موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأربعاء، ١٢ ابريل / نيسان ٢٠١٧
دماء على أغصان السلام

الأب رفيق جريش :

أغصان السعف التي يحملها المسيحيون خاصة الأطفال ترمز إلى السلام هذا الرمز الذي اغتيل بايد آثمة اغتالت الفرحة في قلوب المحتفلين أحد الشعانين هو أحد أكثر المناسبات الدينية أهمية عند المسيحيين، وهو يسبق عيد الفصح بأسبوع ليتحول ذلك الاحتفال إلى مأتم وصراخ وعويل وأشلاء تتطاير ودماء تنزف بفعل الانفجار محاولات دنيئة تقوم بها تلك التنظيمات الشيطانية تزيد شعب مصر تكاتفا وتفرض على الحكومة عبئا إضافيا فى سرعة القضاء على تلك التنظيمات الإرهابية لحماية البلاد.

لم يكن المصلون في كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا وفي كنيسة مار مرقس بالاسكندرية في أحد الشعانين يعرفون أنها ستكون صلاتهم الاخيرة، الأغصان التي طالها دم الشهداء وتحول الاحتفال الكبير إلى مشهد اعتاده المسيحيون عليه في الفترة الأخيرة. الكنيسة تتحول إلى حطام دماء تتناثر هنا وهناك.. وجثامين ملقاة وسط الحطام، كلها تقول للمسيحيين إن احتفالات هذا الأسبوع ستتحول لجرعة مضاعفة من الألم. لا صوت يعلو فوق صوت الآلام لأن يد الارهاب قررت مجددًا أن تختارهم هدفًا لها موقعة العشرات منهم بين قتيل وجريح.

وقد ندد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالهجوم في بيان جاء فيه: "هذا الإرهاب الغادر يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه ولن ينال أبدًا من عزيمة المصريين وإرادتهم الحقيقية في مواجهة قوى الشر بل سيزيدهم إصرارًا على تخطّي المحن والمضي قدمًا في مسيرتهم لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة". وأعلنت مصر الحداد ثلاثة أيام على ضحايا التفجيرين.

إن الحرب التى تتعرض لها مصر تؤكد مرة أخرى أهمية التكاتف والاصطفاف ووحدة الصف، فاستهداف المواطنين المسيحيين محاولة مقصودة لإحداث شرخ فى النسيج الوطنى وإحراج الدولة المصرية. لابد من دول العالم كافة التكاتف للقضاء على الإرهاب، وأن تكف بعض الدول عن دعم ومساندة الجماعات الإرهابية بأنواعها وأن تمدهم بالدعم أو السلاح والوقوف أمام الدول التى ترعاهم.

لابد من مواجهة الأعمال الإرهابية بكل قوة وحكمة وحزم، وتوحد المسلمين والمسيحيين في مواجهة الإرهاب وحماية مصر ومكونات المجتمع المصري في تعايش سلميا. هذه الأعمال الآثمة لن تكون آخر العمليات الإرهابية لأن الدولة تحارب الإرهابيين ولا تحارب الفكر الإرهابي وهو أساس المشكلة. ليعزي ليقوي الله أهالي الشهداء ولنكون ثابتين على إيماننا ونحن نعلم جيدًا أن الإهارب ليس له دين لأنهم لو عرفوه لما عملوا هكذا.