نقلها الى العربية سامح المدانات

اوريستي تورناني، الرجل ذو الوجه المشوه بشكل كبير، والذي حظي مؤخراً بشرف لقاء قداسة البابا فرنسيس في اللقاء العام، قال إنه شعر بأنه كان قريباً جداً من قداسة البابا في ذلك اللقاء.

وقد التقى الاثنان لفترة وجيزة يوم العشرين من تشرين الثاني بعد اللقاء العام للبابا في ساحة القديس بطرس، حين امضى الحبر الكاثوليكي عدة دقائق محيياً المرضى الذين حضروا اللقاء.

وقد اخبر تورناني يوم التاسع من كانون الأول وكالة الانباء الكاثوليكية قائلاً: "كان قداسته يتكلم ببساطة، وبشكل ودي وبصوت دافئ، ويُسرّ المرء بالاصغاء اليه".

واسترسل تورناني قائلاً: "عندما قابلته سألني كيف حالي، وكيف تسير الأمور معي، وإن كانت هناك أي مشاكل أعاني منها، وأين أسكن" وكان قداسته قد عانقه وقبّله خلال ذلك اللقاء ثم باركه مومئاً نحو السماء.

وقد شرح تورناني بأنه كان يعمل بمهنة ميكانيكي في مصنع حين أصيب بعيار ناري في وجهه، وهو في الثلاثين من عمره. ورغم أنه نجى من الموت، وبعد العديد من العمليات الجراحية، إلا أن وجهه بقي مشوهاً بشكل كامل.

ويبلغ تورناني الآن 60 عاماً، وهو بدون عمل، لكنه يتلقى مساعدة من "مؤسسة ماريا كريستينا اوجير"، وهو مركز كاثوليكي خيري في مدينة البندقية يقوم بمساعدة الفقراء والمحتاجين.

لم يكن عناق تورناني المرة الأولى لهذا النوع من التصرف الملفت للنظر بشكل واسع من قبل قداسته، فقد سبق له، خلال لقائه في يوم الشبيبة العالمي، أن بارك طفلاً حديث الولادة يعاني من مرض انعدام الدماغ (Anencephaly)، وهي حالة يكون دماغ الشخص المصاب بها غير مكتمل النمو جزئياً أو كلياً.

كما قام الأب الاقدس يوم 6 تشرين الثاني، وبعد اللقاء العام، بالسلام على فينيسيو ريفا، والذي غطى الورم العصبي الليفي جسده بزوائد مؤلمة. وقد أخبر ريفا صحيفة "البريد اليومي" فيما بعد أن عناق البابا له كان "شبيه بالجنة... فهو لم يتردد أو يفكر هل يعانقني أم لا، بل قام بعناقي تلقائياً. مرضي ليس معدٍ. لكنه لم يكن يعلم ذلك، فقد عانقني وحسب. وداعب وجهي كله وقد شعرت بالحب وهو يفعل ذلك".

وإن هذه التصرفات الدافئة جعلت مجلة "تايم" تقرر اختيار قداسة البابا فرنسيس كرجل العام للسنة 2013. وقد قالت الصحيفة أن قداسته يغير "لهجة وتصور الكنيسة".