موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم العربي
نشر الثلاثاء، ٣١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٧
رئيس أساقفة تونس: السجون والشعور بالضيق تشكلان أرضًا خصبة للتطرف

بقلم: دومينيكو أجاسو ، ترجمة: منير بيوك :

<p dir="RTL"><strong>المونسنيور ايلاريو انتونياتسي، رئيس أساقفة تونس، ما هو رأيك بعد أن صدمت سفينة البحرية التونسية قاربًا يحمل سبعين مهاجرًا في الليلة بين السابع والثامن من تشرين الأول، مما تسبب في غرق السفينة مع عشرات الوفيات؟</strong></p><p dir="RTL">إن موت مهاجرين لأمر مأساوي على الدوام. فهم أشخاص يفرون من الفقر والحروب... سعيًا إلى حياة أفضل. إنهم يغادرون وهم يحلمون بالوصول إلى جنة أرضية في أوروبا. أصابت حادثة البحرية التونسية الكثيرين بالصدمة، لأن الطريق إلى إيطاليا قد تلاشت باعتقادي. لقد كانت عودة إلى حقيقة الماضي المحزنة.</p><p dir="RTL"><strong>ما هو الدور الذي تقوم به تونس الآن؟ وكيف ترتب أمورها بعد إغلاق الحدود الليبية؟</strong></p><p dir="RTL">كنا نعتقد أنه لن يكون لإغلاق الحدود مع ليبيا تأثير كبير على تونس فهي البلد الأكثر أمانًا في المغرب العربي. لكن لا يمكن إغلاق الصحراء والبحر بإحكام. علاوة على ذلك، بالنسبة لفاقدي الأمل الذين يجدون أنفسهم في مخيمات اللجوء غير القانونية في ليبيا، فإن الطريق الوحيد للخلاص يكمن في &quot;المخاطره بحياتهم&quot; للوصول إلى تونس، ووضع حد للكابوس الليبي. لذلك، فإن تونس تواجه تحديًا جديدًا اليوم، لأن هناك مسار جديد نحو إيطاليا، ونحن تحت الانطباع بأننا في البداية فقط. فنحن نعود إلى زمان لامبيدوزا وأول حطام سفينة. وبمجرد وصولهم إلى تونس في طريقهم إلى ليبيا، فإنهم يفرون من ليبيا ويغادرون من هنا، لأنهم يعرفون أنه بموجب الاتفاقيات الحالية يصعب الذهاب إلى إيطاليا.</p><p dir="RTL"><strong>من أين يغادر المهاجرون بالضبط؟ وتحت أي ظروف يسافرون؟</strong></p><p dir="RTL">إنهم يغادرون بصورة خاصة من السواحل بين صفاقس وسوسه. فالمنطقة مليئة بموانئ صيد صغيرة. يستطيع المهاجرون العثور على مكان للعيش والاستفادة من قوارب الصيادين التي بإمكانها الوصول بسهولة إلى السواحل الإيطالية. إنها تأخذ فقط مجموعة من الناس، لجمع ما يكفي من المال لدفع النفقات والمخاطرة بحياة الفرد مقابل الوصول إلى &lsquo;الجنة الأرضية&rsquo; الإيطالية. هذا ما حدث للقارب المنطلق بالقرب من سوسه.</p><p dir="RTL"><strong>كيف يمكن وقف هذه الهجرات بصورة عملية؟</strong></p><p dir="RTL">إن تونس تبذل الآن كل ما في وسعها. لكنني أعتقد أن القضية الرئيسية هي أمر آخر.</p><p dir="RTL"><strong>وماذا سيكون الأمر بعد إذن؟</strong></p><p dir="RTL">دعني أقدم لك مثالاً لشرح الوضع. إذا غمرت المياه المنزل، فإنه من غير المجدي أن نتساءل كيفية التخلص من الماء. لقد انفجرت الأنابيب في أماكن أخرى. فتونس تتحمل عواقب &quot;الأنابيب التي كسرت&quot; في أماكن أخرى، وبالتالي الحل لا يكمن هنا، بل في بلدان منشأ أولئك الذين يهاجرون على نحو يائس. فإذا لم يتم حل المشاكل من مصدرها، سيكون هناك دائما مهاجرون.