موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ٢٢ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٠
دور المرأة في الحوار

زينب السيد علي الأمين :

بتنا في الآونة الأخيرة من عصرنا هذا نشهد حركة فاعلة ، وصوتاً عالياً، ونقاشاتٍ وجدلياتٍ كثيرة حول عناوين ومواضيع تتعلق بدور المرأة وموقعها في الحياة العامة ، نظير حركة المطالبة بحقوق المرأة في الشراكة والمساواة بالرجل ، ووجوب إدخالها في ميادين الحياة الاجتماعية والسياسية وغيرها..

مضافاً إلى إنصافها من حيث النظرة الثقافية لها ، وكأنها عنصر بشري لا يمتلك المؤهلات الكافية للقيام بالدور الذي أُنيط بالرجل والرجل فقط.

وهنا لفت إنتباهي بعد متابعة طويلة حجم التركيز على المرأة من زاوية واحدة وهي المرأة الزوجة ، وهذا من أكبر الأخطاء..

فالمرأة إبنةٌ في مكان ، وأمٌ في مكان، وزوجة في مكانٍ أخر.. وهو وجود يساوي الرجل بلا منّةٍ من أحد، إلا أنّ هذا الوجود الذي خلقه الله تعالى، تمت مصادرتهُ على مستوى الدور من قِبَلِ الإنسان في جنسه الذكوري.

ولحصر الحديث في هذا المقام سنحاول مناقشة عنوان واحد من العناوين المطروحة على طاولة البحث ، وهو دور المرأة في الحوار..

فمن المعلوم أنّ الحوار يتأسس بنيانه من طرفي النزاع أو الإختلاف بغية التفاهم والوصول للمشترك الذي نتمكن من خلاله حل عُقَد النزاع والخلاف والصراع ... ولا يمكن إختزال أحد طرفيه أو إلغاء دور الطرف الآخر ومن ثم نسميه حواراً.

وبما أن الحوار يقوم بين طرفين يسعيان إلى إيجاد الحلول المناسبة في المشكلة المطروحة للبحث والنقاش، أقول: إذا إستثنينا المرأة من عملية الحوار فنحن أمام حوارٍ غير حقيقي، وهو مجرد تسمية لفظية، ولكي نجعل منه واقعاً مفيداً له حقيقته التي تنعكس سلوكاً، لا بدَّ من اشراك أحد أهم أطرافه وهو المرأة، في جميع حالاتِ واقعها الوجودي (الإبنة – الزوجة – الأم..) وبأدنى تأمل سندرك أنّ المرأة بعناوينها المذكورة تمتلك مقدرات تكوينية قد يفتقدها الرجل أو لا يمتلك منها نفس النسبة التي تمتلكها المرأة، مثال: الصبر والعاطفة وغيرها..

ثانياً.. لا بد من الأخذ بعين الاعتبار ، الزمان والمكان بكل ما يتعلق بدور المرأة وشخصيتها وإمكانيتها الكسبية، نظير العلوم والتجارب وغيرها من العناصر التي لم تكن متاحة لها في أزمنة سابقة وأمكنة معينة.

فالمرأة اليوم إستطاعت وبجدارة عالية أن تنجح في مختلف ميادين الحياة، وهو أمر لا يخفى على المتابعين ، وبما أنَّ الشرح في ذلك يطول فإنني أؤكد وبشدة على ضرورة بذل الجهود في سبيل إشتراك المرأة في صناعة حوار يُسهم في بناءِ مجتمعٍ متحررٍ من عقدة الأنانية التي كانت ولا تزال سبباً للكثير من النزاعات والصراعات بين بني البشر، سواء في حياتهم كأفراد أو جماعات وشعوب ودول .

نعم المرأة عنصر أكثر من مهمٍ في صناعة الحوار الذي يثري المجتمعات البشرية بطاقاتٍ استثنائية وتفعيلها جزماً سيقودنا إلى النّجاح ، ورفع مستوى الاستقامة في حياتنا العامة والخاصة.

ولذلك فإنّي ألفت عناية المهتمين بقضية تفعيل دور المرأة وإشراكها في مختلف مجالات الحياة إلى وجوب الشروع بالخطوة الأولى وهي مشاركة المرأة في الحوار لتكون جزء من عملية التفاهم وجزء من صناعة الدور الذي يقع على عاتقها وبذلك نكون قد أخرجنا المسألة من منح المرأة دوراً إلى شراكة حقيقية ينبثق عنها الدور .

(اللواء اللبنانية)