزداد الإرهاب باسم الله والدين، وتتباعد المسافات بين الحضارتين المسيحية والإسلامية، فالعالم ما فتىء ينغمس بالكراهية والحقد والتضليل". وتناول "أهمية الصلاة في حياة كل مسلم ومسيحي، ولا إرتباط واقعي بالله من دون حياة صلاة وعيشة تقوى وورع". كما تحدث عن أهمية سيدتنا مريم في القرآن والإنجيل.

من جانبه، قال الشيخ محمد نقري: "ما بين مسيرتنا الإحتفالية الأولى في سنة 2007 إلى هذا اليوم نال المسلمون والمسيحيون على حد سواء نصيبهم من الارهاب والتهجير والقتل والتشريد من قبل حفنة مأجورة، قاتلة، حاقدة نصبوها زورًا وبهتانًا حاكمًا باسم الإسلام"، متمنيًا على الحكومة إطلاق اسم بشارة مريم على ساحة من ساحات العاصمة وإصدار طابع تذكاري يحمل الشعار المريمي المشترك وأن تمنح البلدية قطعة أرض لبناء المركز المريمي الإسلامي المسيحي للحوار، وأن تسعى بأن يكون 25 آذار يومًا عالميًا للحوار بين الأديان والثقافات.

وكانت كلمة الأب هنري بولاد اليسوعي قال فيها: "ليكن لقاؤنا اليوم بداية لنوع جديد من الحوار مختلف عما سبق، حوار يتمكن فيه كل منا من الحديث بصدق من دون نفاق، حوار بكل صراحة وصداقة ما يلوم به على الآخر وما يزعجه حوار لا يبغي فقط تعايشًا سلميًا ولكن يسعى إلى رؤية مشتركة بالإنسان والمجتمع، فاختيار الدستور اللبناني لتهميش الإنتماء الطائفي وإلغاء خانة الديانة من الهوية والسماح بحرية العقيدة كحق أساسي يمثل إختيارا رائدا وثوريا في بلادنا الشرقية". وختم بالقول: إن القاعدة الوحيدة لمجتمع متعدد الطوائف هو المواطنة التي تضمن مساواة حقيقية بين الجميع وتزيل وصمة الذمية، فليكن لبنان مثالاً معديًا يحتذي به مجمل البلاد العربية والإسلامية.

ثم ألقى راعي الاحتفال كلمة استهلها بالقول للحضور: "إن القرار الذي اتخذته حكومتي يوم 18 شباط 2010، هو من أغلى القرارات إلى قلبي، ليس فقط لما تمثله السيدة مريم في الديانتين المسيحية والإسلامية، وقد اجتمعتا على تقديسها وتكريمها في الإنجيل والقرآن معًا، بل لأنها تجمع. ونحن في لبنان كنا وسنبقى أوفياء لما يجمعنا في التآخي والإنفتاح وقبول الآخر واحترامه".

وتابع: "إن هذا العيد قد ترسخ في تقاليدنا اللبنانية، ليعطي وحدتنا الداخلية بعدًا ساميًا يضاف إلى المعاني الوفاقية الأخرى للتجربة اللبنانية وعطاءاتها العابرة للحدود، والتي اختصرها البابا القديس يوحنا بولس الثاني بقوله عام 1989: إن لبنان هو أكثر من بلد، إنه رسالة حرية ونموذج في التعددية للشرق كما للغرب". واستطرد: "والحقيقة أنه من دواعي فخري، شخصيًا، أن مبادرتنا هنا في لبنان للاحتفال بهذا اليوم قد امتدت إلى عدد من الدول والمجتمعات العربية والأجنبية".

وقال: "عقد منذ أيام في الأزهر الشريف، بدعوة منه ومن مجلس حكماء المسلمين، مؤتمر حول الحرية والمواطنة: التنوع والتكامل، وصدر عنه إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك والذي اختصر كلمات المشاركين من رجال دين مسلمين ومسيحيين وضيوف كبار من العالم الإسلامي والفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي وغيرها. فذكر أن الدولة والكيان السياسي لا يقومان على الدين بل على العقد الإجتماعي والسياسي بين أهل الموطن الواحد، ودان التصرفات التي تتعارض ومبدأ المواطنة وهي الممارسات التي لا تقرها شريعة الإسلام. ودعا لشراكة متجددة بين المواطنين العرب، مسلمين ومسيحيين تقوم على التفاهم والإعتراف المتبادل والمواطنة والحرية، متحدثا عن السفينة الواحدة التي تواجه المخاطر المشتركة".

وتخلل اللقاء تراتيل وموشحات وأغاني صوفية، فقدم المنتدى العالمي للأديان والإنسانية ترتيلة مريمية بعنوان "حزني بيندهك" من كلمات الشاعرة ندى منير عبد النور ومن ألحان وأداء الفنان عادل العراقي، واختتم اللقاء بدعاء مشترك لممثلي الطوائف اللبنانية.