موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٥ مايو / أيار ٢٠١٦
دعوة الشيخ الطيب التاريخية للبابا فرنسيس: أهلاً بك في الأزهر

بقلم: أندريا تورنيلي ، ترجمة: سامح مدانات :

<p dir="RTL">لأول مرة في الفاتيكان، شكر فضيلة الإمام الأكبر للجامعة الإسلامية السنية البابا فرنسيس لكلماته حول الاحترام الواجب للأديان، ودعاه الى القاهرة.</p><p dir="RTL">&quot;لقاؤنا هو الرسالة&quot;. بهذه الكلمات، في مكتبة القصر الرسولي، استقبل فرنسيس فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، أحمد محمد الطيب، الذي دعا البابا في نهاية الاجتماع إلى زيارة جامعة القاهرة الاسلامية. ان المصافحة والعناق الاخوي بين أسقف روما وأعلى سلطة للإسلام السني، هي حدث ديني جرت احداثه لأول مرة في الفاتيكان. ويأتي بعد سنوات أصبحت فيها العلاقات متوترة. ومن المقرر ان يكون لهذا الاجتماع نتائج في العالم الإسلامي: الطيب هو بالتأكيد الإمام الأكثر نفوراً من الأصولية ودعاة الكراهية الإسلاميين، هذه الأيديولوجية التي تتستر على الارهاب واعمال العنف في التدين عن طريق استغلال اسم الله.</p><p dir="RTL"><strong>رفض الإرهاب</strong></p><p dir="RTL">وقد ساد اللقاء الذي استمر ثلاثين دقيقة، وعقد في جو ودي للغاية، &quot;الالتزام المشترك من ذوي السلطة والمؤمنين من الديانات الكبرى من أجل السلام في العالم، ونبذ العنف والإرهاب، و وضع المسيحيين في سياق الصراعات والتوترات في الشرق الأوسط وحمايتهم&quot;.</p><p dir="RTL">&quot;وقد اشار كل من فرنسيس والطيب إلى الأهمية الكبيرة لهذا الاجتماع الجديد في إطار الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام. ثم سلطا الاضواء بشكل أساسي على الالتزام المشترك من السلطات والمؤمنين من الديانات الكبرى من أجل السلام في العالم، ونبذ العنف والإرهاب، ووضع المسيحيين في سياق الصراعات والتوترات في الشرق الأوسط، وحمايتهم&quot;.</p><p dir="RTL"><strong>وفد &quot;رفيع المستوى&quot;</strong></p><p dir="RTL">كانت هذه الرحلة الاوروبية القصيرة للزعيم السني، والذي غادر بعد الظهيرة متوجها الى باريس، المدينة الأوروبية الأكثر تضرراً من الهجمات - حيث التقى فرانسوا هولاند في قصر الإليزيه، وسوف يشارك اليوم في اجتماع برعاية جماعة سانت إيجيديو، مع أندريا ريكاردي، كانت (هذه الرحلة) مخططاً لها في اطار زيارته الى الفاتيكان، وقد تم الاعداد لها منذ فترة طويلة. ولكنها تقررت في غضون بضعة أيام. ووصل الطيب الى الفاتيكان من المطار، وكان يرافقه وفد رفيع المستوى، تم وصفه &quot;بالمهم&quot; أيضاً من قبل الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي الأب فرديريكو لومباردي. وكان من بين من رافقوا الامام الاكبر في رحلته الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، الدكتور محمود حمدي زقزوق مدير مركز الأزهر للحوار، والقاضي محمد محمود عبد السلام، مستشار الطيب. وكان حاضرا أيضاً سفير جمهورية مصر العربية لدى الكرسي الرسولي، السيد حاتم سيف النصر.