</p><p dir="RTL"><strong>هل هناك خطر تسلل الإرهابيين في هذه الرحلات الدرامية؟</strong></p><p dir="RTL">إن الخطر قائم. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه غالبًا ما يحمل المجرمون المشاركون بالهجمات في أوروبا جنسيات أوروبية. هناك احتمالات عديدة لتسلل الارهابيين، بخاصة من ليبيا، جارتنا الأولى، أو من أماكن أخرى يهرب منها مختلف المجرمون من العدالة ويلجأون إلى تونس ثم يسعون إلى &quot;الحرية&quot; في ايطاليا وأوروبا.</p><p dir="RTL"><strong>تم إلقاء القبض على شقيق مفجر مرسيليا التونسي أنيس هنادي، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لتونس عدد كبير جدًا من المقاتلين الأجانب في سوريا، ما هي وجهات نظرك بشأن هذه المسألة؟ وعلى وجه الخصوص، ما رأيك في العلاقة بين السجن والتطرف؟</strong></p><p dir="RTL">لا يمكن الإنكار أن تونس -على الرغم من كونها الدولة التي قدمت أكبر عدد من المقاتلين- هي الأكثر أمنًا من العديد من الدول الأوروبية. فأجهزة الاستخبارات التونسية تقوم بعمل جيد. ثم، كما في كل مكان آخر، فإن السجن ليس أفضل مدرسة لتدريس القيم.</p><p dir="RTL"><strong>ماذا تعني؟</strong></p><p dir="RTL">تعرف داعش أن أكثر الناس منكسري الحال هم المحتاجون، والعاطلون عن العمل، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل عائلية. وبالتالي فإنها تعدهم بالمال ولأسرهم. إن الدولة الإسلامية تعلم جيدًا أنه يجب ملء الفراغ الروحي الذي يعاني منه شبابنا، وهم يفعلون ذلك بشكل جيد جدًا من خلال تقديم قيم دينية وروحية زائفه ووعدًا بالجنة عقب استشهادهم. إنه النضال للدفاع عن الدين في مواجهة الكفار. لذلك، من الواضح أن السجن وأوضاع عدم الارتياح الناشئة فيه تشكل &quot;أرضًا خصبة&quot;. وفي الوقت نفسه، ولنفس الأسباب، لم أكن مندهشًا أبدًا بأن الشبان الأوروبيين الذين يتمتعون بكل نعم الله، من وجهة نظر مادية، يتبنون أفكار داعش ويقاتلون إلى جانبهم.</p><p dir="RTL"><strong>وماذا بشأن المقاتلين الأجانب، هل هناك خطر حقيقي من تلقينهم في السجون؟</strong></p><p dir="RTL">لا يتمكن المقاتلون الأجانب أن يغادروا السجون بسهولة أسوة بالآخرين، ولكن يبقى السؤال: عندما تكون خارج السجن، هل أنت شخص أفضل أو هل صرت أكثر تزمتًا من ذي قبل؟ إلق نظرة على أوروبا وعدد الناس الذين تطرفوا في السجن.</p><p dir="RTL"><strong>ما رأيك في &quot;العفو&quot; الذي أصدره مؤخرًا رئيس تونس، الباجي قائد السبسي، حيث فتح أبواب السجن لأولئك الذين أمضوا عقوبتهم نتيجة السرقة أو الاتجار بالمخدرات؟</strong></p><p dir="RTL">السؤال الذي يطرح نفسه هو إذا ما زال هؤلاء الناس هنا أو غادروا إلى إيطاليا. فهم أناس قضوا فترة سجنهم. لكن السؤال الذي يبرز هو ما هي الظروف التي سمحت فيها لهؤلاء الأشخاص لمغادرة السجن؟</p>