أشهر المؤرخ الدكتور رؤوف أبو جابر كتابه الجديد "النهضة العربية الأرثوذكسية في أرجاء البطريركية المقدسية"، في الحفل الذي نظمته جمعية النهضة العربية الأرثوذكسية الخيرية، في النادي الأرثوذكسي، بمشاركة رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري ورئيس الجمعية شوكت تادرس، وحضور عدد من الكهنة والمهتمين من المؤرخين والمثقفين والكتاب.

وقال أبو جابر في حوار سابق مع صحيفة الرأي الأردنية، أن الكتاب يقع في جزئين مهمّين اشتملا على وثائق ومخطوطات وإحالات عرفت عن الباحث الذي يجد في السند التاريخي متعة وشاهداً، يؤيّد عراكه الطويل مع البحث والتوثيق. ويرصد أبو جابر في سبعة فصول القضية الأرثوذكسية، ماراً على العرب الأوائل وانتشار المسيحية بينهم، معايناً أوضاع العرب الأرثوذكس في أرجاء البطريركية حتى عام 1948، متوقفاً عند المؤتمرات الأرثوذكسية، مهتماً بالأرثوذكس في شرقي الأردن.

ويقف الباحث على تأسيس جمعية النهضة الأرثوذكسية ومسيرتها على التوالي، في عهد رئاسة الراحل عودة باشا القسوس، مروراً بعهد رئاسة الدكتور حنا باشا القسوس، متأملاً الجمعية في عهد والده سعد بك أبو جابر. كما يقدّم شهادةً عن الجمعية في عهد رئاسته لها، منتهياً إلى رئاسة شوكت تادرس لها، وهو في كل ذلك يستذكر سير هؤلاء المؤسسين مترحماً على من قضى، مهتماً بحوادث مهمة، من مثل بناء أول كنيسة أرثوذكسية بعمّان في عهد الإمارة وعقد المؤتمر الأرثوذكسي الرابع.

ويضع المهتمين بظروف تأسيس النادي الأرثوذكسي بعمّان مطلع خمسينات القرن الماضي، وتأسيس جمعية الثقافة والتعليم الأرثوذكسية منتصف خمسينات ذلك القرن. كما يتحدث المؤلف عن تأسيس الجمعية الأرثوذكسية عام 1993ومسيرتها، ليختم بحديث مفصّل عن سيرة بطاركة البطريركية الأرثوذكسية منذ العام 1972 في القدس.

ويشتمل الكتاب الجديد على مراسلات الجمعية الملوك الهاشميين، كما في كتب رفعها العرب الأرثوذكس إلى الملك الحسين بن طلال في الثمانينات والتسعينات، والكتب التي رفعها المجلس المركزي الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين عام 2001 إلى الملك عبدالله الثاني، والبرقية التي رفعها الأبناء العرب المسيحيون إلى جلالته وتم نشرها في الصحف عام 2014، وكثير مما يدل على معاني الاحترام والتقدير على حبّ الهاشميين.

يذكر أن المؤرخ رؤوف أبو جابر (91 عاماً) ولد في مدينة السلط عام 1925، أتم دراسته الثانوية في مدرسة المطران بعمّان. التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ليحصل منها على بكالوريوس في التجارة والاقتصاد عام 1946. حاز على شهادة الماجستير في التاريخ من الجامعة الأردنية عام 1984، وشهادة الدكتوراة من جامعة أكسفورد عام 1987، بعد أن عمل أربعين سنة في البحث والتأريخ وجهود التوثيق، وهو حائز على أربعة أوسمة من الدرجة الأولى، وله الكثير من المؤلفات بالعربية والإنجليزية.