</p><p dir="RTL"><strong>مسألة عام 2011</strong></p><p dir="RTL">استقبل البابا الامام الطيب بالمراسيم المخصصة لاستقبال كبار المسؤولين من رجال الدين. فلم تك هناك ثلة من الحرس السويسري، وتحدث الاثنان متقابلين وجهاً لوجه كل منهما على الطرف الخاص به من الطاولة. وقام بالترجمة السكرتير الخاص لقداسة البابا، الاب المصري يوانس لحظي جيد. وقد كان فرنسيس والإمام ينظران الى بعضهما البعض في العين. ولم يكن هناك حاجة إلى إعادة صياغة أحداث السنوات الأخيرة. وقد أنهى هذا الاجتماع في الواقع مرحلة الفتور، والتي بدأت في شهر كانون الثاني من عام 2011، بعد الهجوم الدامي ضد المسيحيين الأقباط في الإسكندرية، عندما تحدث بندكتس السادس عشر عن &quot;الحاجة الملحة لحكومات المنطقة أن تعتمد، على الرغم من الصعوبات والتهديدات، تدابير&nbsp; فعالة لحماية الأقليات الدينية&quot;. البابا راتزينغر كان يشير بوضوح إلى الحكومات المحلية. لكن كلماته تُرجمت بشكل سيء من قبل وسائل الإعلام، وخصوصاً على شاشات التلفزيون في العالم العربي، حيث قُدمت على أنها طلب لتدخل الغرب في هذا المجال.</p><p dir="RTL"><strong>ولادة القسم العربي للأمانة العامة للدولة</strong></p><p dir="RTL">كانت ردة فعل الأزهر&nbsp; ومصر اعتبارها على انها تدخلاً سياسياً غير مقبول. وتم استدعاء السفير المصري لدى الكرسي الرسولي إلى القاهرة. وفي نهاية المطاف، وعندما تم توضيح ما قيل في الواقع من قبل البابا، كان قد فات الأوان. وهكذا قررت الجامعة السنية، مثيرة موضوع خطاب راتزينغر في ريغنسبورغ قبل خمس سنوات، تعليق الحوار مع الكرسي الرسولي. فقرر الفاتيكان، بناء على طلب من الأساقفة المشاركين في السينودس حول الشرق الأوسط، افتتاح قسماً عربياً تابعاً للأمانة العامة للدولة وذلك لتأمين ترجمة دقيقة لجميع خطابات ومداخلات البابا، وبالتالي منع أي تلاعب يتعلق بها.</p><p dir="RTL"><strong>&quot;داعش ليس الإسلام&quot;</strong></p><p dir="RTL">ولكن كل هذا كان في الماضي، وقد تم تجاوزه حتى قبل المصافحة، وبقى هامشي التأثير في المقابلة. وقد تبادل الزعيمان وجهات النظر والاهتمامات. فكل منهما يرغب ان تقوم&nbsp; الديانات بنشر السلام، وليس الكراهية. كلاهما يريدان&nbsp; ألا يتم استخدام اسم الله من قبل أولئك الذين يحرضون على الكراهية والإرهاب، حتى ما يُخطب به&nbsp; في المساجد. لهذا السبب، أكد فرنسيس ان &quot;هذا الاجتماع هو الرسالة&quot;.</p><p dir="RTL">وقد اخبر الطيب البابا ان &quot;داعش&quot; ليست هي الاسلام. وأعرب عن شكره للبابا فرنسيس لرسائله، ولاسيما بالنسبة لما قاله في المقابلة على متن الطائرة في كانون الثاني&nbsp; 2015 بعد مذبحة تشارلي إبدو، عندما أصر على ضرورة احترام الأديان. وفي نهاية المقابلة قدم فرنسيس الى الإمام الارشاد الرسولي البيئي &quot;كن مسبحا&quot;، وميدالية السلام، والتي تصور شجرة الزيتون التي ولدت من صخرة.</p><p dir="RTL">وبعد ذلك عُقد اجتماع في الغرفة التي تقع في الزاوية بين الوفدين المصري والفاتيكان، ترأسه الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان.</p>